7 أبريل، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

فتح المنطقة الخضراء يحولها الى ثكنة عسكرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن قرار دولة رئيس الوزراء، الدكتور عادل عبد المهدي، بفتح المنطقة الخضراء هو خطوة حسنة لكسر العزلة بين منطقة “مسؤولي الدولة” وباقي مدينة بغداد. فهي منطقة ابتدعتها قوات الإحتلال، وهذا مفهموم جداً بأن يجعلوا لأنفسهم حاجزاً عن بقية الشعب المغلوب على أمره، وهو أمر طبيعي بأن يبقى الأجنبي بعيداً عن أهل المدينة. ولكن من غير المعقول والمقبول أن يبقى جزء من مدينة (دار السلام) ينعم بالأمان وباقي المدينة عرضة للخوف والهوان. فلا يمكن أن تبقى المنطقة الخضراء الى أمد غير معلوم مفصولة ومعزولة عن باقي دار السلام، فمسؤولي الدولة عليهم أن يحسوا بمعاناة المواطنين ويعيشون ظروفهم القاهرة بصورة دائمة. كما أن السيادة في الدول الديمقراطية هي للشعب وليس للمسؤولين، وعلى أساس هذا من الأولى أن ينعم المواطنون بالأمن والسلام لأنهم أصحاب السيادة، وليس المسؤولين.
ولكن أثناء الترتيبات الجارية في المنطقة الخضراء، ومن أجل فتح بعض الشوارع في داخل المنطقة وليس جميعها، قامت السلطات الأمنية بإقامة الكثير من الحواجز ولا حصر لأعداد نقاط التفتيش في داخل المنطقة، حتى حولتها الى منطقة عسكرية رهيبة. هذا الوجود الأمني والعسكري هو خطة كأنها تعمل ضد رؤية رئيس الوزراء بفتح المنطقة والعمل على إفشال مشروعه، فليس من المعقول أن تحوّل “المنطقة المعزولة” الى “ثكنة عسكرية” فهذا ينفي أصل قرار فتح المنطقة الخضراء ودمجها بمدينة بغداد العظمى. فتحويل المنطقة الى ثكنة عسكرية بنقاط تفتيش مبالغ بها سوف يخيف المواطنون من الدخول اليها، ويجعلها منطقة رهيبة ومخيفة. فمن المعلوم أنه سوف لن تُزال الحواجز الكونكريتية عن المؤسسات الحكومية (مثل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والبرلمان، كما لا يمكن لأي مواطن الإقتراب من القصر الجمهوري، ولا المؤسسات الأمنية ولا معسكرات الحمايات الشخصية) وستبقى الحواجز الكونكريتية حول السفارات الأجنبية هي الأخرى بعيدة حتى عن اللمس والمس (مثل السفارة الأمريكية والبريطانية) فتصميم بناء السفارة الامريكية مثلاً يجعلها لا تتأثر أبداً بأي أنواع التفجيرات أن حدثت (لا سامح الله).
إن إقامة الحواجز ونقاط التفتيش عليها أن لا تترك مطلقاً لقرارات مسؤولي العسكر والسياسيين القابعين مع حماياتهم في المنطقة الخضراء، فهذه ليست من إختصاصاتهم الفنية والعلمية وليست جزءً من خبراتهم المهنية، وإنما الخطة عليها أن تخضع لخبراء المرور والتخطيط المدني (من مهندسين وخبراء مدنيين أمنيين في هذا المجال). من الأحرى أن توكّل مهمة فتح المنطقة الخضراء لشركات دولية أمنية تعطي دراسة حول كيفية فتح المنطقة الخضراء ودمجها مع بقية مدينة بغداد. فهكذا تؤمن بقية المدن في العالم، ويتنعم أهلها بالأمن وجميع أحيائها ومناطقها بالسلام، ولا يتدخل العسكر ولا السياسيون بالمرة في المشاركة في تخطيط المدن ومشاريع حمايتها، فهذه الأمور علمية وعملية، وهي ليست إعتباطية ومزاجية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب