18 ديسمبر، 2024 9:20 م

فتح ملفات طهران وأذرعها

فتح ملفات طهران وأذرعها

توجيه 67 قرار إدانة دولية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتزايد المطالب الدولية والتصريحات والمواقف المختلفة المطالبة لهذا النظام بالکف عن إنتهاکاتها في مجال حقوق الانسان وإنهاء تدخلاتها وعبثها ببلدان المنطقة ومع وجود کمية هائلة من المعلومات الموثقة بشأن الجرائم والانتهاکات والمجازر الفظيعة التي قام بها هذا النظام، فإنه ليس لم يستجب للمطالب الدولية أو حتى يحذر منها على الاقل، بل إنه تمادى أکثر وهذا هو الامر الذي يبدو إن الاوساط الدولية باتت تنتبه له وتأخذه بالحسبان مدرکة بأنه من دون ردع ومحاسبة هذا النظام فإنه لامعنى ولافائدة لإصدار قرارات إدانة دولية غير ملزمة له.
هذه الحقيقة يبدو إن هناك في الکونغرس الامريکي قد بات يدرکها ويعيها جيدا، إذ أن تقدم النائب الجمهوري جو ويلسون، يوم الجمعة المنصرم، بمشروع قانون لدعم حقوق الإنسان في إيران الى الکونغرس الامريکي، يحث فيه الرئيس الأميركي جو بايدن على تقييم ما إذا كانت طهران وميليشياتها ارتكبت جرائم حرب. ومن المقرر کما تناقلت وسائل الاعلام أن يبحث مشروع ويلسون تحميل إيران مسؤولية الانتهاكات في سوريا والعراق واليمن ولبنان. وهو مايمکن إعتباره تطورا مهما آخرا على طريق تفعيل المسار المضاد للنظام الايراني في دوائر صناعة القرار في واشنطن خصوصا وإن هذا التحرك يأتي بعد صدور القرار 118 من جانب الکونغرس الامريکي والذي يدعم نضال الشعب الايراني ويٶيد الميثاق ذو العشرة نقاط والذي أصدرته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي.
الملفت للنظر، إن هذا النائب قد طالب أيضا بتقرير مفصل عن ثروة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والتي وبحسب ماتناقلته وسائل الاعلام العالمية خلال الاعوام الماضية تتجاوز سقف ال200 مليار دولار، ومن دون شك فإن هذه التحرکات لايمکن إعتبارها إعتباطية أو إنها ستمر مرور الکرام على النظام الايراني، بل إنها بالغة الحساسية خصوصا وإن هناك أصوات تتصاعد ضد النظام الايراني بشأن إرتکابه لمجازر بحق الشعب الايراني کما إن هناك أصوات تتصاعد في العراق ولبنان واليمن وسوريا بشأن إرتکاب الميليشيات التابعة لهذا النظام جرائم حرب ضد شعون هذه البلدان بدفع وتوجيه من النظام الايراني.
هذه التحرکات المضادة للنظام الايراني والمخالفة أساسا لمساعيه الابتزازية، تأتي في وقت تتزايد في التحرکات الاحتجاجية ونشاطات المعارضة الايرانية الفعالة والمتمثلة بالمقاومة الايرانية الى جانب تزايد دور وحضور وتأثير المقاومة الايرانية على الصعيد الدولي، ويبدو بأن إحتمالات فتح الملفات المشبوهة للنظام الايراني وأذرعه في المنطقة في طريقه لکي يصبح أمرا واقعا.