7 أبريل، 2024 5:47 ص
Search
Close this search box.

فديو كليب انتخابي

Facebook
Twitter
LinkedIn

التطور التكنلوجي وصل الى اوجه في عصرنا هذا ، بوجود الانترنت والقنوات الفضائيات التي غزت منازلنا وباتت واحدة من متطلبات حياة الفرد التي لا يمكن الاستغناء عنها .
 
وان عرجنا بالزمن الى الوزراء وبالتحديد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي والذي يطلق عليه / الزمن الجميل/ ، فلا يمكن ان لا نتذكر المطرب حميد منصور وشعره المصفف بصورة مرتبة للغاية ، وشاربه الاسود المخطوط فوق شفته تماما ، وبدلته الانيقة التي تتناسب مع ذلك العصر ، وهو يتجول في احد استوديوهات الاذاعة والتلفزيون بين اعمدة الاضاءة ، او بين الاشجار في متنزه الزوراء وهو يغني اغنيته الشهيرة / سلامات ابعث سلامات / . ولا نكاد ان نستمر بذكرى هذا الزمن الجميل ، حتى / نفز  مذعورين / على انغام وصور نانسي عجرم واليسا او شمس الكويتية صاحبة الاغنية الشهيرة والحزينة / اشطح / ، وهن يتقافزن بين احضان الشباب الحلوين / الكيكية / .
 
وان خرجنا من اجواء الاغاني ، وننتقل الى استوديوهات الاخبار ، والى مذيعي تلفزيون العراق المتسمرين في كراسيهم امام لوحة التلفزيون الذي يحمل / اللوكو / للتلفزيون ، سنرى الفرق بين مذيعي فضائيات اليوم على مستوى الاستوديو ودهون الشعر / الجل / ليساعد على وقوف السبايكي بصورة منتصبة ، ناهيك عن التلقائية في قراءة الاخبار التي اباحت للمذيع بحكم الحداثة ، الضحك بصوت عال واطلاق بعض التعابير اللطيفة للمشاهدين كاجتهاد بالخروج عن النص لاضفاء جمالية ولتأكيد الحداثة في العصر .
 
لكن .. ان قارنا بين هذا الزمن وذلك ، لرأينا ان الزمن القديم فيه جمالية لا يمكن ان تجدها هنا ، فعلى مستوى الاغاني فستجد ان الزمن السابق يحمل الاصالة والشفافية والكلمات الرقيقة التي تلامس القلب مباشرة ، بعكس هذا الزمن المليء بالصخب والصراخ والعويل ، اما على مستوى الاعلام ، فستجد في الزمن السابق المهنية والصرامة في استخدام اللغة العربية ، فيما تجد في هذا الزمن ايمان مطلق بمبدأ / حي الله / ، ولا بأس ان يكون المذيع لا يتقن العربية بصورتها الصحيحة ، ولا بأس للفتاة الجميلة ان تكون مذيعة رغم انها لا تلفظ حرف الـ / س / . . . وهذا هو واقعنا

الذي دفعني الى ان اسوق هذه المقدمة المقتضبة ، هي البوسترات الانتخابية لمجالس المحافظات التي غزت شوارع بغداد وباقي المحافظات ، وانا اشاهد الوجوه الشابة الجديدة بتقليعاتها التي تنسجم مع الحداثة والعصر الحالي ، وصورهم ذات الحركات / الاكشنية / المعلقة على اعمدة الانارة وجدران البنايات المختلفة .
 
فاحد الشباب الذي رشح الى الانتخابات لفت انتباهي ، وشعرت انه بغاية الاكشن من خلال حرصه وتعبه والوقت والجهد الذي بذله من اجل التقاط صورته ، التي كان فيها واقفا بصورة تلقائية احسده عليها وبابتسامة عريضة اوصلت شفته فوق لثته ، ورافعا يده لتحية الجماهير التي لا اعرف حجم تأيدها له .
 
وصورة اخرى لاحدى النائبات المحترمات ، الواقفة بجنب زوجها المرشح للانتخابات ، في تطبيق لمقولة / وراء كل عظيم امرأة عظيمة / ، وهي تقدم زوجها المحترم للناس ، وكأنها تقول لهم مثلما انتخبتموني انتخبوا زوجي لزيادة دخلنا / لان السياسة صارت خوش شغلة / … الخ من الصور .
 
هذه الصور ذكرتني ايضا بانتخابات المجلس الوطني السابق / المهزلة / ، والتي كانت الدعاية الانتخابية عبارة عن ورق بحجم ورق الـ/A4/ تكاد لا توضح شكل المرشح المسكين الذي يجب ان يكون بعثيا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب