ليس العراقيون لوحدهم من يتكونون من عدة طوائف واديان وأعراق ومذاهب بل هي سمة يشترك بها غالبية البلدان في العالم بل ان التكوينات الاجتماعية الوطنية الحالية اصبحت اكثر تنوعاً وتعقيداً بفعل التداخل الاممي والثقافي وتسامح القوانيين لذا اصبحنا لا نجد شعوباً وحيدة العرق (البيور) الا في مجاهل الغابات الاستوائية أو في القطب الجنوبي من الكرة الارضية وقليلا من الاماكن المتفرقة في العالم ولا نجدها في البلدان المتمدنة الامنة ولك ان تختار اي شعب اوربي او من امريكيا الشمالية او استراليا وبالامكان بمنتهى البساطة ان نتعرف على التكوينات الاجتماعية لاي شعب من تلك الشعوب بل بآليات وقوانين الإنتساب إلى (مواطني) تلك البلدان بغض النظر عن العرق والون والجنس والدين و في مقابل هذا التنوع المعقد نجدهم يعيشون بامن وسلام وفي (بحبوحة) من الحرية والعدالة الاجتماعية والسلام الاجتماعي الراقي لسبب بسيط جداً (هو عندنا اعمق من ما عند سوانا و لكننا قتلناه وابدلناه بمرض عضال قاتل هو اخطر من كل امراض الارض والعنها) انهم جعلوا مشترك التعايش الوطني (الهوية الوطنية) هوية جامعة واخضعوا كل القوانيين لهذا المشترك وحاربوا كل قانون (يشم) منه ريحة التمييز على اساس العرق او اللون او الجنس او الثقافة او اللغة او الوضع الاجتماعي و جعلوا مقياس الانتماء للوطن هو الفيصل الحاسم في نيل كل الحقوق دون استثناء وحفظوا في ذات الوقت خصوصية الانسان في الاعتقاد بما شاء فعاشوا في سلام وامان نحسدهم عليه ولو أخذنا السويد مثلاً بسيطاً جداً كونها ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة (450,295 كم2) ويبلغ عدد السكان نحو 9.4 مليون نسمة. والسويد منخفضة الكثافة السكانية عند 21 نسمة لكل كيلومتر مربع (53 لكل ميل مربع) وتتبع السويد نظاماً ملكياً دستورياً بنظام برلماني واقتصاد متطور. كما أنها تحتل المرتبة الأولى في العالم في مؤشر الإيكونوميست للديموقراطية والذي ضم (167بلداً) والسابعة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية ! يعمل في البلاد نحو 4.5 مليون مقيم . اللغة الرسمية في السويد هي اللغة السويدية يشكل السويديون الفنلنديون أكبر أقلية لغوية ويشكلون 5% من سكان السويد، ويعترف بالفنلندية كلغة أقلية هنالك أيضاً أربع لغات أقليات أخرى ومعترف بها وهي مينكيلي وسامي والرومنية واليديشية وبهذا تصبح هناك ستة لغات معترف بها في السويد ؛ عام1593 أصبحت اللوثرية (البروتستانتية) دين الدولة الرسمي وهناك مجموعات صغيرة من غير اللوثريين وخاصة الكالفينيين الهولنديين وكنيسة مورافيا والفالونيين أو الهوغينو الفرنسيون من بلجيكا . و تفيد إحصائيات نهاية عام 2009 أن 71.3% من السويديين ينتمون إلى كنيسة السويد (اللوثرية) هناك الآن نحو 92,000 كاثوليكي ونحو 100,000 من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين.وبسبب الهجرة توجد في السويد جالية مسلمة كبيرة يربو تعدادها على النصف مليون (مواطن). و على الرغم من النسبة
العالية لمنتسبي كنيسة السويد فهي إحدى أقل البلاد تديناً بوجود أحد أعلى معدلات الإلحاد في البلاد والكل يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية كما هم احرار بعتناق ما يشائون من عقائد . هذا عدا وجود ما يقارب 4.5 مليون مقيم من مختلف الاعراق والاجناس
والكل متعايش مع الكل محتفظاً بكل خصوصياته . ولا يوجد في القوانيين السويدية السارية يمنع اي مواطن سويدي من تولي اي منصب في الدولة على اساس مكونه الاجتماعي او الديني او العرقي حتى المقيم الاجنبي اذا حاز على الجنسية السويدية يمكنه ان يرشح نفسه إلى اي منصب في الدولة ويشارك في صناعة مستقبل السويد ويمنع النظر الى عرقه ودينيه فقد اصبح سويدياً ؛ ولكن سياسيونا لازالوا يصرون على (محاصصاتهم) وهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون .
وكذلك كنا شعب واحد منذ ان تاسست الدولة العراقية الحديثة عام 1920م ولكنهم أبدلونا الوحدة الوطنية بحقد طائفي وصراع أرعن يستهدف إستاصال الآخر وإبادته وتعصب قومي لا يقل شراسة عن الطائفية ورغم انها منبوذة متخلفة وثبت فاشلها وخطرها نرى السياسيون يسخرون كل تكوينات السلطة ومؤسساتها على اسس (محاصصة) طائفية وعرقية دموية كي يفوزوا بحصصهم كاملة غير منقوصة و وداعاً يا عراق …
فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون !
مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا افلا تذكرون . !!!
الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا …