23 ديسمبر، 2024 6:31 ص

فتاوي بين الجنس والعقل والدين

فتاوي بين الجنس والعقل والدين

كم من الفتاوي الأسفنجية التي تغزونا هذه الأيام بغرابة تصدر بين الفينة والأخرى لنماذج حشروا أنفسهم بالدين حشرا فأصبحوا يتحكمون بالعوام بطريقة ينبغي التوقف عندها .. فبعدما أثارت الجدل فيما بين الفقهاء أنفسهم أمست مثار سخرية للآخرين حيث عكست ما عكست من التخلف الذي تلبس بالدين الإسلامي الحنيف وهو منه براء ..

 في إحدى المناطق من بغداد والتي كان يسيطر عليها أصحاب اللحى .. أمر هؤلاء .. مالكي الماعز التي ترعى بالطرقات بإلباس معزاتهم ملابس داخلية .. لتغطية عوراتها ..منعا للمفسدة ..!! فاستجاب الرعاة خوفا من أصحاب العقول المحبوسة بين الأعضاء التناسلية ..!!

هؤلاء نفسهم الذين أفتوا بحرمة جمع الخيار مع الطماطة في كيس واحد .. وأفتوا بالا تمسك المرأة الموز أو الخيار منعا للشهوة !! وإذا أرادت أن تعمل سلطة مثلا  فبوجود محرم معها …

آخرين في فتاوي الخبل الجنسي هذه .. وانتشرت قبل أيام على تويتر والفيس بوك مفادها .. لا يجوز تشغيل جهاز مكيف الهواء اذا كانت المرأة لوحدها في البيت لكي لا يسمع الجار المكيف ويعرف انها وحيدة فيحضر الشيطان ويغذي النفس بما يريد ..!!

أفتى احد الدعاة عدم جواز جلوس المرأة على الكرسي لتعرض المرأة لنكاح الجن أثناء جلوسها واعتبار أن الكرسي من اشد المفاسد التي ابتليت بها الأمة حيث أن الرسول الكريم ص لم يجلس على كرسي ..

كما أن المرأة لا يجوز جلوسها على مقعد قام منه رجل لبقاء حرارة جسده على الكرسي مما قد يولد الشهوة لديها !!!

وآخر يقول أن الجن يظهر بصورة الإبل والماشية فينصحنا بأكل لحوم الجن … رعاكم الله أيها البشر !!

 كما حرم استخدام الحاسوب والانترنت من قبل النساء إلا بوجود المحرم ..

احدهم أجاز لقاء المرأة مع المرأة حيث لم يحرم إلا لقاء الذكر مع الذكر (ذكر أفعال قوم لوط) ويطالب بتطبيق القران بحذافيره !!..

بينما يطالب المجاهدون في سوح قتالهم بزواج المناكحة وبالأمس قد فند الشيخ العريفي ما تناقلته على لسانه صفحات الفيس بوك والتويتر في صورة تشجيعه لمناكحة المقاتلين للمجاهدات المتطوعات اللواتي يردن إرضاء الله جهادا في سبيله !! وأصبح زواج المناكحة هذا مشكلة في بعض البلدان حيث هربت إحداهن لتجاهد عن طريق هذا الزواج !!

والشيء بالشيء يذكر ما زواج المتعة والمسيار والفريند إلا من إفرازات رجال الفتاوي المهووسين .. مما أعطى للشباب عذرا لإباحية التصرف الجنسي بسبب التحليل الضمني لهذه الفتاوي .. وذكر لي احدهم انه ذهب الى إيران وتزوج متعة ثمان مرات لمدة شهرين !! وذكر انه لا يحتاج الزواج الرسمي بعد هذه الطريقة الرخيصة والسهلة !!! وآخر وهو سائق تكسي قد تزوج احداهن في السيارة بالطريقة ذاتها ..

وفي فتوى قال احدهم لا يجوز للمرأة تربية حيوان أليف ذكر مادامت هي وحيدة في بيتها وينطبق ذلك على الرجل لا يجوز تربيته لحيوان أليف أنثى .. درءا للمفسدة…

من أكثر الفتاوي دجلا وجدلا .. إرضاع الكبير أي إرضاع المرأة لزميلها في العمل لتصبح محرمة عليه وبذلك ممكن أن يرى منها ما يشاء وتحلل بقاءها معه في غرفة العمل .. أيمكن للعقل أن يستجيب لمثل هذه فكرة ؟؟

احدهم حرم خلع ملابس الزوجين أثناء المعاشرة حيث انه يبطل الزواج وتعتبر زوجته طالق وتحرم عليه .. رعاكم الله !!

كما لا ننسى من أجاز تفخيذ الرضيعة (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً ) وكأن الإنسان في تسابق مع أعضائه هذه لكي لا تهرب منه ..!!!

ألا يمكن للعقل أن يفرض نفسه ويبقى الإنسان الذي خلق كأحسن الخلائق يمتاز بهبة الله وهو العقل الذي ازدان خلقة الإنسان وتميز في اعمار الأرض .. هذه الفتاوي لا تعطي لمن يطلقها إلا السخرية والمشاركة الآثمة لمن يأخذ بمثلها .. واعتبار أن المرأة واجبة التقييد لأنها تشكل الجسد المشتعل الذي يمهد حضور الشيطان لذا فينبغي إغلاقها وحبسها بين ما تختار من الحواجز من فتاوي وأقمشة وأغلفة .. أنهم المريضون نفسيا وجنسيا أولئك المسيطرون علينا وعلى مجتمعاتنا بفتاوى الجنس وفتاوي حصر العقول في الأعضاء الجنسية .. ألا يقول احدهم  عن العربي أن  في جسده عضوا واحدا يعمل فقط .. ألا يمكن أن نعطي لفتاوي الإسلام بعدا محترما لكرامة راقية بعيدة عن التهكم والاختراق الفكاهي والذي يمس بصورة الإسلام والمسلمين … الا ينبغي للمرجع (الذي سأله احد أتباعه عن إمكانية زواج المتعة بالهاتف فأجابه نعم ) أن يهب للمجتمع فقرة تبعدنا عن هذا الزنا المحلل من قبله .. الا يفترض به ان ينّقي شبابنا من ترهات تحليل الاندفاع نحو الفساد والفسوق وولادة أبناء لا يعرف أبائهم .. وحتى الزواج الرسمي برغم المحددات الكثيرة لانفصال الرجل والمرأة خوفا على الأسرة لبنة المجتمع أن تنهار هذا الزواج الرسمي قد يحيد عنه كثير من قليلي الضمير فيتركون اسرهم بدون رادع وجداني ينهيهم عما فعلوا …. فكيف بالزواج المنقطع الذي يقترح البعض كما في زواج المناكحة ان تنتقل الفتاة بين ساعة وأخرى بين هذا المقاتل وهذا المجاهد .. (كل ذلك في سبيل الله ).. الا تعسا لكم .. ولأفكاركم فإنها وليدة الشيطان الساكن في أدمغتكم ليل نهار ..