23 ديسمبر، 2024 6:28 ص

فتاوى السلف في حرق الخلف …‎

فتاوى السلف في حرق الخلف …‎

بعد ١٤٠٠ عام ينتفض اهل السنة والجماعة على سنة السلف الصالح وفتاوى التابعين وجرائم من تبعهم  الى يوم الدين في قطع الرؤوس والايدي والارجل ورمي المخالفين والمرتدين من اماكن عالية وحرق الاخرين احياء بالديناميت والبنزين . هذه الفتاوى والاحكام التي اصدرها رجال السلف الاول من المسلميين لم تقابل برفض الا من اقلية وجدت في هذه الفتاوى ماهو مخالف لتعاليم الله وسنة نبية بخصوص معاقبة المخالف والمرتد والمعتدي والسارق . ومنذ ذلك الحين انقسم الاسلام السياسي والاسلام العقائدي فاصبح الاسلام السياسي بجزئية الاموي والعلوي او مايطلق علية شيعة علي وشيعة معاوية وظل هذا المسمى شائع لحين سقوط الدولة الاموية وانتهاء طائفة الخليفة الاول معاوية ابن ابي سفيان بهزيمه قاسية وصلت حد نبش القبور وارتكاب فضاعات لاتقل عن الامويين . وحينها بدء الاسلام العقائدي الذي اشتهر بالاجتهاد والتفسير وكان يطلق عليهم التابعين وكانوا خلاصة الفكر الديني الذي فسر القران والسنه النبوية ومثلما انقسم المسلمين سياسياً انقسم المسلمين عقائدياً وصار للامام جعفر الصادق مذهب استعانت به الاقلية الشيعة من اتباع علي بينما انقسم الاغلبية باتباع (العوام)الامام ابي حنيفة وحنبل والشافعي ومالك ولان تسمية شيعة علي وشيعة معاوية تنتهي بصراع حزبين  يطلق على الاول حزب المعارضة والاقلية وعلى الثاني حزب الحكومة والاكثرية .ومع بداية الحكم العباسي لم يكن يطلق على حزب معاوية حزب ابو العباس السفاح وكان العباسيين حريصيين على تسمية جديدة لطائفة الحكومة وهي تسمية اهل السنة والجماعة . هذة التسمية التي اطلقها معاوية على اتباعه بعد الصلح مع الحسن بن علي لم تلقى رواجاً وبقى مسمى علي ومعاوية هو الشائع . ولان الناس كل الناس الا ماهو نادر وهم الاقلية فهم على دين ملوكهم .
وتمثل الانقسام السياسي والعقائدي بشكل جعل شيعة علي ( روافض) وشيعة معاوية ( نواصب ) بينما العام والاغلب من المسلمين السنه فيطلق عليهم ابناء العامة وفق التعريف الشيعي ويمثلون الاسلام الوسطي بما فية من تسامح وتقارب . وان ملامح الصراع الطائفي اختزل بمسمى شيعه علي وشيعة معاوية او مايطلق عليه بالروافض والنواصب لسنوات طويلة عبر التاريخ وقد سجلت حوادث ونزاعات دامية كانت الغلبة بها لشيعة سيدنا معاوية .
ولان الحوادث والافعال والاحكام منذ السلف ولحد الان لم تلقى رواجاً كما هو الان وذلك بفعل الانترنيت ووسائل الاعلام وماعدى ذلك فان تلك الفتاوى المختلف عليها هي حرصاً على امراء المسلمين ووعاظهم .
ومثلما شجب المسلمين افعال داعش فعليهم ان يشجبون افعال السلف الصالح والتابعين الذين اصدروا فتاوى داعش الحالية والتي ينفذها بكل جدية وحرفية وايمان تنظيم داعش والقاعدة وبوكو حرام وطالبان والنصره .
فحرق جثة المخالف سنة سنها الخليفة الاول ابي بكر الصديق وقد اخطا فيها رغم ماللخليفة من العدل والانصاف والايمان والصدق ولكنة اخطا ولم يكن هنالك من يتجرأ ان ينتقد الخليفة فما بالك بمن ينتقد ابن تيمية وعبد الوهاب  والبغدادي وهم ورثه حقيقيين للنصب والبغض لال البيت . والبقية منها دفن المخالفين احياء سنة  سنها امير المؤمنين معاوية الذي امر بدفن عبد الرحمن العنزي وهو حي يرزق كما امر بدفن كريم ابن الخثعمي واخرين واصبحت سنة الولاه في عهد امير المؤمنين بدفن المعارضين وهم احياء . ومثلما اجتهد السلف وهم الاقرب الى عصر الرسالة ويطلق عليهم صحابة فان التابعين كانوا اكثر قسوة من سلف الصحابة في الفتاوى وفي استخدام العنف مع المخالفين والتاريخ يلخص ذلك البطش والارهاب في كتب المسلمين .
ان جرائم ابن لادن والظواهري والزرقاوي وابو ايوب المصري لاتقارن بجرائم خالد ابن الوليد وعمرو ابن العاص ومعاوية ابن سفيان وبقية الخلفاء الامويين والعباسين .
معاوية كان يدفن خصومه احياء ويحرق جثثهم ومنها قتل والي مصر محمد ابن ابي بكر على يد معاوية الاجدق وبامر امير المؤمنين معاوية تم وضع جثته في جوف حمار وحرق الحمار مع جثة محمد ابن ابي بكر.
وقد كان هذا الصحابي الحواري وخال المؤمنين قد قتل عمار ابن ياسر . ورسول الله يقول عمار تقتله الفئة الباغية ولكن الطائفة المنصوره لاتقتنع بما يقوله خصوم الامويين والعباسين . ومنذ ذلك الحين انقسم المسلمين بين اسلام معاوية واسلام علي .
معاوية بما معروف عليه من شجاعة قطع الرووس ودفن الاحياء وحرق الاموات كان داهية في دس السم لخصومه ومخالفيه فقد قتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والحسن بن علي بسبب معارضتهم ولاية يزيد .
البعض يستغرب من افعال اجهزة المخابرات والاستخبارات في الدول الاسلامية في قتل خصوم الدولة والحكومة والرئيس والملك ولكن لا يستغرب كيف يقتل امير المؤمنين معاوية خصومه .
البعض لايروق له تصرفات داعش والقاعدة والنصره في سبي ونهب وتهجير المدن من سكانها وقد اعتبر ان مايجري في ديالى وتلعفر وتكريت جرائم ولكنهم لايدركون ان تلك الجرائم فيها تشريع قانوني بسند تاريخي اباح للصحابي الجليل والي مصر عمرو بن العاص بسبي ونهب اموال الاقباط في مصر بعد فتحها على يديه ومن حوادث فتح مصر ان الوالي ابن العاص ارسل في طلب قبطي لديه كنز رفض ان يسلمه لجيش المسلمين وبعد ما اوشى به تم ارسال جند الوالي فعثر على الكنز فما كان  من الوالي ابن العاص الا قطع راس بطرس ووضعه في مدخل المسجد .
ومايميز الزعماء السياسيين ورجال الدين المعاصرين هو عدم انتقادهم للتجربة الاسلامية في الحكم وذلك لاعتبارات عقائدية وسياسية انتهت بالاية الكريمة ( تلك امة قد خلت )
ان الانتفاضة التي يقوم بها المسلمين ضد حرق المخالف حياً شيء كبير يسجل في تطور عقلية الانسان المسلم ورفضه لتلك المخالفات غير الانسانية ويسجل نقد ورفض لممارسات السلف الصالح ومثلما يرفض حرق الاردني  معاذ الكساسبة  بامر امير المؤمنين ابو بكر البغدادي فلابد ان يرفض المسلمين حرق فجاءة الذي احرق بامر خليفة المسلمين ابو بكر الصديق ومثلما يستهجن المسلمين قطع راس البوذي والهندوس والسيخي والايزدي والشيعي فلابد ان يستنكر افعال السلف في قطع راس مالك ابن نويرة وحرق راسة المقطوع على يد الصحابي خالد ابن الوليد ان افعال داعش مستمدة من افعال السلف وابن الوليد قدوة حسنه لجيل السلف المعاصر .
ان الانتفاضة ضد افعال داعش والقاعدة هو انتقاد لافعال السلف من الحكام والواعظين ويسجل سابقة جديدة في الفهم المعاصر لمعنى القيادة والحكم عند المسلمين .
ان قطع الرؤوس والحرق والرمي من اعلى البنايات ايقظ المسلمين من هذه الافعال الاجرامية وجعلها تنتقد وتراجع تاريخها بشكل يسجل سابقة في نقد الماضي ولم تعد له قدسية كالتي يمارسها البعض والذي يعتبر الصحابة افضل من غاندي وماندلا والام تيرزا ومارتن لوثر ..
