18 ديسمبر، 2024 8:43 م

فاطمة لا ترث وابنائهم يرثون !!

فاطمة لا ترث وابنائهم يرثون !!

قال اشعب جاءتني جارية بدينار وقالت ، هذا وديعة عندك فجعلته بين ثني الفراش ، فجاءت بعد ايام وقالت بأبي انت ! الدينار . فقلت : ارفعي الفراش وخذي ولده فانه قد ولد . وكنت قد تركت بجنبه درهما ، فأخذتِ الدرهم وتركت الدينار ، وعادت بعد ايام ووجدت معه درها اخر فأخذته ، وفي الثالثة كذلك ، وجاءت في الرابعة فلما رايتها بكيت فقالت ما يبكيك ؟ فقلت مات دينارك في النفاس ، فقالت وكيف يكون للدينار نفاس ؟ فقلت يا فاسقة تصديقين باولادة ولا تصدقين بالنفاس ؟! .
هذه القصة الافتراضية تبين مدى الجراءة في اطلاق حكمين مختلفين على نفس الموضوع ، والكيل بمكيالين . والذي يطلق هذه الاحكام غرضه التهرب من الحقيقية والخسارة التي يتوقعها فيما اذا قال الحقيقة . وجراء ذلك يحصل الظلم وحصل . فكم طرف وشخصية اُتبع معه هذا الاسلوب الظالم واخذ حقه وغصب . وممن ظُلم واخذ حقه بهذه الطريقة ، اهل بيت النبوة (عليهم السلام) وجدتهم الصديقة فاطمة الزهراء (عليها سلام الله) .فقد اخُذت منها فدك وقيل لها انكِ لا ترثين والقائلين لها ذلك يتحدثون عن ارث ابنائهم لهم ، وقد ورثوهم فعلا . ومن نماذج الكيل بمكيالين ما اشار له السيد الصرخي الحسني في محاضرته وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري رقم (32) قال تحت عنوان “ملكُ التيميةِ العادل ينازعُ على البلاد إذا لم تكن لابن ابنته !!”
والكلام في موارد: …المورد28 الكامل10/(296): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(613هـ)]: [ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَلِكِ الظَّاهِرِ صَاحِبِ حَلَبَ]: قال ابن الأثير: 1… 2 …3ـ وَلَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّتُهُ عَهِدَ بِالْمُلْكِ بَعْدَهُ لِوَلَدٍ لَهُ صَغِيرٍ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَلَقَبُهُ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ غِيَاثُ الدِّينِ، عُمُرُهُ ثَلَاثُ سِنِينَ، وَعَدَلَ عَنْ وَلَدٍ كَبِيرٍ; لِأَنَّ الصَّغِيرَ كَانَتْ أُمُّهُ ابْنَةَ عَمِّهِ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ، صَاحِبِ مِصْرَ وَدِمَشْقَ وَغَيْرِهِمَا مِنِ الْبِلَادِ، فَعَهِدَ بِالْمُلْكِ لَهُ؛ لِيُبْقِيَ عَمُّهُ الْبِلَادَ عَلَيْهِ، وَلَا يُنَازِعَهُ فِيهَا.
أقول : ملك عادل ينازع على البلاد إذا لم تكن لابن ابنته ومع هذا فإنّ النهج التيمي والفكر الداعشي الاقصائيّ يعتبره عادلًا ويصرّ على عدالته !! فلا عجب على ابن تيميّة ونهجه أنّ ابنة الملك العادل وابنَ بنت الملك العادل حلال عليهم المُلك للبلاد والعباد، وأمّا بنت رسول الله وابن بنت رسول الله (عليهم الصلاة والسلام)، فحرام عليهم فدك والميراث، بل يُذبح السبط مع الأولاد والأصحاب (عليهم السلام)، وتؤخذ النساء والعيال أسارى يطاف بهم في البلدان، هذا غريب عجيب بمقياس المجتمع والأخلاق، فكيف مع مقياس الشرع والعقل وحكم العقلاء؟! لكنّه ليس بغريب على المارقة وابن تيمية . انتهى الاقتباس .
لاحظ هؤلاء الملوك والسلاطين يعتبرهم التيمية في قمة العدالة ، ولا ينكرون عليهم تصرفاتهم ، ويبررون لهم افعالهم القبيحة ، ويحق لهم الملك ووراثته ، وفي المقابل ينكرون على سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) مطالبتها بحقها بل وصل الامر الى قتل الحسين السبط مع الاولاد والاصحاب (عليهم السلام) وسبي النساء والاطفال . فهل يقبل الشرع والدين الذي تتبجحون به يا تيمية ؟! وهل يقبله المجتمع والاخلاق ؟! لا يُقبل بكل المقاييس لكنكم قبلتم به وبررتم له يا مارقة الفكر والاخلاق .