22 ديسمبر، 2024 11:05 م

يتساءل البعض عن سبب تأخر تحرير الفلوجة من قبضة داعش وهي مدينة صغيرة قياسا إلى الرمادي أو تكريت , علما إن اقتحامها أسهل لقربها من العاصمة بغداد (60 كلم ) لإدامة زخم المعركة عسكريا ولوجستيا .
لكن السبب الحقيقي هو ليس عسكريا , وأن القائمين على الأمر يعرفون جيدا أنهم لو بدأت معارك التحرير في الفلوجة قبل تكريت والرمادي, لكانت الأمور مختلفة جدا ولأصبح الجاني الداعشي هو ضحية من ضحايا الحكومة العراقية وللأسباب التالية .
أولا .. أعدت الفلوجة إعلاميا وسياسيا وماديا كي تكون اكبر مسرح لتزييف الوقائع , ستبدو إمامها مسرحية (ثلاجات تكريت) تبدو مثل لعب الأطفال , فأن كل المدنيين الموجودين في الفلوجة سيجري إعدامهم بيد داعش وسيظهر الدواعش وهم يرتدون ملابس الجيش العراقي أو الحشد الشعبي لإيهام العالم بوحشية الجيش العراقي أو الحشد الشعبي وهم يقومون بالانتقام من أهل الفلوجة , وسيتم تصويرها سينمائيا وبجودة عالية وبإخراج متطور كي تصبح وثيقة إدانة دولية ضد من يقوم بتحرير الفلوجة , ولقد ذهب البعض بالقول إن هناك محاميين دوليين على أهبة الاستعداد للقيام بالمهمة .
ثانيا … من يشاهد الأفلام التي تبثها داعش , عن عمليات إعدام وحشية لجنود عراقيين ومدنيين ما هي إلا وسيلة استفزاز شعبي كي يضغط على الحكومة كي تسرع قراها باقتحام المدينة , لكن عدم وجود رد حكومي جعل من الفلوجة فندقا ذو خمسة نجوم لمجرمي داعش , الهاربين من معارك تكريت والرمادي , وهم من كبار قادة داعش وحزب البعث .
ثالثا.. من الواضح إن موقف الحكومة العراقية هو موقف حرج جدا , فهي تخشى إرسال قوات حكومية أو حشد شعبي لتحرير الفلوجة لأنها على الأغلب تعي سيناريو الفخ الفلوجي , لهذا جرى محاصرتها فقط , وحاولت الحكومة أن توكل أمر تحريرها إلى الحشد العشائري من أهالي الانبار والفلوجة , لكن يبدو أن القضية اعقد وأصعب من قدرات الحشد العشائري , رغم انه سبق وان تمت محاربته إعلاميا من قيادات سنية , واتهامه بالعمالة للحكومة .
رابعا… ما يثار هذه الأيام عن قضية (مجاعة الفلوجة) , ما هو إلا سيناريو آخر لإجبار الحكومة العراقية على حسم هذا الملف, وإيصال المعلومة المضللة للرأي العام العالمي كي تجبر الحكومة العراقية على الدخول بأقدامها إلى فخ أسمه الفلوجة .
ختاما أقول دعوا الفلوجة لأهلها واكتفوا بحصارها , ومن شعر بالجوع منهم فعليه إن يبحث عن النجاة بنفسه , فما الفلوجة إلا فخ أعد بمهارة وخبث عاليين .