ان من يفضل الصحابة على غاندي وماندلا ومارتن لوثر والام تيريزا هو يجافي الواقع ويستهين بتفكير الناس وعقولهم وان الاصرار على العزة بالاثم اصبح مع تطور الانسانية شيء مخجل . ان قدسية الصحابة مع القرأة الجديدة للتاريخ سوف تضعهم في مهب الريح ولم تعد لهم اي قدسية تذكر مهما علت صيحات الخطباء والوعاظ . ان الصحابة الذين سببوا بمقتل عشرات الالوف من العراقيين في معركة الجمل وصفين هم ليس بمستوى اخلاق غاندي وماندلا والاخرين الذين كانوا نبراس الحرية والشهادة والتضحية من اجل المستضعفين. ان الامة التي تقدس عمرو ابن العاص وخالد ابن الوليد والحجاج والمتوكل ويزيد ومعاوية ومرسي  وحمد بن خليفة ال ثاني وابن لادن والظواهري والزرقاوي والمقدسي وابو ايوب المصري  والبغدادي  والقرضاوي هي لاتشبه تلك الامة التي تقدس علي والحسين وزيد بن علي وحسن نصرالله وعبد العزيز البدري  ومحمد باقر الصدر وعبد الخالق السامرائي ومحمد عايش ومحمد مظلوم والشيخ بدر الخطيب والسيستاني ونبيه بري  وعبد الملك الحوثي  ونايف حوتمه وجورج حبش  وعباس هنية وفتحي الشقاقي ورمضان عبدالله شلح .
ان الامة تتجدد بفعل جرائم داعش وان مايحدث في الشرق الاوسط هو اقرب لما جرى في اوربا في القرون الوسطى ضد الكنسيه ودينها وان المسلمين الان يرفضون دين داعش والقاعدة ورب داعش والقاعدة ونبي داعش والقاعدة وبات يدرك الاغلبية ان اعلام الطلقاء في التحشيد ضد علي ابن ابي طالب وال بيته جريمة مستنكرة وخطيئة لاتغتفر لهولاء الذين ارتضوا بدين الطلقاء واصطفوا ضد دين ال النبي الذي اوصى الله بهم مثلما اوصى ابراهيم باسحاق ويعقوب وموسى بهارون ومحمد بعلي .
ان هذه الامة المعاصرة ادركت موخراً كذبه كبيره ان الله يحشر البوذيين والهندوس والسيخ والصابئة والمسيحيين واليهود بالنار لانهم غير مسلمين وان اثنان وسبعون فرقة من المسلمين الا فرقة واحدة  هم في النار وفي المجمل ان الله يحشر المليارات تلوا المليارات من البشر في جهنم بينما يحشر اقلية من لايتجاوزون المليون يسمون انفسهم بالناجية في جنه عرضها السموات والارض ولم يدركوا ( لايكلف الله نفساً الا وسعها لها ماكسبت وعليه ماكتسبت ) .
ان هذه الامة ادركت ان كتاب الله وسنة نبيه العظيم ومؤلفات رجال الدين لم تجعلهم احسن اخلاقاً وكرماً وشجاعة وصبراً وعفة من الهندي السيخي والصيني البوذي . وان جريمة الرجم للزناة لم تردع المسلمين كما قطع اليد للسارقين وتبقى طوكيو ودلهي ومدن اخرى لاتفسد وتزني ولاتسرق وهي بلا عقوبة رادعه لانها تؤمن بمعتقدتها غير العنفية وان هولاء الذين يعبدون البقرة هم اكثر رأفة ورحمة من هولاء الذين يعبدون الله زلفى ويتقربون من بيت الله والائمة والصالحين .
ان هذه الامة ايقنت ان المسيحيين هم اكثر امناً للاخريين من اوطانهم وان معاهدة جنيف افضل الف مرة من معاهدة الحديبة في شؤون الاسرى والمدنيين وان حكومة فلندا والنرويج اكثر كرماً وتسامحاً ومحبة للصوماليين المسلمين الجياع من المسلميين انفسهم في بقاع الارض .ان قراءة جديدة للتاريخ ونقد حقيقي للماضي سوف يفتح ابواب الدنيا للمسلمين في حياة رغيدة وهانئة نتجنب بها الفتنة والصراع والخوف والقتل وهو ان نجعل الله في قلوبنا وايماننا في عقولنا وسلوكنا بحسن نيتنا وحسن تربيتنا وان نستفاد من الاخرين ومهما كان دينهم وعرقهم فهم نضرائنا في الخلق ونحن نحتاج الى مساعدتهم في الدنيا بعد ان عجزنا عن ذلك منذ ١٤٠٠ عام  .

 
[email protected]