23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

فترة مظلمة بحق

فترة مظلمة بحق

قد يتبادر الى الذهن ، أن المقصود بالفترة المظلمة هي قرون من الحقبة العثمانية ، لكن المقصود ، هو عشر سنوات عجاف ، من أسوأ ما مرّ به البلد على طول تاريخه ، لن نغفر لأمريكا تعمدها تدمير البلد على كل الصّعُد ، كان أكثرها ايلاما ووجعا ، تسليط سياسيي الصدفة الذين لاينطبق عليهم تعريف السياسي ، شرذمة من اللصوص والفاشلين وقصيري النظر ومتعددي الجنسيات ، والبعيدون كل البعد عن ذرّة من الوطنية ، غرباء همهم تجفيف الضرع وتجويع الخلق واستعبادهم وأستغفالهم وأستغبائهم ، حقبة مظلمة صار الكثير من الناس يترحمون على أيام الاستعمار!.

أفق أيها العراقي ، فكما يقول المَثَل ( خدَعتني مرة عارٌ عليك ، خدعتني مرتان ، عارٌ عليّ) ، وها قد لـُدغتَ من جُحرٍ عدة مرات ، أما آن الأوان لتغسلَ العار ؟!.
ماذا بعد الأنتخابات ؟ هل ستترك المجرمين ينجون بفعلتهم ، هل ستتفرّج عليهم وهم يسوقون قوافل جِمالهم التي تنوء بأحمالها المسروقة منك الى بلدانهم البديلة ؟ عار عليك إن لم تضع في عين قفص الأتهام الذي آوى صدام ، كل فاسد ومزوّر ومرتشٍ ، آن الأوان لمحاسبتهم على كل قطرة دم نزفها الأبرياء بسبب تقصير أمني ، أو نزفها جندي بسبب سوء تصرف وقصر نظر قيادته ، على كل دينار مسروق ، على كل تصريح كاذب أو رأي هدّام ، على كل فلس صرفته ، وأنت تشتري الكهرباء من المولدات ، على كل لتر بنزين حرقته وأنت في طابور السيطرات الفاشلة ، كـُن وليا لكل جُثة مجهولة الهوية ، أو حُرة بلا مأوى ، أو ثكلى ، آن الأوان لرد الصاع صاعين ،لكل مَنْ أساء معاملتك وتاجَرَ بقضاياك ومعتقداتك ، كن حازما فستكون قيادتك حازمة ، فكيفما تكون ، يولّ عليك ، لطالما كانت دمائك أرخص من الماء بنظرهم ، فلـقنهم درسا بأن ديّة دم العراقي غالية لا تُقدّر بثمن ، إن كنت حُرّا فانتزعهم كالقمل من الراس من اصقاع الأرض مهما بَعُدتْ الواحد تلو الأخر وإن طالَ الزمن ، الى حيث العدالة التي غابت عنك طويلا ، لا تغفر لهم ، ففي استغفارك هذا خنوع وسذاجة ورضا بالضيم ، وأثبتْ للعالم ، أنك تغفر كل شيء ، إلا لمن أساء اليك وأستخَفّ بحياتك ووجودِك .