انتشرت في العراق الجديد- للأسف الشديد -، ظاهرة رهيبة، تمثلت بابتزاز الموظفين للمواطنين .
انها ظاهرة عمّت معظم الدوائر والمؤسسات الرسمية دون استثناء ..!!
ولقد فُرِضَ على المراجعين تقديم مبالغ مالية يُحدّد على أساسها ، انجاز معاملاتهم .
وهذه المبالغ تتحرك صعوداً، وفقاً لحسابات دقيقة تُبَّلَغُ بها الأطراف المعنيّة..!!
ان ايصال وثيقة الزواج الصادرة من المحكمة الشرعية الى دائرة الأحوال المدنية مثلاً يستوجب دفع 50000 دينار ..!!
وقد أخبرني أحد أبنائنا أنه راجع دائرة معيّنة، وكانت هناك سيدة محجّبة سارعت الى تسليمه (ظرفا) وقالت له :
اذهب وَضَعْ فيه 300000 دينار ..!!
حجاب هذه السيدة يثير التساؤل :
هل هو كاشف عن إلتزام ديني ؟
أم أنه رضوخ لأرادة الأب أو الزوج ؟
والمهم :
ان هناك من يخدع نفسه ، قبل ان يخدع الناس ، ان ما يُقدم عليه من عمليات ابتزاز ، انما هو عمل مشروع لاغبار عليه من الناحية الشرعية .
وهذا وهم كبير ، وخطأ خطير،
لقد جاء في يبان (هيئة النزاهة العامة) الصادر الأحد 9/3/2014 والمنشور على موقعها ما يلي :
” ان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني يسلط الأضواء على مُحرّماتٍ عدة، توهم بعضٌ وانخدع بعضٌ آخر بأنها رزق حلال “
وكان سماحته :
“أفتى بحرمة مبالغ الإكراميات التي يفرضها العمال والموظفون لقاء خدماتهم، في الدوائر ومواقع العمل التي يعملون فيها ويتسلمون اجوراً ورواتب منها”.
وعدّ سماحته :
“من السحت الحرام ،كل فائدة أو ربح يحققه البعض من خلال زيادة أسعار السلع التي توفرها الدولة للمواطنين وبيعها في السوق السوداء، أو التصرف بها للأغراض غير المخصصة لها، أو التحايل في تقدير حاجة جهة معينة من السلع المحدد سعرها من قبل الدولة، بقصد المتاجرة بالكمية الإضافية في السوق السوداء”.
والسؤال الآن :
هل يرتدع أدعياء التدين عن الابتزاز بعد هذه الفتاوى الصارمة لممارساتهم الظالمة ؟
والجواب :
ان من يرتدع منهم عن الحرام قليلون، لأنهم أكلوا الحرام ولم يعودوا في خشية من المظالم والآثام .
انهم كانوا يضحكون على أنفسهم بادعاءاتهم الباطلة .
اننا نثمن عاليا موقف المرجعية الدينية العليا، متمثلةً بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفتاواها الصريحة الرافضة لكل ألوان الظلم والابتزاز والتحايل والتلاعب بالضوابط والموازين، والتي تثقل كاهل المواطنين بالاعباء الاضافية وتنخر كيان المؤسسات الرسميّة .
انها وكما عودّتنا دائماً – لن تغفل عن معاناة المواطنين، ولن ترضى الاّ بخلاصهم من الفساد والمفسدين .
[email protected]