23 ديسمبر، 2024 10:09 ص

فاضل الدباس..رجل أعمال يقمصه الشعب آماله

فاضل الدباس..رجل أعمال يقمصه الشعب آماله

* “قال: إني أنست نارا سآتيكم بقبس منها” فعاد بنزر من جنة دبلوماسية
تقترن شؤون إدارة السوق، من قبل رجال الأعمال، بمناهج سياسة الدولة، الى حد الإنطباق التام؛ فالمناهج هي ذاتها، تعبأ بمعطيات وتفاصيل تخصصية.

ولأن العراق جرب الملكية، فسلمته بيد العسكر، وعاش كابوس الحزب الواحد، فإنتهى به الى يد الإحتلال، الذي قدمه على طبق من نار وشرار، لرجال يناورون بالمقدسات؛ بغية جلد الشعب؛ كي ينشغل عنهم، ويتفرغون هم لتدعيم مطامعهم.. يحمونها.

أما آن الوقت للتقدم شاكرين، لرجل أعمال.. الصفقات لعبته، بالغا مستوى من الإمتلاء الإنساني قبل المالي، يجعله بمنأى عن تهافت ساسة ما بعد 2003 على المال؛ لأنه قوي على النفس الأمارة بالسوء، ومكتف و… الحمد لله.

إقدام رجل الأعمال فاضل الدباس، على العمل السياسي، تضحية منه؛ لأنه شخصيا أكبر من دولة، وما السياسة الا إلتفاتة منه للوراء، وهو يتقدم في سبيل مصارفه وبنوكه وشركاته وعقوده وإتفاقاته وإدارت العمل الكبرى التي ينهمك بها.

فلا وقت ولا حاجة به للسياسة، قدر ما يحتاجه العراق لتلك المهمة، وهو أهل لها من حيث الكفاءة المنهجية؛ إذ ان مناهج العمل الإقتصادي، أشد تعقيدا، وأبلغ أثرا من سياسات هشة، في دولة كارتونية مثل عراق ما بعد 2003.

لذا حين يلج الدباس، سم الخياط، منتقلا من فضاء المال والأعمال، ميدانه الذي أجاده وأثبت أهليته له، نافذا بإرادته الى عنق زجاجة السياسة، في بلد محتقن بالإلتباسات.. يضيع فيه الخيط الأبيض من الأسود، والكل في سعار مهووس.

العراق تحت طائلة المسغبة، وكابوس الفساد، بحاجة لبطل قومي، تنطبق عليه حكمة الخليفة عمر بن الخطاب.. رضوان الله عنه: “طالب الولاية لا يولى” والدباس زاهد بها.. “كل يريد رجاله لحياته.. وانت تريد حياتك لرجالك” فثروته المحفوفة بخطر الإهمال؛ إذا إنشغل عنها بتلافيف السياسة تطويه، تعد قربانا يقدمه في محراب العراق، فدى شعبه.

الإفادة من سياقات عمل المال.. محليا وعالميا، وتطبيقها على الواقع السياسي في العراق، شأن جسور، لا يستطيع تحقيقه سوى بطل قومي، أتمنى صادقا امام الله، ان يرضاه فاضل الدباس؛ كي يعيد بطولات غاندي وجيفارا ونلسن ماندلا وعبد الفتاح السيسي، هؤلاء الذين حصروا مشاكل بلدانهم ومعاناة شعوبهم، في قبضة أيديهم، ووضعوا لها حلولا، خلال ليلة لا صباح لها.. أشرقت والحياة متوقفة عن فسادها، ريثما تحل النزاهة، فعادت الهند وكوبا وجنوب افريقيا ومصر لشعوبها، إستخلصها هؤلاء الأبطال، من مخالب المغتصبين.

والعراق بلغ تشرنقا في شبكة الفساد، لم تعد أية إصلاحات تجدي نفعا، ما دامت نابعة من داخل الحكومة المحاصرة بمصالح مكوناتها.. أفرادا وأحزابا وقوميات وطوائف، لم يعد ثمة منقذ، سوى بزوغ نجم البطل القومي من ديجور الظلام.. وأظن رهاني على دخول فاضل الدباس مجريات السياسة، قادما من عالم المال والاعمال قميصا لن يلاص بخلعه؛ لأن الشعب يقمصه الأمل.

عازما على ان يسري بنا كما سرى موسى (ع) ببني إسرائيل؛ ينقذهم من مهانة الفراعنة، يأتينا الدباس.. إن شاء الله، بقبس من ضوء يهدي ضلال الفساد الى تقوى النزاهة.. نزرا من رياض جنة، يمتلك العراق مقوماتها كافة، فقط لو توفر إنسان يعمل بإنصاف وضمير ووجدان حي، لذا أرى ان فاضلا سيوقف نزيف الدم الشاخب من ناعور الإرهاب، مستعيرا مناهج المال، يعيد بها ترتيب إختلاط أوراق السياسة، فمرحى ومرحبا ولبيك.