علامات ثابتة لا تتحرك، في كل الحكومات المتعاقبة على العراق منذ عام 2003، شخصيات مجهولة التاريخ والانجاز، لا تخلوا حكومة من وجودهم.فالح الفياض شخصية غامضة، تسلم ملف مستشارية الأمن القومي في حكومة المالكي الثانية، قبلها كان عنصر رئيس في إدارة ملفات خطيرة، أجرى لقاءات متعددة مع الرئيس السوري وشخصيات قيادية سورية مهمة، قبل وبعد أحداث سوريا، هل كان الفياض هذا يحاور السوريين نيابة عن الحكومة العراقية أم غيرها؟ زار الدول الخليجية وعقد مباحثات هناك في عز خلاف الحكومة العراقية معها، التقى مع شخصيات بعثية وإرهابية في عدد من العواصم الأوربية، غموض الرجل المبتعد عن الأضواء يثير تساؤلات وتساؤلات.
أعلنت ألامس الواشنطن بوست عن علاقة الفياض بالمخابرات الأمريكية، ودورة في تحريك أوراق مهمة في الساحة العراقية حسب مقتضى الحال، حيث أعلنت أن الفياض بتوجيه أمريكي، حرك ورقة داعش في داخل بغداد لتنفيذ تفجيرات مدينتي الصدر والشعلة، لإيصال رسالة واضحة للحكومة العراقية، بأن الحديث عن إصلاحات وتغييرات لا يمكن لها أن تتم بعيدا عن الإرادة الأمريكية، مهما كانت إرادة وضغوطات الشعب العراقي، إذن الدولة العميقة في العراق بدأ عناصرها بالظهور، بعد الشهرستاني الذي استبق العبادي احتمالية إزاحته من وزارة التعليم العالي، ليعينه مسؤول عن رسم السياسة الزراعية في العراق، رغم فشله في تقديم أي انجاز أو الحفاظ على انجاز من سبقه منذ عام 2003 إلى اليوم، هذا يعني أن التظاهرات ومطالبات الشارع، لا يمكنها أن تتم بدون تدمير الدولة العميقة، من خلال هدم أركان هذه الدولة، وإزاحة عناصرها، بعد فرزهم من خلال المؤشرات التي تدل عليهم، حيث تجد اغلبهم بعيد عن الأضواء، لم يسجل أي انجاز في أي موقع تولى مسؤوليته، رغم ذلك حضوره دائم في القرار العراقي، هذا يعطي للمتظاهرين خارطة طريق عليهم تنفيذها، أن كانت لديهم الجدية في تغيير واقع الحال، وذلك بمطالبة الحكومة، بالإعلان عن دور هذه الشخصيات التي شكلت علامة فارغة في الحكومات المتتالية في العراق، وأبرزها الشهرستاني وفالح الفياض، وكشف سر الإصرار على بقائهم رغم فشلهم، خاصة وان الفياض على سبيل المثال، كان من فريق الجعفري الذي ابعد من حزب الدعوة، وتمت محاصرته في المنطقة الخضراء، للحد الذي وصل إلى قطع الماء عن البيت الذي
يقيم فيه، إضافة للضغوطات المختلفة إبان حكومة المالكي، إلا أن الفياض كان من مقربي المالكي، وصاحب تأثير في قرار حكومته، كشف سر هؤلاء يعني بالتأكيد قطع شوط كبير في مجال الإصلاح، ووضع العراق على سكة الخلاص، وإلا لا فائدة ترجى من أي تظاهرات، ولا يمكن الحصول على أي ثمرة من الإصلاحات، مادامت أجندة التخريب الأمريكي والبريطانية حاضرة في عرقلة مسيرة الحكومة، بواسطة شخصيات الدولة العميقة في العراق،
سنرى أن الفياض والشهرستاني وشخصيات أخرى، سوف تستثنى من أي تغيير محتمل، ربما ستحول إلى مواقع أخرى تضمن لها أداء الدور التخريبي المعرقل الموكل لها، فلنتظاهر ونطالب بطرد الإرهابي الفياض والفاشل الشهرستاني وأشباههم…