7 أبريل، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

فتبينوا

Facebook
Twitter
LinkedIn

خبران أنتشرا على مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت عملية ( النسخ_ لصق ) جاهزة ومتحفزة ومتوثبة، عند من لديهم زيادة في هذا ( الهرمون )، من الذين لا يهمهم وقعوا على الباطل او وقع الباطل عليهم. فأما الخبر الأول فكان في أيام الزيارة الاربعينية لسيدنا الإمام ( الحسين بن علي ) وشهداء كربلاء صلوات ربي وسلامه عليهم، وكان عبارة عن مقطع فيديو يظهر فيه شخص يحمل قطعة صغيرة من الملابس الملونة وهو يمسح بها شباك الضريح المقدس. وانتشر المقطع كالنار في الهشيم، تحت عنوان ( رجل يحمل ملابس داخلية نسائية يسيء للأضرحة المقدسة )، وليتبين بعد ذلك وعلى لسان نفس الشخص صاحب الفيديو أنها قطعة من ملابس أطفال عائدة لأمراة تريد الحصول على بركة الائمة في حصولها على الذرية. وأما الخبر الثاني فكان عبارة عن صورة لنصب كهرمانه ( علي بابا والاربعون حرامي )، حيث أنتشرت صور لجرار النصب وعليها انابيب للماء ظاهرة بشكل واضح للعيان، مما جعل بعض أبطال الكيبورد يشمروا عن سواعدهم بإتهام الجهات المختصة بالتقصير بإدامة النصب والحفاظ عليه، وقد يرافق ذلك احيانا سخرية منها بالكلمات والملصقات. وهنا يأتي الدور التكميلي للقراء والمتابعين في تعزيز الإتهام وتحويل الأكاذيب إلى حقائق من خلال الاعجابات والتعليقات والمشاركات التي ستؤدي إلى جعل الأمر ( ترند ) لا يقف عند وسيلة إعلامية محددة. وليتبين بعد ذلك أن نصب كهرمانه قد تعرض قبل مدة من الزمن لحادث سيارة، مما أدى إلى تضرر النصب وبضمنه عدد من الجرار والتي تحيط بتمثال الجارية التي تسكب الزيت على الجرار بحسب ( القصة المستوحى منها النصب )، وإن عمليات الترميم التي تقوم بها أمانة بغداد لم تكتمل بعد، والتي ستغطي هذه الأنابيب الظاهرة في الصور. وأود الإشارة هنا، إن هذا المثل الأخير والذي قد يبدو فيه الدفاع عن أمانة بغداد، إنما هو دفاع في هذه الخصوصية، وأما الدفاع عن أمانة بغداد كمؤسسة مسؤولة عن الكثير الكثير من التقصير في أداء الخدمات منذ 2003 وحتى اللحظة، والذي هو نتيجة طبيعية لفساد الأحزاب السياسية والمحاصصة المقيته التي جلبت الخراب على كل مفاصل الدولة العراقية والمواطن العراقي. والذي أريد الإشارة اليه في هذه العجالة؛ إن رؤية الناس لأنصاف الحقائق والحكم عليها وأتهام الآخرين من دون تحقق وتبين وتأني، هي سمة وظاهرة أصبحت منتشرة في وسط مجتمعنا العراقي بصورة كبيرة _ ولا أستثني منها نفسي الأمارة بالسوء _ وأنصح نفسي والآخرين أيضا بضرورة عدم الاستعجال ونشر المقاطع الصوتية والمرئية السيئة، من دون تثبت ويقين بأنها لن يكون فيها ظلم وأساءة إلى شخص او مجموعة، قد يتبين لاحقا أنها بريئة مما نسب إليها ( ولات حين مندم ). أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعلى الجميع بالتوفيق والسداد في القول والفعل. والله من وراء القصد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب