23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

فداء .. لمدرعة عليّ المُرًقعًة  !

فداء .. لمدرعة عليّ المُرًقعًة  !

ضمير مستتر : لايستوحشنكم طريق الحق لقلة سالكيه  ( علي ع ) ..
حين تذكر فضيلة لعلي  يعترض عليك من لايملك مبررا للاعتراض  ..  وكأَن ذلك أهانة له ..  لذا لا أدري : أي وقت قرأت .. بما يوحي هذا  المعنى  : حين تتوقع ان يعاملك  الاخرون بعدل , لانك إنسان  مسالم  وغاية في الطيبة  .. يشبه نوعا ما ان لايهاجمك الثور , لانك رجل هندوسي  لاتاكل  لحوم الحيوان .. وجريّا على توصيف علي ع : لواجبة النهي عن المنكر بانها ردعا للسفهاء , او ندائه في  الناس : لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق , ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يَقوَّ من قويَّ عليكم  .. وانتصارا لام القيم العدالة .. كان لزاما الرّد على البعض من الذين لايُطيقون  سماع اسم علي –  وان هم ينكرون ذلك –  وتقول له  في فيك تراب .. وادعوه لان يعي باني حين تشيعت لعلي كان ذلك عن وعيّ ودراسة  وليس وراثة من اسرة كما عند البعض  , وحين ارفض الذين تقّدموه  .. فان ذلك عن دليل ناهض قد وصلني, و عن طريق دراسة موضوعية واستقراء للتاريخ وحيثيات ما جرى بعد وفاة النبي الاكرم ص  , كما يُفترض بما هو توصل اليه من ادلة على تسننه  .. وكل فرح بالتغني بليلاه فليس له مصادرة اراء الاخرين .. وادعوا من كان على شاكلته  بان يتركوا الصاق التهم بمن تشّيّع لعلي , بالقائمة المعروفة من النعوت التي توارثها الاعراب  الاجداد .. من يوم اعلان ابي سفيان – عراب المعارضة للدعوة المحمدية –  بقولته : والذي يحلف به ابو سفيان .. انها لاجنة ولا نار , وانما هو الملك  – تلّقفوها يابني امية تلّقُفَّ الكرة  .. وحين خاطب شاهدة قبر النبي بقوله : ان الذي كنت تقاتلنا عليه اصبح في ايدي صبياننا }}   .. وان يعرف المُعترّض على تشيُّعي لعلي ومتابعته في نهجه وسيرته – كمثل اعلى – بعد النبي الاكرم ( ص) .. انه سوف  يدخل ضمن احد التوصيفات الثلاث التي ذكرها النبي الاكرم لعلي : ياعلي انك سوف تقاتل القاسطين والمارقين  والناكثين  ..

ثم ان التشيع والتسنن باتا هويتيين  اجتماعيتين وليس دينين في عراق اليوم .. وكان كذلك مذ جاء علي الى الكوفة  – اول خلافته –  وحين انصف اهل العراق الاصلاء  ( النبط )  .. ذو اللهجة المختلطة  , الذين كان تسميهم قريش – بالموالي –  والعلوج , واجبروهم السكن في اطراف المدن  كبشر من درجة منحطة في نظرهم .. لقد قلب الامام علي وضعهم  ومرتبتهم الاجتماعية  حين كان يكرر قوله : لا أرَ لبني اسماعيل على بني اسحق من فضل .. وحين اعترضت عليه احداهن  (القرشية ) على مساواتها بالعطاء مع أمَه .. قبض بيده التراب وقال : لم أرَ في هذا التراب من اختلاف  .. تاكيدا على اننا من اب وام واحدة  وهما خلقا من تراب .

وفي راي الكثير من الباحثين .. ان عدالة علي هذه .. كانت السبب الرئيس لتكالب قريش وعدائها لعلي .. لهذا كان الشيعي مولى – حسب راي الارستقراطية القرشية –  واما السني فهو وريث عروبة قريش  .. ان مقابل هذا السلوك الانساني لعلي ع , مع سكان العراق الاصليين   (قبل الفتح  الاسلامي له ) .. كان الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي  يَسّم ( من الوسم ) جباههم , وايديهم  بـــــــ  المشاريط  , ويجبرهم على ارتداء الزنار الاحمر وركوب الحمير .. حتى قال شاعرهم البدوي متعاليا على ابن البلد الاصيل ( النبطي ) بقوله :

لو كان حيّا له الحجاج ماسَلمَت .. صحيحة  يداه  من رسم  حجاج ! 

وبمناسبة ذكرى مولد الامام علي ع في الثالث عشر من شهر رجب الحالي .. لنستحضر شخصية الامام علي ونجعلها محورا لتوحد شعبنا وبؤرة للالتقاء الانساني برؤاه التي قدمها في نهجه بلاغته  في معالجة الفكر المتطرف خوارج العصر داعش وكل ذو فكر مازوم على ضوء اصالة الانسان في فكر علي وايمانه بمشروعية الاختلاف مع الاخر في الرؤى – وان كان الاخرمن نوع متحجر الفكر ( الخوارج ) –  واصالة اقامة البرهان والابتعاد عن التلقين في الايمان  واشاعة النزعة العقلانية بدلا منه  واصالة حرية الانسان في فكره – ولتكن وثيقة عهده لمالك الاشتر منهاج عمل لبناء دولة المواطنة في عراق اليوم ! بهوية عراقية وطنية جامعة عابرة للهويات الفرعية التي هي خصوصية ثانوية محترمة للجميع ..  فاهل العراق في الاصل علويون في مزاجهم الاجتماعي منذ ان حل علي بي ظهرانيهم في الكوفة ..  سلاما عليك ياابي الحسنين في ذكرى مولدك المبارك  !  لك الله ياعراق الخير !