12 أبريل، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

فدراليات شعيط ومعيط ودعوة لبسمارك عراقي قادم يستجيب لوحدة الأمّة العراقية وحريتها

Facebook
Twitter
LinkedIn

قرأت قبل أكثر من شهر خبرا عن لقاء السيد مسعود البارزاني بفعاليات سياسية من محافظة صلاح الدين ، وقد أخذت أفكر ما هي الطبخة التي يريد البارزاني هذه المرة طبخها ضد العراق ، فقد علمّنا هو وغريمه السيد جلال على مبادرات وصفتها الغارديان البرطانية بدقة متناهية ألا وهي ( سياسة فرق واستغل ) ، وكعادة تحركات حاكم أربيل البهلوانية والتي تحاول أن تأخذ منحا ( كياسيا ) ولكن لفهلوة هذا الرجل ريائها الواضح لهذا تفضحه الخطوة الأولى كون السياسة التي ينتهجها قائمة على الغرور والحقد والعنجهية المفرطة بالضد من أي فعل يراد به للعراق أن يستعيد عافيته ومكانته ، وإلا السؤال مالذي يجمع ( الرئيس ) مسعود مع هذه المحافظة العراقية الأبية سوى ان صديقه وحامي امارته ( صدام حسين ) منها …؟؟؟
وما ان مرت أيام إلا وقد انفضح المستور عبر مطالبة صلاح الدين ( بالفدرالية ) وللأسف ان الطبقة السياسية العراقية كونها رديئة ولصوصية وباهتة وغبية وجاهلة وعدمية ولا يهمها من الوطن إلا هدف واحد يتسلل بوضوح عبر سياسة الاحتراب والاختلاف العشوائي التي تفتح الباب واسعا أمام كل نكرة في سهولة نهب البلد وسرقة ثرواته أقول كعادتها ( تبلع ) هذا الطعم الوسخ ومعها يرتفع صوت حامي الدستور ( الرئيس الغفلة جلال ) عن حق هذا الطلب ، أنظروا هذا التناغم العجيب في تحطيم العراق وتصوير المشكلة وأفاق حلها لا يأتي إلا عبر تقسيم العراق إلى فدراليات وليس الأصل هو غياب توزيع عادل للثروات ، غياب المساواة والعدالة والقانون والحفاظ على ثروات البلد من السلب والنهب والاهدار واللصوصية..ولو أفقنا غدا على فدراليات ولكن بغياب توزيع حقيقي وحرص حقيقي وأمين على مصادر الثروة العراقية هل تُحّل المشكلة ..؟
ان فهم البعض لفدراليات عجيبة هي محاولة لتحطيم العراق وتقزيمه والمستفيد الوحيد هي عصابة جلال في السليمانية ونظيرها عصابة مسعود في اربيل ، فهاك نموذج ساطع على فدرالية مجزئة بين مشايخ وعشائر …وأعتقد جازما ان الهدف هو محاولة زيادة لصوصية البعض ، فكل صاحب نفوذ ولو على شبر من أرض العراق حتى ولو كانت ( خرابة ) يريد ان يحكم ويفرض سلطته لكي تتيح له وحده هو ومافيته ان يلهو بها حرا طليقا طالما انها تفتح له باب ( الشفط ) من الخزينة العراقية ، حينها سيتصرف بها عائليا وعشائريا ومافيويا وكمثال على ذلك مجالس المحافظات نفسها وشكل الأقليم الهش في كردستان …!

لقد حز في نفسي كعراقي مدى الخراب والتهميش والغياب والموت لوطن مثل العراق الذي أصبح خارج التاريخ وكمثال على ذلك ففي كل المؤتمرات الصحفية للقادة الأتراك مع عدد كبير من السياسيين في المنطقة حول الملف السوري ، يجري الحديث والتاكيد على ان تركيا ستتعاون مع كل دول المنطقة حول هذا الملف ويتم ذكر هذه الدول من قطر والبحرين والسعودية والأردن والصومال وحتى جزر الموز دون ان يُذكر العراق بالمرة وكأنه غير موجود على الخارطة رغم انه يشترك بأطول حدود مع سوريا ، كنت أتصور في أول مؤتمر صحفي هو نسيان غير مقصود لكن تأكد لي بالدليل القاطع عبر عدد كبير من المؤتمرات الصحفية عن فحوى هذا الاصرار على هذا التغييب وهو تجاهل تام لمكانته السياسية ، فاي مكانة تركتها وزارة زيباري يا ترى وهي تلعب بملفات ضد البلد في مناسبات ووقائع كثيرة وسفرائها ملَّ من فضائحهم العالم …؟؟؟

أنا مع أهمية وجود وولادة بسمارك عراقي ينطلق من رحم هذا المشهد البائس يعيد للعراق وحدته ومكانته بين الأمم ، وليعرف البعض لولا وجود ( بسمارك ) في امّة عظيمة لما وجدنا دولة فدرالية قوية اسمها ( المانيا ) اليوم ، عادت موحدة رغم أنف الايدلوجيات وصراع الديكة في العالم ، ولكن شتان بين فدرالية المانيا وفدرالية العشائر والافخاذ والملل والضحك والمهازل في العراق…!

إن اعادة هيبة الدولة التي حطمها رهط مشبوه من االسياسيين المارقين الذين ابتلى بهم العراق هو فعل ديمقراطي حقيقي في تاريخ اي امّة ونحن لسنا استثناء في ذلك وما اللعب على ديمقراطية التخلف في العراق إلا غواية يلهوا بها هؤلاء الذين يستهزئون بعقول هذا الشعب الذي عانى كثيرا من الحصار والقمع والأنعزال عن قراءة العالم بشكل عميق وحقيقي ومتنور وفعال…!
متى سنقف خلف راية بسمارك عراقي يعيد لنا كرامتنا وهويتنا كأمّة تساهم في صنع التاريخ والمستقبل…؟؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب