18 نوفمبر، 2024 12:32 ص
Search
Close this search box.

فتاة ايزيدية.. الألم وأوجاع و سبايا

فتاة ايزيدية.. الألم وأوجاع و سبايا

صرخ بصمت الموتى :الهي أين أنت حتى أتوجه وادعوك لقد ضاقت أرضك بعبادك دعني اذهب إلى سماءك أو لعبدا صالح
 من الطارق في هذا الليل الموحش؟
 أيقظت  زوجها المسجى  كالموتى من تعب الحياة,
من الطارق؟
صوت  مخنوق حزين خافت انا…..انا
من أنتي وماذا تريدين بهذا الوقت
اذهبي الله يعطيك
انأ لست متسولة… انأ من سبايا العراق…… أرجوك أنقذني…(سبايا…يا الهي أسرعت الزوجة بفتح الباب)
فتاة بعمر الورد لم يخفي الخوف والحزن والجوع والتعب  ملامح ووجهها الملائكي الذي يشع براءة وصدق, محطمة الأوصال مكسورة الحال ممزقة الثياب والخمار,كطريدة من فكي الاكاسر المتوحشة
ادخلي يا بنتي,” خطوة وانكبت على وجهها …احتضنتها صاحبة الدار
 كصليب مطروح على الأرض وبسكون الموتى غاصت كأصحاب الكهف لكن الشمس لم تقلبها ذات اليمن وذات الشمال فالشمس ليس كشمس بلادها
 أيقضها الجوع والعطش من سكرتها,
سقتها الماء, شربت كأنها كطريدة الإبل التي منع عنها الماء شهور,
“الماء والعبرات والوجه الحزين”
من أنتي وما القصة  (بهذه الكلمات الرقيقة والحضن الدافئ الذي   يشبه حضن امها الذي احتطن طفولتها شعرت بالاطمئنان.
 
” انأ من العراق ايزيدية من سنجار هجمت الوحش البشرية علينا هربوا أخوتي الى الجبل وبقيت ارعى أبي كبير السن  وأمي المقعدة وأختي الصغيرة, أخذونا انأ وأختي وكل البنات والنساء وجاءوا بنا إلى هذه المدينة لبيعنا كسبايا  هربت  تحت جنح الظلام ولم أجد إمامي ألا منزلكم,
لا عليك بابنتي ,تحول المكان لبكاء وعويل  وحزن وصخب  وجلد لذات يمزق الصدور ليخرج الى العالم الظالم قصة فتاة من وطن عجز عن حماية بناته ,وطن امتص شبابهم واخذ منهم ولم يعطيهم, وطن ليس لهم فيه الا الارض المخصصة لدفنهم —-, رغم كل هذا, التوق لهذا الوطن القاسي يسيطر على جوارح الفتاة—-أرجوك سيدتي أريد ان اعرف مصير أهلي بلدتي التي شاء الله ان يخلقها بهذه البقعة التي اسمها العراق.
المشهد الثاني
وصلت  ولسان حالها يقول ياليتني مت قبل هذا,  مخيم النازحين مدينتها,الهي لماذا أقحمونا في بركت الدماء ماذا فعلنا, الحزن يخيم على أبناء جلدتها فقد هجمت علهم الوحش والأقدار, مدينتها المدمرة  “سنجار” حلم طفولتها والأرض التي عانقت طفولتها خالية من أنفاس أهلها لا يقطنها الا الأشباح والمعاقين والعجزة ولا احد يعرف مصيرهم, أهلها بين معلق على جبل سنجار , أطفال رضع وصغار يموتون من شدة العطش والجوع , وبين أرجاء البلاد
اين أجد الاهل؟,( عيون النسوة تبادلت النظرات ,وأجهشت خالتها بالبكاء لقد  مات أبيك وأمك بسبب نقص الدواء والجوع والعطش و على فراق الأحبة وعلى ما جرى
أين أخوتي؟  إخوتك ماتوا ميتة الأبطال وهم يدافعون عن بلدتهم
لم يعد البكاء ينفع او أخذته الدموع ,ماذا يكتنز ذلك الجسد النحيف لا كلام عاد  يخفف الألم والأوجاع والحزن,
 ألا أن صورة الفتاة  والقسوة التي عاشتها أحبطتها وجردتها من كل شيئا, لزمت الصمت الذي وجدت فيه ملاذها
 سألها النسوة عن مصير بناتهن وعن أختها الصغرى؟,  لم تجيب وظلت تسحن  الأحداث التي عاشتها وسمعتها, لكن الأخيرة سحنتها كما سحنة كل جميل في مدينتها, و ماتت كموت النخيل واقفة ولم تأكل أسنة جسدها “أرضة” الوطن المكسور, اختارت الرحيل إلى العالم الأخر بصمت فلا معنى للحياة  في وطن عاجز على حماية أبنائه, وطن تنهشه كلاب الفساد والإرهاب,وماتت وهي تتمتم ما اروع ان يتغير القتل والتهجير والسبي إلى حدائق اطياب.  

أحدث المقالات