23 ديسمبر، 2024 12:05 م

فتوى المرجعية ليست طائفية والتطوع ليس أحتقانا طائفيا ألآ للمرضى

فتوى المرجعية ليست طائفية والتطوع ليس أحتقانا طائفيا ألآ للمرضى

يقول الشاعر العربي طرفة بن العبد :-
للفتى عقل يعيش به ..حيث تهدي ساقه قدمه
وليت لكتابنا ولمثقفينا الذين قرأنا لهم مالم يحسدوا عليه , وسمعنا من بعضهم مالايداوي جراح العراق , أقول ليت لهم حكمة الشاعر طرفة الذي رسم العلاقة بين عقل المرء وبين حركته على وجه ألآرض , وهي حركة موهوبة  وميسرة من الرب الخالق لتيسير التواصل وأنجاز ألآعمال حتى تكتمل التنمية البشرية  التي عبر عنها القرأن بالتدافع مثلما عبر عن التفقه في الدين لتبليغ الناس وأفهامهم مقاصد الشريعة , وفتوى المرجعية تنحو منحى رسم الطريق وأضاءة المسيرة كما تضاء الشوارع بالمصابيح لتطرد العتمة والظلمة , وعليه فالفتوى في تأصيلها وأستخلاصها من منابع مصادر الشريعة ليست خاصة بفئة دون أخرى ولا بقوم دون أخرين لاسيما عندما تكون ألآصول العقائدية واحدة والمسلمون أصولهم العقائدية واحدة , والجهاد في سبيل الله من تلك ألآصول  قال تعالى ” وجاهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس , فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وأعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ” 78- الحج –

وعليه فالذين يحلو لهم التشدق بالكلام غير المدروس وغير المحيط  بمسائل ألآفتاء والفتوى وعلومها , هؤلاء أنصاف المتعلمين يقولون أن الفتوى أدت الى ألآحتقان الطائفي ؟ ولا ندري عن أي أحتقان يتحدثون ؟ هل عن أحتقان داعش والتكفيريين فهو باطل لآنهم يقتلون بظلم وأسراف قال تعالى ” ولا تقتلوا  النفس التي حرم الله ألآ بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل أنه كان منصورا “- 33- ألآسراء –   , أم عن أحتقان النفوس التي أصابها المرض الطائفي وهي موجودة بوجود القابلية على ألآنحراف وسوء الفهم الملازم لعملية تلقي المعارف المعرضة لضعف النفس وأختلاط أهوائها بنزعات الشيطان ” أن الشيطان عدو لكم فأتخذوه عدوا ” .

أن متطوعي الحشد الشعبي أستجابوا لنداء المرجعية بوعي وأخلاص فهم رفضوا أن يكونوا ممن ينطبق عليهم قول ألآمام علي “ع” : ذل قوم غزوا في قعر دارهم ” وفلول عصابات ألآرهاب التكفيري هم شتات ضائع تعرض لغسيل دماغ لم يعرفوا دوافعه , فالشباب الذين قدموا من مصر عبر تركيا بعنوان رحلة سياحية بأجرة ” 350 جنيه مصري ومن تركيا تم ترحيلهم عبر حدود سورية لم يعرفوا سوى أنهم يناصروا أقامة الخلافة ألآسلامية , وأي خلافة ؟ خلافة ألآمراء ألآميين ؟ أم خلافة المتدربين في الموساد ألآسرائيلي  مثل شليموت الذي صار أبو بكر البغدادي ثم أبراهيم عواد البدري الحسيني كما صار صدام حسين من أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب بعد أن كتب له أحد صغار المعممين كتابا بعنوان ” النجوم الطوالع في نسب ألآمير ناصر وصار يباع فرضا على المواطنين في دوائر الدولة بنصف دينار عام 1969 , وبنفس الطريقة راح معمر القذافي ينسب نفسه للآمام الكاظم عليه السلام وهذا هو شأن النكرات في النسب عندما يحاولون تغطية نقصهم وضألة شأنهم .

أن تسلل العصابات ألآرهابية التكفيرية الى العراق عملية مخطط لها أمريكيا لآلهاء العراق والمنطقة بالشغب الداخلي والفتنة الطائفية التي يستدرج لها بسطاء الناس ومنهم الشباب العطل وهم كثر في المنطقة العربية وألآسلامية , فوجود الشيشاني وألآفغاني والتونسي والليبي والسعودي والمصري وبعض حملة الجنسيات ألآوربية ينفي مفهوم الثورة ويلغي حجة المطالب المزعومة  كما سوقت لها المديا ألآعلامية المسيرة من قبل أدوات اللعبة الدولية  التي يديرها المحور التوراتي لصالح الصهيونية العالمية , أن ماتقوم به تلك العصابات التكفيرية ألآرهابية من ألآيام ألآولى بعد 2003 في العراق هو بغي واضح فالقتل على الهوية كان نصيب العراقيين ولم يكن نصيب ألآمريكيين , ودعوى قتال ألآمريكيين كانت غطاءا ولم تكن حقيقة فبعد أنسحاب تلك القوات أزداد العنف من خلال المغخخات وألآنتحاريين والعبوات وألآحزمة  الناسفة , لذلك عندما تخاذل الفاسدون في القوات العسكرية في الموصل وكركوك وتكريت ودخلت عصابات داعش التي سبق وأن سالت بينها وبين جبهة النصرة ألآرهابية دماء وأعدامات لالشيئ ألآ طلبا للتسلط والزعامات وبدأ أحدهما يكفر ويخون ألآخر , وهذا ألآمر كشف زيف مدعيات هذه العصابات التي لم تنطلي مدعياتها ألآ على السذج والبسطاء ومن في نفوسهم مرض وفي عقولهم خلل , لذلك كان على المرجعية في النجف ألآشرف وجماعة العلماء في العراق أن يكون لهما موقفا موحدا تجاه ألآرهاب التكفيري وأعماله الطائشة , وكون مرجعية النجف كانت هي المبادرة أمر يدركه من يعرف التخصص العلمي والتمثيل الشعبي  , والنقيق الذي نسمعه من بعض المتشدقين بأتهام فتوى المرجعية بالطائفية وأتهام الحشد التطوعي بألآعتداء وعدم ألآلتزام هو أمر مرده الى عدم تقدير المنتقدين لخطورة مايتعرض له العراق من خطر وجودي يضاف الى ذلك عدم خلوهم من الصدأ الطائفي المترسب في ثنايا عقولهم ونفوسهم , وألآ بأي معنى توجه ألآنتقادات فورا الى المتطوعين حتى وأن كان فيهم من لايحسن ألآنضباط , فالتجربة جديدة والمشروع لاغبار على وطنيته  ومن كان وطنيا عليه الحفاظ والدفاع عن هذه التجربة , وأن يستبقي مالديه من من أتهامات أن يوجهها لداعش والجماعات التكفيرية ألآرهابية التي خرجت على كل القيم وأعادت العالم الى أيام الهمجية والبدائية  والتخلف , فهل يعقل مع وجود كل هذا المشهد التكفيري ألآرهابي المجرد من الخلق والمتحلل من القيم والحاقد على البشرية كحقد الصهيونية التي راحت علنا تستقبل جرحى العصابات ألآرهابية ولو لم يكن سوى هذا العمل لكان لزاما على كل وطني وكل مثقف شريف أن يستنكر تلك العلاقة التي لاتنتمي لرحم الوجود القومي أو ألآسلامي , فلمن ينتمي هؤلاء الذين يصبون جام غضبهم على المرجعية وعلى الشباب الوطني الذي لبى نداء الوطن لمؤازرة جيشنا الوطني في دحر عصابات داعش , أن من يسمح لنفسه أن يمارس تلك ألآساءات للوطن وشبابه , ومن يسمح لتلك ألآصوات النشاز أن تظهر في صفحاتهم أو في شاشاتهم أن هو رديف للآساءة ومؤازر للخيانة وأن من وراء ستار , وعندما تسقط ألآقنعة  يعرف الذين في قلوبهم مرض , فيذهبون الى مصحات العلاج ويبقى الوطن للصالحين المخلصين وهم مشروع ألآنتظار لآصلاح ألآرض ومن عليها .