بقدر الفرحة الكبيرة التي عاشها العراقيين بفوزهم في مباراتهم الأخيرة التي جرت على أستاد الملك فهد في السعودية ضد الفريق الأماراتي ( يوم الخميس الموافق 24/3/2022) ضمن التصفيات الأسوية المؤهلة لكأس العالم 2024 ، والتي كانت مباراة مهمة ومفصلية لكلا الفريقين ، ورغم الفوز الذي حققه الفريق العراقي ألا أن ذلك الفوز ، ترك غصة كبيرة بنفوس العراقيين عموما ومشجعي كرة القدم على وجه الخصوص! ، لأن أعداء العراق أرادوا للمباراة أن تخرج من أطار المنافسة الأخوية والشريفة الى صورة العناد والتحدي وكأننا ذاهبين للمعركة أو لساحة القتال! ، وهذا في الحقيقة ما أراده الأتحاد الدولي والأتحاد الأسيوي الذين كانوا السبب وراء هذه الفتنة وهذا اللغط الكبير والكثير الذي حدث قبل المباراة وبعدها!. وهنا لابد من الأشارة والتوضيح بأن غالبية الأتحادات والمنظمات الدولية ،السياسية والأجتماعية والأقتصادية والفنية والأنسانية والرياضية ومنها الأتحاد الدولي والأتحاد الأسيوي ، فهي أضافة لكونها منظمات مسيسة ، فهي تعاني من الفساد وتعاطي الرشا! ، ( حيث سبق أن أقيل رئيس الأتحاد الدولي السابق لكرة القدم /بلاتر/ على خلفية تلقيه رشاوي! ، ونفس الشيء حدث مع / بلاتيني/ اللاعب الفرنسي المعروف والذي أقيل من منصبه كرئيس للأتحاد الأوربي على خلفية تلقيه رشا أيضا! ، هذا ناهيك عن الأتحاد الأسيوي المشهور أصلا بقصص فساده المخزية!). ولست هنا بصدد الدفاع عن العراق أبدا ، فالعراق حرص ولا زال يحرص منذ الأحتلال الأمريكي الغاشم لأرضه أن لا يخرج من محيطه العربي والخليجي تحديدا كما أريد ويراد له أن يبعد قسرا عن ذلك المحيط! ، لا سيما أن العراقيين معروفين بعروبتهم ووطنيتهم وحرصهم على أنتمائهم القومي العروبي أضافة لطيبتهم المفرطة وتسامحهم تجاه من يسيء أليهم ، ناهيك عن التاريخ المشرف للعراق بدفاعه عن قضايا الأمة العربية جميعها ، ولكن ماذا تقول لأخوة يوسف؟! ، ففي كل يوم وفي كل مرة يقابلون هؤلاء الأخوة الاعداء العراق ومواقفه الطيبة ، بالمكر السيء والخبيث والمخادعة ، والعمل خلف الأبواب والغرف المظلمة بكل شيء يلحق الأذى بالعراق وفي كل المجالات ومنها الرياضية!. أقول لقد نجح الأتحاد الدولي ( الفيفا) ومعه الأتحاد الأسيوي من خلال مباراة العراق والأمارات بزرع الفتنة! ، وأثارة أجواء من الكره والأحقاد والشماته! بين العراق والأمارات والتي أنجر لها الأخوة في الأمارات بكل سهولة ومع الأسف! . ولأعطاء صورة عن الموضوع بكل تفاصيله نذكر (بأنه بالوقت الذي أعلن فيه /جياني أيفانتينو/ ، رئيس الأتحاد الدولي لكرة القدم بتاريخ 27/2/2022 ، أن بأمكان العراق أجراء مباراته مع الأمارات ضمن التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم وعلى ملعب (المدينة) في بغداد ، وذلك بعد أطلاعه على التقارير وكل الفديوهات التي أظهرت أستعداد العراق وجاهزيته من كافة النواحي الفنية والأدارية والخدمية ، وموافقة اللعب في بغداد هي جاءت بالأصل على خلفية قرار الأتحاد الدولي /الفيفا/ الصادر في شهر مايو من العام الماضي ، برفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية والسماح بأجرائها في كل من (البصرة واربيل وكربلاء) ، بعد الأستتباب الأمني الواضح الذي يعيشه العراق . ولقد ظننا خيرا بأخوتنا الأماراتيين بأنهم سيشاركوننا ذلك الفرح الكبير