22 ديسمبر، 2024 7:45 م

فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري

فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري

لماذا لم يستدرك  السيد الجعفري على نفسه في حينها و يبدل مفردة داعش بل استمر في حديثه وكررها مرة اخرى في مؤتمره الصحفي مع السيد وزير الخارجية الايراني؟ 
هذه هي احدى  نتائج التعليم الملائي الذي يعتمد على الحفظ والترديد فلو كانت الخلايا المسؤولة عن التحكم اللغوي متمرسة على التعامل انيا مع الافكار الجديدة  لم تستطع المفردة ان تتسلل الى سياق المعنى المتولد انيا. لان الخلايا المسؤولة عن ادارة التراكيب اللغوية في العقل ستكون متنبهة ومتيقظة فهي بمثابة الرقيب المتحكم بالملفوظات والتراكيب اللغوية لكن المفردة قد تسللت في ظل غياب تام لاجهزة الحماية المفعلة ضد الفايروسات. لقد صدأت تلك الاجهزة بسبب نظام الادخال الروتيني للمعلومات المتمثل بالحفظ. فكل الساسة العراقيين تقريبا يكررون المفردات والعبارات والتراكيب نفسها و كأنهم يتحدثون الى انفسهم ويتحاورون مع بعضهم البعض. انهم منقطعون عن التفاعل من الاحداث ومنفصلون عن الواقع اذا قال كبيرهم ردد الصغير قوله. 
هذه ليست المرة الاولى التي يصيب الفايروس نظام المراقبة في عقل السيد الجعفري بل لقد سبق وان انتشر مقطع فيديو يتحدث فيه السيد الجعفري بكلام غير مترابط لغويا ومعنويا حتى يخيل للسامع ان الجعفري قد فقد السيطرة على لسانه الذي اصبح ينطق بالمفردات عشوائيا وهذا سببه ايضا اختلال في النظام اللغوي الذي لم يستطع ان ينظم الافكار المتولدة انيا في صياغات لغوية انية ليظهر الكلام موزونا ومفهوما. لقد اعتادت الخلايا المسؤولة عن انتاج اللغة ان تصدر قوالب جاهزة لافكار سبق ان تعاملت معها وحفظت حدودها تلقائيا ، لكنها لم تستطع ان تضبط حركة الافكار المتولدة الانية فاختل النظام اللغوي و اصبحت العشوائية هي التي تتحكم بالملفوظات لبرهة من الزمن.
ويبدو ان اللغة الاستعارية فضلا عن الاشتقاقات اللغوية التي يجنح السيد الجعفري الى استعمالها قد اتعبت تلك الخلايا. فهو شخص مستهلك للغة كثيرا ويتعب جهازه اللغوي عندما يوسع من دائرة حديثه بالاستطراد والكلام العام الفضفاض الذي لا يركز على موضوع محدد للحديث.   ان السيد الجعفري بوصفه وزيرا للخارجية يجب ان يختار الفاظه بدقة وعناية فالمفردات يجب ان تكون موزونة والجمل والعبارات يجب ان تكون مركزة وان يبتعد عن الانشائيات والفذلكة اللغوية . نعم صحيح ان اللغة الدبلوماسية تتطلب نوعا من الصناعة البلاغية مثل التضمين والتلميح ولكنها ايضا تتطلب التركيز والدقة و الايجاز والوضوح الشديد.
وليس السيد الجعفري وحده من يتكلم بهذا الاسلوب الاستعاري بل ان معظم السياسيين العراقيين وغيرهم يستعملون  الاسلوب نفسه. وتشكل اللغة الاستعارية خطرا كبيرا في ميدان السياسة لانها قد تخفي الحقيقة التي يجب ان يعرفها الناس. لذلك لا نستغرب عندما يشن  بعض النواب البريطانيين في القرن السابع عشر حربا على الاستعارة ومستعمليها من السياسيين. 
 وهناك ظاهرة اخرى شبيهة بما يحصل للسيد الجعفري تنتشر بين الساسة العراقيين وغيرهم من البرلمانيين  وهي التكرار للصيغ والعبارات والمصطلحات نفسها (مثل مفردة جنبة التي اذا سألت معظمهم عن معناها لا يستطيع ان يأتيك به ). فأصبحت قبة البرلمان مكانا للمحاكاة والتقليد ومدرسة الاواني المستطرقة للتقارب بين العقول والاستعمال المتبادل للصيغ والتراكيب اللغوية نفسها وبذلك تتحققت صحة المثل الذي يقول : المجالس مدارس.

فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
لماذا لم يستدرك  السيد الجعفري على نفسه في حينها و يبدل مفردة داعش بل استمر في حديثه وكررها مرة اخرى في مؤتمره الصحفي مع السيد وزير الخارجية الايراني؟ 
هذه هي احدى  نتائج التعليم الملائي الذي يعتمد على الحفظ والترديد فلو كانت الخلايا المسؤولة عن التحكم اللغوي متمرسة على التعامل انيا مع الافكار الجديدة  لم تستطع المفردة ان تتسلل الى سياق المعنى المتولد انيا. لان الخلايا المسؤولة عن ادارة التراكيب اللغوية في العقل ستكون متنبهة ومتيقظة فهي بمثابة الرقيب المتحكم بالملفوظات والتراكيب اللغوية لكن المفردة قد تسللت في ظل غياب تام لاجهزة الحماية المفعلة ضد الفايروسات. لقد صدأت تلك الاجهزة بسبب نظام الادخال الروتيني للمعلومات المتمثل بالحفظ. فكل الساسة العراقيين تقريبا يكررون المفردات والعبارات والتراكيب نفسها و كأنهم يتحدثون الى انفسهم ويتحاورون مع بعضهم البعض. انهم منقطعون عن التفاعل من الاحداث ومنفصلون عن الواقع اذا قال كبيرهم ردد الصغير قوله. 
هذه ليست المرة الاولى التي يصيب الفايروس نظام المراقبة في عقل السيد الجعفري بل لقد سبق وان انتشر مقطع فيديو يتحدث فيه السيد الجعفري بكلام غير مترابط لغويا ومعنويا حتى يخيل للسامع ان الجعفري قد فقد السيطرة على لسانه الذي اصبح ينطق بالمفردات عشوائيا وهذا سببه ايضا اختلال في النظام اللغوي الذي لم يستطع ان ينظم الافكار المتولدة انيا في صياغات لغوية انية ليظهر الكلام موزونا ومفهوما. لقد اعتادت الخلايا المسؤولة عن انتاج اللغة ان تصدر قوالب جاهزة لافكار سبق ان تعاملت معها وحفظت حدودها تلقائيا ، لكنها لم تستطع ان تضبط حركة الافكار المتولدة الانية فاختل النظام اللغوي و اصبحت العشوائية هي التي تتحكم بالملفوظات لبرهة من الزمن.
ويبدو ان اللغة الاستعارية فضلا عن الاشتقاقات اللغوية التي يجنح السيد الجعفري الى استعمالها قد اتعبت تلك الخلايا. فهو شخص مستهلك للغة كثيرا ويتعب جهازه اللغوي عندما يوسع من دائرة حديثه بالاستطراد والكلام العام الفضفاض الذي لا يركز على موضوع محدد للحديث.   ان السيد الجعفري بوصفه وزيرا للخارجية يجب ان يختار الفاظه بدقة وعناية فالمفردات يجب ان تكون موزونة والجمل والعبارات يجب ان تكون مركزة وان يبتعد عن الانشائيات والفذلكة اللغوية . نعم صحيح ان اللغة الدبلوماسية تتطلب نوعا من الصناعة البلاغية مثل التضمين والتلميح ولكنها ايضا تتطلب التركيز والدقة و الايجاز والوضوح الشديد.
وليس السيد الجعفري وحده من يتكلم بهذا الاسلوب الاستعاري بل ان معظم السياسيين العراقيين وغيرهم يستعملون  الاسلوب نفسه. وتشكل اللغة الاستعارية خطرا كبيرا في ميدان السياسة لانها قد تخفي الحقيقة التي يجب ان يعرفها الناس. لذلك لا نستغرب عندما يشن  بعض النواب البريطانيين في القرن السابع عشر حربا على الاستعارة ومستعمليها من السياسيين. 
 وهناك ظاهرة اخرى شبيهة بما يحصل للسيد الجعفري تنتشر بين الساسة العراقيين وغيرهم من البرلمانيين  وهي التكرار للصيغ والعبارات والمصطلحات نفسها (مثل مفردة جنبة التي اذا سألت معظمهم عن معناها لا يستطيع ان يأتيك به ). فأصبحت قبة البرلمان مكانا للمحاكاة والتقليد ومدرسة الاواني المستطرقة للتقارب بين العقول والاستعمال المتبادل للصيغ والتراكيب اللغوية نفسها وبذلك تتحققت صحة المثل الذي يقول : المجالس مدارس.