23 ديسمبر، 2024 9:34 م

فتنة مستمرة لکن لماذا؟

فتنة مستمرة لکن لماذا؟

الادلة و المؤشرات التي تؤکد على أن الاحداث الاخيرة الملفتة للنظر التي وقعت على الساحة العراقية، ترتبط بشکل او بآخر بأمور متعلقة بإحتمال(طلة ثالثة) ل”مختار العصر” الفريد من نوعه نوري المالکي کرئيس للوزراء على العراق، ولاسيما وان التطورات و المستجدات طفقت تتداعى على بعضها بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها لطهران و التي ترکزت و طبقا لمعظم التقارير الواردة بشأنها على مسألة إعادة ترشيحه لولاية ثالثة.
مساء الخميس الماضي، شهد مخيم ليبرتي للاجئين الايرانيين، هجوما صاروخيا إستهدفه و قتل على أثره 3 و جرح قرابة 50 کما أفادت الانباء بصدد ذلك، أما على صعيد قضية المعتصمين في الانبار، فإنه و على الرغم من التطمينات التي قدمها لهم وزير الدفاع بالوکالة سعدون الدليمي من أن القوات العراقية لن تهاجمهم، غير ان قوات عسکرية إتجهت الى منزل النائب المعارض أحمد العلواني و بعد رفضه الاستسلام دخلوا عنوة الى منزله و قتلوا من جراء ذلك أحد أشقائه و ثلاثة آخرين و إقتادوه قسرا.
التهديدات التي أطلقها نوري المالکي ضد المعتصمين بالانبار يبدو أن هذا الهجوم الذي تعرض له منزل العلواني، مقدمات لترجمته کأفعال على الارض، وان ذلك الهجوم الصاروخي على المعارضين الايرانيين الذي تم على يد وجه معروف بتبعيته الفرطة للنظام الايراني وهو واثق البطاط، يأتيان في وقت حساس جدا خصوصا وانه و قبل الهجوم على منزل العلواني و مخيم ليبرتي، کان هنالك تصريح طائفي غريب من نوعه للمالکي قال فيه أن کربلاء هي قبلة المسلمين و ليست الکعبة المشرفة، أثار موجة من الغضب العارم بين مختلف الاوساط الاسلامية وحتى انه لاقى رفضا قاطعا من جانب الاوساط الشيعية نفسها، أکد للعالم کله أن العراق مقبل على فتنة فريدة من نوعها، ذلك أنه لم يسبق وان تم إطلاق هکذا تصريح”مستفز”و”مقصود” حتى في الفترات المظلمة التي مرت على العراق، مما يدل على أن هناك ثمة طبخة أکثر من خطيرة بإنتظار الشعب العراقي.
لو فرضنا جدلا بأنه ليس هنالك من مخطط او صفقة بين النظام الايراني و المالکي من أجل إعادة فرض الاخير کرئيس وزراء للعراق کما تم فرضه في ولايته الثانية(غير الميمونة لاأعادها الله)، فإنه من دون أدنى شك هنالك بوادر و معالم فتنة مقيتة تعصف بالعراق، فتنة بدأت منذ فرض المالکي المهزوم إنتخابيا کرئيس للوزراء رغم أنف صناديق الاقتراع ضمن صفقة مريبة بين النظام الايراني و اوباما المدافع عن الديمقراطية و عن حقوق الانسان،وان هذه الفتنة مستمرة مالم يکن هنالك من موقف وطني عراقي صارم و حازم من المالکي و داعميه و موجهيه، وان هذه الفتنة ستبقى طالما بقي أبو حمودي في منصبه!
[email protected]