23 ديسمبر، 2024 12:01 م

فتنة عالية نصيف وتعبئة حنان الفتلاوي

فتنة عالية نصيف وتعبئة حنان الفتلاوي

أستغرب كثيراَ حينما أرى العديد مما يسمون أنفسهم (سياسيين)، وينتخبهم جزء ليس بقليل من الشعب ثم يصلون الى كراسي الحكم في العراق. هنا (في العراق) العديد من مما يسموَن بالسياسيين لا يتقنون لا لغة السياسية ولا يدركون بالمسؤولية الملقاة على عاتق اي سياسي في الكون.

ففي العراق وبعد سقوط صنم الطاغية في 2003، برزت ظاهرة الترفيع السياسي بالمحسوبية والمنسوبية المعتمدة على الأحزاب التي حكمت في العراق بعد 2003، في ذلك الحين ولأن كَيكة الحُكم وزعَت كلباس وخيط على جسد الأحزاب حيث كان بعضها حديث الولادة، جائت الأحزاب بشخصيات إدعت انها كانت معارضة معها او من المنتمين إليها، وسلمتها الدولة مناصب رفيعة، وأصبحوأ أبطال الشاشات والقنوات الإعلامية، دون ان يكونوا متمكنين من نيل اقل واصغر جزء من مهامهم والتي هي بالتالي جزء من حق الشعب.

فالسياسية بأبسط معانيها هي (الإدراك بالمسؤولية ومعرفة كل شيئ عن المجتمع)، اذا السياسي اذ كان لا يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه وهيّ كأمانة في عنقه، عليه ألا يشترى السمكة وهي حيّة في البحر، يعني يبتعد عن السياسية ولعبتها الخطيرة.

وطفح الكيل.. نموذج واضح على ماقلته.. النائبتان في مجلس النواب العراقي (حنان الفتلاوي، وعالية نصيف) شخصيتان يعتبران نفسيهما سياسييات، يظهرن أغلب الأيام على شاشات التلفزة (للأسف القنوات الإعلامية في العراق يبحثون عن هكذا شخصيات لجلب إنتباه المشاهد لقنواتهم)، يتهجمن على الكرد دون مبررات تقنع المشاهد..

ألفت إنتباهكم الى مقابلة حنان الفتلاوي في إحدى القنوات الفضائية حيث سألها مقدم البرنامج على مدى إمكانية تمرير مشروع قانون الميزانية العامة لسنة 2015 المصادق عليه في مجلس الوزراء والتي هيّ حالياَ في ساحة البرلمان، فقد ردت الفتلاوي على ان الكورد هم السبب الرئيس في سقوط الموصل في حزيران الماضي، والكورد يأخذون 17% من الميزانية العامة

ويصدرون النفط من الإقليم لحسابهم وليس للمركز، ووووو، وكانها كانت تحمل رسالة تريد ايصلها وهدفها ضرب الكرد، أجوبتها كلها كانت أشياء لا علاقة لها بالسؤال المطروح، وفي مقابلة اخرى باحدى القنوات العراقية، أيضا سألها المقدم عن الوضع الأمني والإخفاقات أمام تنظيم داعش الإرهابي والتي حصلت نتيجة قصور القوى الأمنية، فخونت مرة اخرى الفتلاوي القوى الكوردستانية وإتهمتم بأنهم السبب وراء سقوط الموصل.. يعني شيء غريب..

أسألك بالله يا من تعتبرين نفسك سياسية تخافين على مصلحة البلد، وانت كنتِ من قال ( اريد ان يقتل 7 من السنة حينما يُقتَل 7 من الشيعة)، الحقد الذي في داخلك تجاه الكرد عماذا ناتج؟ هل هو بسبب محاولات بعض الجهات الكردية لإزاحة نوري المالكي عن دكة الحكم حيث كنت اليد اليمنى له؟ ام إنك بالفعل مخلوقة وانت بداخلك شيئاَ من العنصرية ضد الكرد والسنة وتعتبرين الشيعة هم الأصح في كل شيء؟، رغم اني ارفض التحدث عن مسألة المذهب فأحترم أنا الشيعي مثلما أحترم السني واحترم السني مثلما أحترم الكردي لا تمييز بينهما عندي، إلا ان ما جعلني اتحدث عن مثل هكذا مواضيع هو إستغرابي من تصرفاتك وعالية نصيف تجاه الكورد.

فسؤال أخر: اذا كان الكرد هم السبب في سقوط الموصل، فمن هم السبب وراء سقوط جزء كبير من مناطق محافظتي الأنبار وصلاح الدين؟ هل كان الكرد أيضاَ؟ لتكونين على علم، ان المناطق التي لم تسقط لحد هذه اللحظة في محافظة صلاح الدين هي تلك المناطق التي يشارك البيشمركة الأبطال الكرد في ملفها الأمني (المناطق المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي)، وانت أدرى بذلك، لكن الحقد النفسي عندك يمنعك رؤية هذه الأشياء، أم إنك تحاولين ان تصبي سمومك على الكرد مهما كان الأمر!!!.

وبعدها تأتي النائبة عالية نصيف، بمثلما أتت الفتلاوي في التهجم على الكرد وإلقاء تهم باطلة بحقهم، على ما يبدو انها قبل الدخول الى ستوديو المقابلات فهي تحد أنيابها لتكشر بها الكرد ولتصب غلها عليهم، فيوم تتهمهم بالخومنة، وآخر تتهمهم بمن سلب أموال الشعب ونفط الشعب، بإعطاء مبررات لا يقتنع بها العاقل أبدا..

كفاكن هكذا تصريحات نارية وفتنوية، فالشعب أصبح يعلم بأن أمثال الفتلاوي ونصيف لا تربطهم بمصلحة الشعب اي صلة، فهم جاؤا للأسف الشديد على أساساس المحسوبية والمنسوبية ولا علم لهم بالسياسة لانهم لا يدركون حجم المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق كل سياسي.

الكرد دائما كانوا ويكونون جزء مهم من الحل، لم يكونوا أبدا المعضلة في العملية السياسية في العراق، فبعد 2003، توجه القادة الكورد الى بغداد العاصمة لإثبات أنهم يردون مشاركة حقيقية في العملية السياسية والحفاظ على وحدة العراق.

ونموذج مهم لا يغفى عنه، ان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، كان دوماَ بالفعل هو من يلم شمل السياسيين ويعالج الخلافات فيما بينهم عندما كان في بغداد، فهو من طرح سياسية شدة الورد، فغيابه الآن عن الساحة السياسية هو دليل على كلامي مما يشهده العراق من خلافات قاسية سياسية..

اذا يا فتلاوي ويا نصيف، زيحو الحقد بداخلكم تجاه الكرد، فالتوجه نحو الحقيقة هو مفتاح وضمان الإنتصار في الحياة السياسية، وان حبل الضبابيات والإفتراءات ينقطع يوماَ ما!!.