23 ديسمبر، 2024 8:39 ص

فخ رئاسة التحالف الوطني ..!

فخ رئاسة التحالف الوطني ..!

التحالف الوطني, لم يعد كما كان أبان تشكيله, لا سيما بعد الشتات, والفرقة, التي باتت واضحة بين كتله! أما الصراع الصريح على المناصب, وكيفية اللعب على الاستحقاقات, والمناورة للحصول على الحقائب الوزارية, سبب تقاطعات كبيرة؛ بين كتل ذلك التحالف, منذ فترة ليست قصيرة.

انشقاق بدر من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, والعصائب من التيار الصدري؛ خير دليل على أن التحالف الشيعي ليس على ما يرام.

المشاكل داخل التحالف الوطني تفوق حد الوصف, في ظل عجز واضح عن عمل شيء يذكر لرئيسه الجعفري, وهذا ما تسبب في تأجيل اختيار وزراء, لوزارتي الداخلية والدفاع, وما لا شك فيه أن اختيارهم سيدفع (بلاوي) كثيرة! من ضمنها الحد من الأنفجارات, والخروق الأمنية المتكررة, ويحد أيضاً من سقوط الضحايا الأبرياء؛ الذين يزفون الى بارئهم مظلومين دون مفر, والتخلص من العجز ألأمني الذي صار صريحاً وعلنياً؛ ما تمخض عنه, عدم القدرة على توفير الحماية للوطن والمواطن.

أذاً, التحالف الوطني في خطر, ولا سبيل للمعالجة ألا بالصدمة! وتذكير بعض الكتل الشيعية, أن لا حل لهم سوى الوحدة الوطنية, والتمسك بالعقيدة, والمذهب, ووصايا المرجعية, لأن شتاتهم يقوي الإرهاب, ويجعل المتربصين في الوطن, لهم المبادرة, أما ونحن فسنقف عاجزين عن عمل شيء, بسبب انشغالنا في الخلافات والمشاكل, لا سيما ونحن في مرحلة, لا وقت لنا في أن نندب الحظ, ونقول يا ليتنا نرجع لزمن عزيز العراق.

المتتبع للعملية السياسية, ولخطوات التحالف الوطني, يجد أن المرشح الوحيد لقيادته في المرحلة الجارية؛ هو السيد عمار الحكيم, لكن ومن وجهة نظر أغلب المراقبين, ينذرون بأن قبول الحكيم, ربما يسهم في تراجع المجلس الأعلى كما حصل سابقاً في زمن والد السيد عمار الحكيم!

انشغال السيد عبد العزيز الحكيم, في التحالف الشيعي آنذاك, جعله يترك الضرورات, داخل المجلس الأعلى, ما سبب تردي في خطط وسياسات المجلس, ونتج عنه تراجع واضح في الانتخابات التي أجريت في حينها, وعلى الرغم من وحدة الصف الشيعية وقتذاك, وترابط الكتل السياسية المنضوية داخل التحالف, واتفاقهم على مشروع موحد, ألا أن الحكيم لم يفلح في الوفاق بين عمله, كرئيس للتحالف الشيعي؛ ورئاسته للمجلس الأعلى, فكيف لمن يريد مسك التحالف الوطني اليوم؟! في ظل تلك الإرهاصات والمشاكل بين الكتل, أن يوفق في القيادة بين تيار بحجم تيار شهيد المحراب, واستحقاقاته القادمة وبين رئاسة التحالف الوطني.

فالحل الأمثل هو ترك زعامة التحالف, والالتفات الى العمل الجاد, وتطوير مفاصل تيار شهيد المحراب ومؤسساته, لكي يرى المجلس الأعلى النور من جديد, ويرجع الى الساحة السياسية بقوة, بعد أن غيب في مراحل سابقة.

وعليه فأن زعامة التحالف الوطني, أصبحت فخاً يراد به أضعاف تيار الحكيم, ويجب الحذر, والابتعاد منه, والتفرغ لتقوية تنظيماته, ومتابعة وزرائه الذين تسنموا مناصب في الحكومة الجديدة, وما على الكاتب ألا البلاغ المبين.