23 ديسمبر، 2024 2:42 م

فتوى صنعت شهداءً أحياءَ!

فتوى صنعت شهداءً أحياءَ!

من أعمق أعماق السبات المقدس، ينهض عباقرة الشهادة، ومن خلودهم وثقوا تضحياتهم، وعلقوها على أستار حدود العراق، التي أراد الإرهاب رسمها من جديد، وفق المذهب والطائفة، بيد أن المرجعية الرشيدة أطلقت صيحتها، بوجوب الجهاد الكفائي من أجل الأرض والعرض، فسجلوا ملحمة أسمها أسطورة الحشد الشعبي.
المحاولات الفاشلة، التي أراد الخونة نشرها، والمتعلقة بإفراغ دعوة، السيد علي السيستاني  (دام ظله الوارف) الجهادية، من محتواها الوطني، ووضعها في إطار طائفي مقيت، لكنهم ولوا على أدبارهم خاسئين، فطلب من أنصاره الدفاع عن أخوتنا وأنفسنا، لأنهم الشريك الأخر في الوطن، وتأكيده على التعايش السلمي، وإحترام جميع مكونات الشعب العراقي.
الدعوة لم تكن دعوة دينية فحسب، بل هي إلهام إلهي لحفظ المقدسات، فبلا هذه الفتوى لضاع العراق أرضاً وشعباً، حيث زحفت الحشود الجهادية، غير آبهة بالموت، لأنهم يستأنسون بالشهادة في سبيل الحق والوطن، إنهم أنصار المرجعية، رجال الحشد الشعبي الغيارى.
حكايات مشرفة، تقض مضاجع الفاسدين، الذين حاولوا مع الدواعش، دفن حريتنا، وديمقراطيتنا، وحضارتنا، حين أرخ أنصار الرسالة الحسينية الخالدة، زمناً جديداً لا يخشى المستحيل، فنسجوا في صفحاته مآثراً تشرف بها التأريخ، لأنهم إمتداد للخط المرجعين الحكيمي الثوري، ضد القمع والظلم والطغيان، فالسعادة الحقيقية، هي عندما تهب حياتك من أجل الأخرين.
القاعدة الجماهيرية، التي إستمدت منها الفتوى قوتها، لم تكن مجرد مجاميع محبة، لشخص المرجع الأعلى (دام عزه)، بل إنها جموع مليونية مؤمنة، بقضية وطن تعرض الى السلب والنهب، بأرضه وأهله، فدمرت عصابات داعش القذرة، كل ما هو جميل، وجعلته قبيحاً، ومن أجل هذا وجه سليل الأئمة الجهود للتحرير، وتوحيد الصف والخطاب على السواء.
عندما يوصف غيارى الحشد الشعبي، بأنهم الشهداء الأحياء، فإن ذلك يعني أن الرجال ليسوا مجرد جنود، بل هم فرسان للشهادة، أماطوا اللثام عن جنون وعشق للوطن والعقيدة، حتى أنهم كتبوا وصاياهم تحت عنوان: فليكن موتنا شريفاً في ميدان الحروب، ونحن أصحاب الصبر والنصر الحقيقي، فهيهات منا الذلة.