23 ديسمبر، 2024 2:35 م

فتاة عاشقة ( حكاية أغرب من الخيال – 2 )

فتاة عاشقة ( حكاية أغرب من الخيال – 2 )

والله وقفت كالصنم لا ألوي على شئ ، مالذي سأفعله ياربي وانا في بداية غربتي وتكوين شخصيتي ؟ ولقد راودتني أسئلة كاد رأسي أن ينفجر من جرائها ، من هذه الفتاة ، ألم تلاحظني بعمر أبيها ؟ وما هذا الحب ( الطارئ ) وكيف لفتاة غنية حسبما تقول أن تعشق رجلا بعمري ؟ مالذي وجدته كي تعشقني بهذه العجالة ، ولماذا انا بالذات ؟ كيف سيكون موقفي امام زملائي الاساتذة فضلا عن أبنائي الطلبة ؟ ظلت هذه الأسئلة تدور في رأسي كدولاب طيار !! كنت أتمنى أن أعرفها كي أستدعيها بشكل رسمي الى إدارة الجامعة وليكن ما يكون ! ثم توقفت فجأة .. ربما ساتسبب بفصل تلك المسكينة حينها ستفقد مستقبلها العلمي ويخيب ظن اهلها بها ؛ وكيف سيكون شكلي امام اهلها فيما لو وصلتهم أخبار مفخمة مضخمة عني ؟ يارب رحماك ، ليس لي احد سواك ، انقذني من شر نفسي ومن شر إبليس اللعين أعرف انها فتنة تصيب بها من تشاء ، فلك الحمد والمنة ..
عدت الى غرفة الأساتذة كرجل سكران لايعي ما يقول حتى إني لا أذكر هل ألقيت التحية على زملائي ام لا ؟! ويبدو أن أحدهم قد فطن لحالي فبادرني : خير أستاذ هل هناك ما يكدر ، هل أزعجك أحد الطلاب ام تطاول عليك ؟ والله لم أدر كيف سأجيب زميلي واكتفيت بعذر قديم : عفوا استاذ مجرد صداع خفيف وسيزول ! فقال لا بأس عليك بإمكانك المغادرة وأنا سأتكفل بالمحاضرة الثانية .. شكرا لك صديقي .. فعلا انا بحاجة الى الراحة ..
جمعت أوراقي ورتبت امري وقفلت راجعا الى داري ، لكني لم أعرف كيف سأتصرف مع تلك ( المخبولة ) التي تركت كل رجال الدنيا واختارتني أنا ؟!! فحدثتني نفسي : لا بأس عليك ما هي إلا نزوة عابرة من تلك البنت سرعان ماتزول ألم تقرأ مئات القصص التي تروي وقوع الطالبة في عشق إستاذها أو العكس .. هون عليك قم فأذكر الله وصل ركعتين فعسى ان يرحمنا رب العزة ، لم اجد مفرا سوى الإنصياع لتلك الرغبة الجميلة .. توجهت صوب الحمام فتوضأت ثم صليت ركعتين ودعوت الله ان يرحمني ويرحمكم ويجنبني الفتن ما ظهر منها وما بطن ثم تناولت كتاب الله المجيد ووضعته على صدري فأحسست براحة عجيبة ورحت في سنة من النوم لم أستيقظ منها إلا على رنة جرس الباب ، فكان الطارق رجل لا أعرفه .. تفضل أخي .. هل انت د. أحمد ؟ نعم انا هو تفضل ، هذه رسالة لك .. لحظة من فضلك انا رجل غريب هنا من يعرفني ليبعث لي برسالة ؟ قال الرجل : والله سيدي إنها أمانة سلموني أياها وأقسموا أن أسلمها لحضرتك يدا بيد .. طيب سيدي من المرسل ؟ فقال : والله لا أدري وقفت سيارة زرقاء اللون تقودها فتاة هي من أعطتني الرسالة ومنحتني مبلغا من المال ! وبصراحة وجدت المبلغ مغريا فوافقت !! طيب لا عليك هل لك أن تصفها لي ؟ نعم إنها فتاة سمراء جميلة جدا ترتدي نظارات شمسية !! طيب شكرا لك .. إنصرف الرسول ورحت إنظر الى الورقة إنها من نفس الورق الذي رأيته صباحا وتحمل ذات العطر المخملي الجميل .. ياربي ماذا تريد مني هذه البنت ؟ حين يصبح الصباح سأوبخها وسأستدعيها للأدارة وليكن بعدها الطوفان ولأضع حدا لهذا الاستهتار !! بقيت أنظر الى الورقة كثيرا هل أفتحها ام لا ؟ لا ! سأرميها في سلة
المهملات فهذه البنت ( فايقة ورايقة ) وهي بلا عمل وتريد أن تتسلى برجل ناهز الثالثة والأربعين أو ربما هي تعشقني بالفعل ماهذه البلوى ياربي في الجامعة وفي البيت!
قتلتني نفسي بالسؤال ترى ما مكتوب بتلك الورقة ؟ هل هو غزل جديد ام تهديد ووعيد كوني لم أتصل بها هاتفيا ؟!! وأخيرا أمتدت يدي نحو الورقة فاصابتها رعشة أسقطتها من يدي وكأني أمام وحش كاسر يريد أن يلتهمني . إنحنيت بلا وعي والتقطتها من الأرض ورحت أتمعن بكلماتها فنزلت دموعي بغزارة وأصبت بالأنهيار حتى كدت أسقط مغشيا علي من هول ما قرأت .. هذه المرة كتبت ( غفران ) كلاما كبيرا يعبر مستوى عمرها ويجاوزه الى غيره ، أنه كلام الأدباء والشعراء كلام توغل داخل مسماتي وأخترقها شبرا شبرا .. تقول الرسالة :
( للحكاية تتمة )