23 ديسمبر، 2024 8:38 م

فتوحات اسلامية…ام سرقة شعوب ..؟

فتوحات اسلامية…ام سرقة شعوب ..؟

عرف المؤرخون الفتوحات الاسلامية (على انها مجموعة الغزواة التي خاضها المسلمون بعد وفاة النبي محمد (ص) ضد الفرس والروم  الهدف منها نشر الدين الاسلامي)..لكن لم يذكر التاريخ الاسلامي المليئ بالتناقضات والتدليس ..ماهو الاساس الشرعي والفقهي الذي استندوا عليه ولاة الامر في صدر الرسالة الاسلامية ليشرعنوا الفتوحات كما أسموها هم فالقران الكريم لم يرد فيه اي نص يدعوا الى غزو الشعوب الاخرى وكل الايات التي وردت تدعوا الى جهاد الدفع ولاستعداد للدفاع عن النفس..(اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)..وفي اية اخرى (واعدوا لهم مااستطعتم من قوة..) وغيرها الكثير من الايات الشريفة…..اما السنة النبوية فكل ماذكر هو روايات مجزوءة غير صريحة واستنباطية مثل ان النبي (ص) قد وعد سراقة بن مالك ليلة الهجرة بسوار كسرى ..كما في الرواية التي يذكرها (البخاري في صحيحه  كتاب المناقب) و المتقي الهندي في (كنز العمال ) ونصها..(دعى النبي (ص) على سراقة يوم الهجرة فساخت يا الفرسه في الرمل فقال سراقة اراكما قد دعوتما علي فأدعوا لي فالله لكماانارد عنكما الطلب فدعى النبي له ثم قال كيف بك اذا لبست سواري كسرى ) ..هذه الرواية تحمل من الغرابة والتناقض الشيئ الكثير فكيف يدعو النبي لسراقة وهو مشرك وبعض المسلمين يرون في كتبهم بان الله منع رسوله ان يدعو  لامه لانها ماتت مشركة ..فمن الاولى بالدعاء ام النبي (ص) ام هذا المشرك المقامر الذي جاء طالبا النبي (ص) من اجل المال ..وكيف لسراقة ان يصدق وعد النبي (ص) لهبكل ما يحمل من غيبيات وهو لم يصدق بنبوته فمن باب اولى ان يؤمن بنبوته قبل تصديق وعده له ..واعتقد ان سراقة قد اغراه بريق سواري كسرى فبتدع هذه الرواية لينالهما دون غيره.. كما يدعون وانه قال من يشترك في غزو القسطنطينية تغفر له ذنوبه كما في الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه ( الجزء الثالث) عن ام حرام ..انها سمعت الرسول محمد (ص) يقول  (اول جيش من امتي يغزون البحر قد أوجبوا ..قالت ام حرام وانا فيهم يارسول الله ..قال انت فيهم ..ثم قال ..اول جيش ينزل من امتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ..فقلت وانا فيهم يارسول الله ..قال لا  )..وقد انفرد البخاري في ذكر هذا الحديث ولم يروه احد غيره كما ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية الجزء السادس ) وهو من الاحاديث المطعون فيها كون رجال السند كلهم من اهل الشام كما ذكر ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري الجزء الثالث ) والقسطلاني في (عمدة القارئ الجزء 14 ) والعيني في ( ارشاد الساري الجزء 8).. وقد استند على هذا الحديث الموضوع يزيد بن معاوية فبعد قتله للحسين (ع) ذهب لغزو ها ليغفر له الله ذنب قتله له  كما ادعى هو…لان الله تعالى لم يطلب  ان يصدر  الاسلام بالسيف الى الشعوب الاخرى  وان محاولة التدليس على العامة وايهامهم  بمقاصد خاطئة لبعض الايات والاحاديث لاثبات صحة الفتوحات فهو امر مفضوح وحجة غير ناهضة .. كما في الحديث الذي يرويه عبد الله بن العباس عن النبي (ص) وهو على فراش الموت ..والذي اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ..(اخرجوا المشركين من جزيرة العرب).. فبعد وفاة النبي (ص) فسر هذا الحديث عن قصد او غير قصد بصورة خاطئة فترك المسلمون اليهود في خيبر واليمن والمسيحين في نجران والمجوس في الاحساء وذهبت الجيوش الاسلامية تقاتلهم في الشام  وفي العراق ..ولايوجد تفسير منطقي يذكره التاريخ لنا عن هذا السلوك الغريب للمسلمين ..