بعد قرابة أكثر من 30 عاما على حرماننا من أن نلعب مباراتنا في ملاعبنا ( منذ غزو الكويت عام 1990)! ، ويكونوا أول فريق عربي يخوض مباراة دولية مع الفريق العراقي في بغداد . ولكن وكما في كل مرة قابلوا طيبة العراقيين بالأساءة ولم يكونوا عند حسن ظننا ومحبتنا بهم!. وفجأة وعلى غير المتوقع صدر قرار من الأتحاد الدولي المسيس ومعه الأتحاد الأسيوي الفاسد بالتراجع عن الموافقة على أجراء المباراة في بغداد! ، وضرورة نقلها الى ملعب محايد، بحجة عدم أستتباب الأمن في بغداد! ،على الرغم من عدم وقوع أي حادث أمني في بغداد يستدعي الى ذلك! مثل ( تفجيرات ، سيارات مفخخة وما شابه ذلك!) ، بل جاء القرار على خلفية سقوط صواريخ في أربيل! ، (وهنا لابد من الأشارة بأن العالم كله ومنذ أن تسيدته أمريكا بعنجهيتها المعروفة ، نهاية التسعينات من القرن الماضي بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق والعالم يعيش فوق فوهة بركان من الحروب والمؤمرات والأنقلابات فلا أمن ولا أمان في هذا العالم! ولم تمضي سنة أو عام ألا وهناك حرب هنا وحرب هناك وآخرها وليس أخيرها الحرب بين روسيا وأوكرانيا). نعود الى الموضوع ، حيث شكل قرار الأتحاد الدولي بالتراجع عن أقامة المباراة في بغداد صدمة كبيرة لدى العراقين وقتل فرحة كبيرة كانوا ينتظرونها ، وبعد أن أسقط الأتحاد العراقي لكرة القدم كافة الحجج والمبررات ، وبكتاب رسمي رفعه الى الأتحاد الدولي ونسخة منه الى الأتحاد الأسيوي ، تراجع الأتحاد الدولي ومعه الأتحاد الأسيوي عن قرارهم! ، وتركوا أمر أجراء المباراة في بغداد مرهون بموافقة الأتحاد الأماراتي على ذلك؟! ، وهنا جاء رد أخوة يوسف وخاب الظن بهم ولم يوافقوا على أجراء المباراة في بغداد ، بل تمادوا ومعهم الأتحاد الأسيوي في غيهم وطلبوا وأجبروا العراق على أن تلعب المباراة في السعودية! ، في حين كان الأختيار من حق العراق الذي طلب أجرائها في الأردن! ، وكان لهم ما أرادوا خوفا وجبنا من الفريق العراق ، ولكن كانت أرادة الله أكبر وعزيمة الفريق العراقي أقوى الذي كان على مستوى التحدي وفاز العراق وهزم الأمارات بهدف نظيف، وأعترفوا بذلك قائلين لو كنا لعبنا المباراة في بغداد لخسرناها باكثر من ثلاثة أهداف!!. أن تداعيات فوز العراق وملابسات الفتنة التي زرعها الأتحاد الدولي والأسيوي والتي هلل ورقص لها الأخوة في الأمارات لازالت قائمة! ، لا سيما وأن العراق سيخوض مباراته القادمة يوم الثلاثاء القادم 29/3/2022 أمام سوريا في دولة الأمارات ، وبدأها الأماراتيين! ،( فعندما وصل وفد الفريق العراقي برئاسة السيد عدنان درجال وزير الرياضة والشباب الى الأمارات، لم يكن في أستقبالهم بالمطار أي عضو من الأتحاد الأماراتي لكرة القدم حسب ما تقتضيه البروتوكولات والأصول الدبلوماسية!) ، ولا ندري ماذا ينتظرننا من أخوة يوسف بعد!؟ . أخيرا نقول: لا نعتب على الاتحاد الدولي /الفيفا/ الفاسد ولا على الأتحاد الأسيوي المرتشي والأكثر فسادا في زرع الفتنة وخلق الخلافات بين العراق والأمارات بصورة متعمدة! ، ولكن العتب كل العتب يقع على الأخوة في الأمارات الذين هللوا لذلك ، بل كانوا عند مستوى الظن بالفتنة والتهيؤا لها والأنسياق ورائها والتحشيد لها !. لك الله يا عراق الخير والمجد والحضارة وجعلنا الله حكما بيننا وبين أخواننا العرب من أخوة يوسف!.