23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

فتوى المرجعية وغياب الصقور وحضور الغربان!

فتوى المرجعية وغياب الصقور وحضور الغربان!

ننظر إلى ألأبام ونتأمل، كيف ستبدو الحياة بلا سياسة، وأجنداتهم المشبوهة، هل ستكون بلا ألم؟، وهل سنحظى بفرصة للحياة؟، ساسة ضللوا من قبل اليهود وأشباح الصحاري، يسيُرون الحياة كما يريدون، كمسيرة لا مفر منها، تزداد سوءِ، وكأني بها لا تدعو للتفاؤل أبدا، والدنا وأخينا وحبيبنا وزوجنا، أصبح منضوي تحت عباءة ثياب الخيانة، حالة يرثى لها الحجر، صرنا نبكي أبناءنا، ومن أبناءنا، نسترحمهم شفقة، فقد ضيعوا الحق من الباطل.

بالمقابل فأن الحشد الشعبي، قدم كثير من التضحية والشرف والبطولة، أستخلصت من دماءهم المعصورة، من أجسادهم، ممثلين لمنهج السيرة النبوية، وإستجابة لنداء المرجعية، ليشع نور الإصلاح الذي أضاءه الجيش، منيرا لدروب المستقبل، حتى لا تتخذ الفتن الطائفية مهنة، ويعتاش عليها الإرهاب، ويتخذها مأوى ودرع يحتمي به، ويستقوي عليها، وينهشون بها لحمنا.

الجيش لم يتمتع بالكفاءة المهنية، لحماية بلده بالشكل المطلوب، بالرغم من التسليح والتدريب الجيد، والظروف الصعبة التي تشكل فيها، والشجاعة التي أظهرها، ولكن غياب الدعم الشعبي، هو ما منع أن يعيش الشعب بسلام وأمان، في ظل قوات مسلحة، تصبر أمام العدو بكل ما يملكه من قدرات.

توالت علينا الإحباطات والخيبات، التي تزيدنا شؤماً، ويحلم بها أعداءنا، ويتمنون أن ترفع أمامهم الرايات البيضاء، ولكنها لم تكن أكثر وجعا وخيبة، من جموع قيادات عسكرية، تسببت بأكثر من دمار، راح ضحيتها أبناءنا من الجيش والشرطة.

وزارة الدفاع؛ التي أصبحت أكبر محلات بيع وشراء الأقنعة، لوجوه قادة احتوتها الوزارة مضللة بالغدر والخيانة، ومستعدة دائما للهروب للداخل والخارج، نعم هم أول الهاربين، فقد آمنوا العقاب والقصاص، خصوصا في الفترة المظلمة لحكم نوري المالكي، الغنية بهذا النوع من القادة الطامعة، بالأموال والمناصب على حساب أبناء البلد والجيش.

هذه المرحلة السوداء صاحت صيحتهما من السماء، وأرشفة جرائمهم، والممارسات الوحشية، مثل “سبايكر” و” الصقلاوية” و”السجر” و”الضلوعية” و”سنجار” وغيرها .. التي فقد فيها الجنود، كما فقد القادة شرفهم فيها، مع غياب لرقابة سياسية بل تواطؤ معهم، ثم لا عجب أن تحضنهم قبة برلمانية، التي جلس تحتها كثير من الدواعش، وهم أسيادهم في التعتيم والتغطية، على من سبقوهم من الخونة، والقتلة واللصوص، ولا هناك من يثأر لضحاياهم.

 ضعف القيادة، في الشرطة والجيش، التي تروح عن الموجود السياسي، ستكون السبب الأول في هلاكهم، فنحن حقا نفتقد الشجاعة، والنصر، كما في ثورة العشرين، والعديد من الثورات التي كان يقودها الشرفاء.

ولولا أبطال الحشد الشعبي المستجيبين لفتوى المرجعية المباركة، لكان لا وجود فيمشهدنا للصقور اليوم، إلا غربان القادة العسكريين الفاشلين، تحوم بالسماء!..