علما ان الحديث واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولايحتاج الى تأويل لان الله عز وجل اراد  لجزيرة العرب ان تكون مهد الرسالة و خط الشروع الذي سينطلق منه الاسلام للامم الاخرى ليغزوهم ثقافيا وعقائديا ..كما غزت المسيحية العالم القديم بلا سلاح ولاسبايا ولانهب اموال الشعوب لذلك اراد للجزيرة العربية ان تكون خالية من اي شرك او رجس كما جاء في سورة التوبة ..(يا ايها الذين امنوا انما المشركين نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا ) فاي عقل واي قلب يتقبل ويؤمن بفكر ياتيه شاهرا سيفه لذلك نجد معظم الشعوب التي غزاها الاسلام بالسيف لم يصمد فيها كثيرا الا بعد مرور قرون على ذلك الغزو بل ان الشعوب كانت تتحين الفرص للخلاص من الاسلام بمجرد حصول ضعف في المنظومة الامنية والعسكرية للمسلمين كما حدث في شمال افريقيا واسبانيا حيث بقى المسلمون يحاربون في المغرب العربي  للسيطرة عليه سبعون عام متواصلة ..كما يحدثنا ابن الاثير في (الكامل في التاريخ) ..ان معاوية بن ابي سفسان عزل معاوية بن خديج عن افريقية (وهي تونس في وقتنا الحاضر) واستعمل عقبة بن نافع عليها لانه عندما ولى معاوية بن خديج عليها عززه بعشرة الالاف مقاتل غير البربر الذين حاربوا معه فكثر جمعه ووضع السيف فيهم لانهم كانو ا اذا دخل اليهم الامير اطاعوه فاذا عاد عنهم ارتدو عن الاسلام ولكلام هنا لابن الاثير ..وهذا دليل على ان الخلفاء والقادة المسلمين لم يكن همهم نشر تعاليم وقيم الاسلام بين هذه الشعوب بقدر اهتمامهم من السيطرة ونهب ثرواتها من ذهب واموال وجواري وغلمان كما يروي الطبري في (تاريخ الامم والملوك ) ..ان سعيد ابن العاص صالح اهل جرجان على دفع الخراج فكانوا يجمعون كل عام المئة والمئتين الف ثم امتنعوا عن اعطاء الخراج حتى اتاهم يزيد بن المهلب فدخل جرجان وصالحهم على صلح سعيد ابن العاص ..اي اخذ الاموال فقط ولا علاقة له بالاسلام او تطبيق شرائعه والتي هي الهدف المعلن لهذه الفتوحات وتاريخنا مليئ بالشواهد الماساوية للفتوحات… حين احتل المسلمون اسبانيا (الاندلس ) ..باشارة وتشجيع من يوليان حاكم طنجة ولم يكن للمسلمين الرغبة في العبور اليها لكنه اغراهم بكنوزها ونسائها الجميلات ثأرا منه لابنته التي اغتصبها ملك اسبانيا رودريك حين كانت تدرس في بلاطه مع ابناء الملوك والامراء القوط كما ذكر ابن الاثير في (الكامل ) وابن عذاري في كتابه (البيان المغرب في اختصار اخبار ملوك الانلس والمغرب) ..فجهزهم بالسفن للعبور الى الاندلس وعين موسى بن نصير  قائدا لهذه السرية هو طريف بن مالك وما ان رجع ليخبر عن جمال وروعة هذه البلاد وعظم ثروتها عندها ارسل موسى بن نصير جيشا كبيرا بقيادة البربري طارق بن زياد الذي توغل في بلاد القوط ينهب اموالها ويسبي نسائها الجميلات خلاف ما اوصاه سيده موسى بن نصير ..الذي امره بعد التوغل في هذه البلاد خوفا على جيشه منها فسبا طارق بن زياد ثلاثين الف فتاة ارسل ستة الاف الى خليفة المسلمين اّن ذاك الوليد بن عبد الملك وهن خمس ولي الامر الذي فرضه الاسلام باعتقادهما كما يروري الطبري في (تاريخ الامم والملوك ) .. وان الخليفة عمر بن عبد العزيز عند توليه الخلافة كانت اولى قراراته هي ايقاف الفتوحات ورد الاراضي لملاكها الاصلين في الاندلس التي صادرها منهم الفاتحين وجعلوهم فلاحين فيها وارسل الى ولاته في الامصار كتابا  يقول فيه..( ان الله  ارسل محمد (ص) بالحق هاديا ولم يرسله جابيا ).. ويقول البلاذري في كتابه (فتوح البلدان)..ان عمر بن الخطاب (رض) ظل يدعو الناس عام كامل لغزو العراق وحين فشل ارسل الى الاعراب سكنه الصحراء ليقول لهم ..(ويحكم اين انتم من نساء وديباج فارس).. فذهبوا  بين محتسب وطامع .. وكلمة اخيرة ان الفتوحات لو كانت مشرعنة من الله لما اوقفها علي ابن ابي طالب (ع).