22 نوفمبر، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

فاقد الشئ لايعطيه

في خضم السجال غير العادي الجاري بشأن العلاقة بين إقليم کردستان العراق و حکومة حيدر العبادي و ماقيل و يقال بشأن نتائج و آثار و تداعيات ذلك، وفي ضوء الاحداث و التطورات الاخيرة التي شهدها الاقليم الکردي و التظاهرات التي باتت تعم مناطق محددة منه، وسعي سلطات هذا الاقليم لحل مشاکلها عبر التفاوض مع حکومة العبادي و رفض الاخيرة المستمر لذلك، فقد أکدت التقارير بأن حکومة الاقليم ستسعى لإيجاد حل من خلال البوابة الايرانية عبر عرض صفقة على طهران في مقابل ممارستها ضغوط على حيدر العبادي لقبول التفاوض مع الاقليم.
بغض النظر عن کل ماقد جرى في الاقليم الکردي و المسعى الانفصالي المرفوض الذي جرى فيه، فإننا لايمکن أن ننظر لحکومة العبادي وکأنها ملاك و تمثل الجانب الصحيح و الحقاني في القضية، إذ أن هناك الکثير من الاعتراضات و الانتقادات و المٶاخذات على هذه الحکومة وخصوصا فيما يتعلق بدورها بالنسبة للشعب العراقي، إذ أنها لحد الان لم تتمکن من إيجاد الحلول و المعالجات المناسبة لمعظم المشاکل و الازمات المطروحة، وبرأي و قناعة معظم الاوساط السياسية المطلعة بالشأن العراقي، فإن حکومة العبادي لاتمتلك المفتاح السحري لحل أزمات و مشاکل الاقليم الکردي.
سعي الاقليم الکردي من أجل حل مشاکلها العالقة مع حکومة العبادي من خلال النظام الايراني الذي کان اللاعب الاکبر في الازمة التي حدثت بين الاقليم و بغداد، هو مسعى يعکس إتجاه الاقليم لتقديم تنازلات تحتاجها طهران کثيرا في هذه الايام العصيبة التي تواجهها، لکن المشکلة أن الاقليم لايعلم بأن حکومة العبادي من أساسها تعاني من کم هائل من المشاکل و الازمات التي تعصف بها وهي لاتقدر على حل مشاکل الاقليم لسبب بسيط وهو عجزها عن حل مشاکلها الخاصة المتعلقة بمختلف محافظات العراق.
التوجه الى طهران أو بالاحرى جعل طهران قبلة لمختلف التيارات و الاطراف السياسية العراقية، إنما يهدف الى جعل الدور و النفوذ الايراني أمرا واقعا على الجميع و يسعى أيضا الى لوي کافة الاذرع التي تريد التجرأ عليها، وبطبيعة الحال فإن الذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار إن طهران تريد من خلال ذلك أيضا تحسين موقفها و وضعها و دورها المرفوض و المکروه عراقيا و إقليميا من أجل أن تستخدمه کورقة ضد الغرب و تناور به، لکن الحقيقة التي على مختلف الاطراف العراقية أن تدرکه و تعيه جيدا، هو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الاساس غارق في مشاکل و أزمات لاحصر لها وإنه إذ يعجز عن حلها و معالجتها فکيف يمکن أن يوجد حلولا لغيره، وإن فاقد السئ لايعطيه!

أحدث المقالات