إن فايروس (كورونا) أثبت بأن البشرية غير آمنة للعيش في ظل الأنظمة الرأسمالية التي أثبتت فشلها في حماية العالم. بل أصبح يهدد إقتصادها بأزمة عالمية بسبب إنخفاض معدل النمو وتهديده على أسواق الأوراق المالية وتوقف كل وسائل الإنتاج.
هذه الأنظمة تسعى الى الربح فقط ولا يهمها حياة البشرية، بريطانيا مثالاً، التي تتبجح بالديمقراطية وبلد الإنسانية تفتقد الى أبسط الحمايات الصحية، إما فرنسا أخفت إنتشار هذا المرض ولم تتخذ إجراءات الوقاية إلا بعد إنهاء الإنتخابات البلدية، كذلك إيطاليا الذي أستسلم نظامها بالشكل العلني، حتى إمريكا التي أقرت مجموعة قرارات للموظفين والعمال ليس من أجل المواطن، وإنما للتخلص من الركود الإقتصادي وحركة رأس المال. لقد بان زيف هذه الحكومات الرأسمالية التي روجت “ألإنسانية” كبضاعة تربح من خلالها.
إن هذا الفايروس هدم الزيف الأجتماعي الذي بنته الرأسمالية، حيث أثبت أن العلم وحده قادر على إنهائه، وهذا فضح “الخزعبلات والخرافات…الخ” التي تحتمي تحت ظل الرأسمالية وجهودهم في عدم توعية المجتمع للسيطرة عليه، كذلك حقق مبدأ المساواة بمهاجمته الفقراء والأغنياء على حد سواء، وكشف زيف أكاذيب الرأسمالية بموازنات التقشف والعجز وغيرها بضخهم لأرقام مالية عظيمة من اجل السيطرة على هذا الوباء.
ثمة أمر مهم وهو أن الرأسمالية لها علاقة في تدمير الطبيعة وفرض القمع على البيئة والحيوان، لذا فايروس “كورونا” قد أدى الى انخفاض النشاط البشري عن طريق “الحجر” المنزلي، وبدوره أنتج تجدد سريع في الحياة الطبيعية الذي قلص إنتاج الكربون بسبب تقليص إنتاج النفط والمعادن الثقيلة وعدم إستخدام المواصلات، وبالتالي؛ إعطاء الطبيعة أكثر حيز لترتاح وللهواء أكثر نقاء، وهو فايروس قاتل للعالم لكنه كشف الستار عن وحشية الرأسمالية.
إن العلاج الذي كشفته او سوف تكتشفه احدى الدول الرأسمالية لا يعني ان الرأسمالية يمكن أن تحمي البشر، وتستمر بالسيطرة على مقدرات المجتمع. لذا علينا أن نفهم أن حياة الانسان الحقيقية لا يمكن ان تكون تحت سيطرة “الرأسمالية” فلابد من تغيير جذري وثوري للبشرية.