23 ديسمبر، 2024 6:29 م

فتوى السيستاني تساعد في حسن الاختيار

فتوى السيستاني تساعد في حسن الاختيار

المراؤون.. يسومون الشرفاء خسفا ويوقرون المفسدين
 لا تتركها عائمة تسيب، سننتخب من تشير علينا به.. توصيفا وليس تسمية، وإن شئت ان تسمي انتخبنا.. لكن يجب ان نتحاشى من جروا البلاء على البلد.. اهملوه، لحين اقتراب الانتخابات.
 
التاريخ محوري.. تعيد الدائرة، نفسها، الى النقطة ذاتها، مرة كل قرن، حول محور ثابت وهي تدور.. يوم تنكر معاوية  لعهده مع الحسن بن علي بن ابي طالب، باعادة الخلافة الى العلويين، ولم يتم ذلك؛ فاحتار الناس، في من يبايعون ومن يحاربون؟ واي الطرفين المتناحرين.. العلويون والامويون، اجدر بالخلافة.. نزاهة!
حسمها الحسين.. عليه السلام، بدمه وسبي عياله وسفحهم سبايا بين يدي اللقيط ابن زياد.
واليوم، تعود الحيرة بين الناخب والمرشح، مثل حرب ضروس، على اعتاب الدورة المقبلة، من مجلس النواب / 2014، مثلما حدث في العام 61 للهجرة، حين تفجر الوضع، عن اكثر من خرج، تضم رسائل اهل العراق للحسين بن علي، تدعوه للمسير؛ كي يتسلم حكما، ولما وصل خذلوه؛ كي يؤكدوا عراقيتهم.
الانظار تتوجه، خلال المحنة الراهنة، الى الامام المجتهد.. آية علي السيستاني؛ بغية ان يشير الى من يستحق تمييزا له عمن لا يستحق، انتخاب الشعب له.
في الوقت الذي يناشده مقلدوه بالفتوى، عموم الناس تريد ان تعرف، يوصي بمن، ولمن تميل كفته، وإن احجم عن تزكية شخص او كيان بعينه؛ فليوصي بالمواصفات الواجب اتباعها، كي نصل الى مرشح انموذج يقترب من “الاستندر” الذي يقره آية الله السيستاني؛ كي ينتخبوه!
انه يعف عن تزكية احد، لكنه حتما يحترم توجها ومنهجا وبرنامج عمل ما، يتمنى سواده.. موصيا به؛ فليسميه للعراقيين؛ كي يساعدهم على حسن الاختيار، وإلا فسيعيد التاريخ نفسه، بعودة الوجوه ذاتها التي هدرت اقتصادنا وعطلت الخدمات والبناء والامن، طيلة دورتين ماضيتين.. هباءً، من عمر دولة العراق الديمقراطية، المحررة من مخالب الطاغية المقبور صدام حسين، فهل تحررت فعلا؟
أشك ويشك معي كل الذين ضيع فساد الحكومة، فرحته بسقوط الديكتاتور.
اننا ازاء مرحلة مصيرية، سماحة الامام.. دام ظلكم، فلا تدعنا مثل قطيع تائه في صحراء، ما يخلي الساحة للمرائين يتبوؤنها؛ فيسومون الشرفاء خسفا، ويوقرون المفسدين.
إننا امام مفترق طرق، نخضع لمقولة الشاعر الانكليزي وليم شكسبير على لسان بطل مسرحيته “هاملت: “نكون او لا نكون.. تلك هي العلة يا نفس”.
إذا العلة في النفس البسيطة، وليس في نفس فذة كالسيستاني! قادر على المساعدة، في الوصول الى الإختيار الامثل، المحتكم الى خدمة العراقيين، وليس استغفالهم، كما هو مفهوم للناخبين.
وحين تتبلور فتوى في تأملات سماحته، يجب الا تغيب عن البال، العقدة غير القابلة للتفتت، من الحرب، والتي تلفلفت في ذواتنا، متكيسة، منذ حروب الطاغية الهوجاء، وما اعقبها من ارهاب وفساد.
صار لدينا جمع من نواب، تراكموا عبئا على مستقبل الاقتصاد، فهل سنضيف حرامية الى النشالة وقطاع الطرق والمجرمين.. سرقوا.. قتلوا.. لفقوا تهما.. اعتدوا على الحرمات.
فلا تتركها عائمة تسيب، سننتخب من تشير علينا به.. توصيفا وليس تسمية، وإن شئت ان تسمي انتخبنا.. لكن يجب ان نتحاشى من جروا البلاء على البلد، واهملوا خدماته وانسيابية الحياة فيه، لحين اقتراب الانتخابات، حاولوا اجراء اصلاحات ترقيعية “ما تداوي جرح” لأنها مفتعلة.. مراءاة، لذر الرماد في العيون!
انت المعني بالاشارة على مقلديك، من ينتخبون؟