23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

فخ امريكا .. الضوء الاخضر لداعش ام لايران ام للاثنين معاً

فخ امريكا .. الضوء الاخضر لداعش ام لايران ام للاثنين معاً

السياسية الامريكية وساستها المخضرمون يرسمون بجداره خارطة العالم الجديد بريشة رسام بارع وسيلته السياسة وهدفه الاقتصاد معتمدين على مرتكزات التخطيط المسبق و التمحيص الدقيق للمعطيات الاساسية ودراستها من خلالها استقطاب العقول الاقتصادية والسياسية والعلمية وتسخيرها بالاتجاهات المتضادة لتلتقي بالنتيجة في مركز الهدف المرسوم والتنبؤ بنتائجه المضمونه واستثمارها استثماراً بالغ الاهمية سلباً أو ايجاباً متخذين من الجسور الاعلامية المفبركة أو المنتقاة للوصول عبر اقصر الطرق للخيارات المستنبطة من الدروس والعبر التي افرزتها المراحل الزمنية للممارسة والتطبيق للنظريات الاساس التي وضعتها الحركة الصهيونية الام في الهيمنة والسيطرة على العالم و التحكم به في المرحلة القادمة (الحوكمة) اختيار الشرق الاوسط مرتكزاً اساسياً للانطلاق لم يأتِ من فراغ بل جاء من نظرية (لا حركة بدون طاقة) ومنابع الطاقة وايسرها في الشرق الاوسط ولهذا تبدلت حدود اسرائيل من الفرات الى النيل واصبحت من طنجه في المغرب الى جكارتا في اندنوسيا… ان هذه الحدود ليست جغرافية أو سياسية وانما الحدود الاقتصادية والتحكم بها بل الهيمنة المتكاملة على ( الطاقة – الايدي العاملة – السوق ) وبالتالي هي المنفذ الاهم للسيطرة على العالم .

ما طرحه ثعلب السياسية الامريكية وعرابها الشهير ((هنري كيسنجر)) عام 1973 في التنبؤ بالحرب العالمية الثالثة بين امريكا من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى ومقترحه المتضمن احتلال سبع دول نفطية رئيسية لم يتبق منها سوى (( ايران )) تغطية اعلامية مسبقة والمتتبع لجوهر السياسية الغربية والعقل المدبر للسياسة الامريكية هو ((العقل البريطاني )) الذي يمثل مركز الاشعاع لاساسيات التخطيط للمستقبل بخطوات واثقة ومحسوبة من الناحيتين الزمانية والمكانية ومن هنا جاءت فكرة دعم الاضداد والظفر بالمحصلة بالنتائج المضمونة وتسخيرها باتجاه الهدف .

وبهذا تحركت الماكنة البحثيه المتخصصه خلال المؤتمرات واللقاءات المتمثلة بالنفاذ الى الشعوب من معتقداتها وانتماءاتها الايدلوجية لتقويض ثلاث مرتكزات اساسية هي (الحس الوطني – الانتماء القومي – المعتقد الديني ) من هنا جاءت فكرة ((داعش)) تنظيم الدولة الاسلامية واستثمار مفردات التطرف في المعتقد لتشويه صورة الاسلام كونه دين العنف والقتل وتحريك الاطراف الاخرى

والمذاهب المختلفة للدفاع عن معتقداتها لتكون وقود التناحر والتفرقة والثأر والاساءة الى رموز الاطراف المتناحره بهدف تعميق الخلاف الطائفي وايصاله الى مرحلة العداء التأريخي لاضعاف الاطراف مادياً ومعنوياً وعقائدياً مما تطلب تجزئة الايدلوجيات للمذهب الواحد وانشاء المليشيات والفصائل المسلحة ودعمها بكل الامكانيات المتاحه لتأخذ دورها المرسوم .

الهيمنة الامريكية على سياسة دول المنطقة وخاصة بعد الربيع العربي وتغيير الحكام بدأت الخطة المحكمة لغسل الادمغة بما يتوافق والعولمه ومناهجها السياسية والاقتصادية و الثقافية وترويض شعوب المنطقة (الشرق الاوسط)للتخلي عن ((المعتقدات البالية)) للحاق بركب التقدم والحضارة والمجتمعات الغربية وانهاء دور الشعوب في الثورات والتحرر وتقسيمه لثلاث فئات:

أ. ثلث يقتل ( حروب – تناحر طائفي – ثأر ) .

ب. ثلث يهاجر ( تهجير داخلي وهجرة خارجية ) .

ج. الثلث الاخير ( دواجن ) .

وبهذا تتحول هذه البلدان بكل ما تمتلك من ثروات وامكانيات وسائل انتاج جديدة ومتجددة لخدمة ( الهيمنة الجديدة ) .

الدعم الكبير لـ ( داعش )لاحتلال شمال سوريا والمحافظات السنية العراقية والتمدد الكبير ضمن مناطق اخرى … وبضوء اخضر امريكي ودعم مادي ومعنوي واستقطاب مئات المتطوعين من المرتزقة من عموم بلدان العالم وكذلك المؤمنين المتطرفين واستغلالهم لاضعاف المعتقد الاسلامي السني من جهة ومن جهة اخرى دعم وتوجيه الخط الشيعي بقيادة ايران للوقوف بوجه هذا التيار المتطرف لينال كل منهم حصته في الانتقام من الطرف الآخر وبالتالي اضعاف كل الاطراف المعادية ((لمشروع الشرق اوسط الجديد)) واعطاء ذريعة للمعسكر الغربي الامريكي الصهيوني لايقاف التمدد الايراني واطماعه في الهيمنة على المنطقة والوصول الى شواطئ المتوسط ومن هنا نجد ان الاقطاب الدولية المتحاربة تسعى لتأمين مصالحها علماً ان القطبية الاحادية المتمثلة بأمريكا وقدراتها الكبيرة واذرعها الاستخبارية والمخابراتية والعسكرية و الاقتصادية والاعلامية جعلتها المرشحة الاولى لهذه القطبية المهيمنة على مفاصل الحياة في العالم ومنها القرارات الاممية وتسخيرها باتجاه مصالحها وقيادة بؤر الصراع في العالم .
الحذر الحذر من فخ الصراع لشرعنة المصالح