19 ديسمبر، 2024 8:25 م

فارس الأبداع عن جدارة

فارس الأبداع عن جدارة

الخوض في الكتابة عن الأبداع صعب الأقناع وصعب الوصول الى قمة الأبداع الذي بصدده يخوض الكاتب في سيرة المبدع..
هناك الكثير الكثير من الذين يتركون بصمة في فن ما…
لكن هناك من يتركون هذه البصمة أضافتاً الى الأبداع الغير عادي..
هذا اليوم أنا بصدده أكتب عن سيرة وأبداع فنان عراقي..
الأبداع رافقة في كل ما تناوله من كتابة شعر ورواية وقصة وكتابة نصوص مسرحية وأخراج مسرحي وتمثيل وبحوث وكرم ونال العديد من الجوائز فيها.
هذا المبدع الرائع ترك العراق مجبراً قبل مايقارب أربعة عقود بعد عرض مسرحيته الملك على قاعة معهد الفنون الجميلة وخلال العرض الثاني وفي منتصف العرض داهم الأمن البعثي قاعة العرض..
وتم أعتقال كل من على الخشبة وشمل الأعتقال الجمهور الذي حضر لمشاهدة العرض.
كون العرض تضمن موت الملك في نهايته والمقصود به موت السلطة في ذلك الحين..
وبقدرت قادر تم تهريبه من على خشبة المسرح الى الشارع وبقي معلق فوق شجرة اليوكالبتوس التي كانت تعج بها منطقة الوزيرية حتى فجر اليوم الأخر..
ومن بعدها تم تهريبه الى خارج العراق بعد أن صدر بحقه حكم بالأعدام..
هذا المصباح النير الذي أنا اليوم بصدد الكتابة عنه أنسان شفاف ومبتسم وواقعي الى أبعد حد لا يعرف التصنع او التكلف بسيط دائم الأبتسامة وطيب المعشر.
يكره أن يسبق حرف(الدال)أسمه وهذا قمة التواضع وهو أهل لهذا الحرف بما يحويه من قيمة أكاديمية صنعها بفنه وفكره الخلاق.
يقول هذا المبدع اللقب لا يعطيك أو يقيمك بقدر ما أنت تشيده وتجتهد من أجل أن تكون أنت أهل للقب أو الشهادة التي تحملها.
عكس الكثير من تتصدر أسمائهم الحروف بدون أي أنجاز يذكر.
هذا الذي انا اكتشفته عن قرب وكذلك ما أخبرني عنه الصديق الشاعر ماجد مطرود الذي جمعني به مشكوراً..
هذا الرجل له تاريخه النضالي الناصع كونه عمل مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مقاومة الكيان الصهيوني المسخ عام 82 من القرن الماضي في لبنان وبعدها غادر الى دمشق لظروف معروفة حينها ومنها غادرها الى بلجيكا.
وأخر أبداعته فوزه بجائزة الهيئة العربية للمسرح السنوية هذا العام عن نصه المسرحي(السادرون في الحزن) من ضمن 134 نص مسرحي للكبار وبمشاركة 19 دولة عربية..
وهو انجاز يستحق الأشادة به والكتابة عنه لكن مع الأسف لم يتناوله الأعلام العراقي لا من قريب ولا من بعيد وبتجاهل عن عمد  لأمور عدةمنها الغيرة الشخصية ومنها بعض الذي يناصبون الأبداع العداء لفشلهم في تحقيق انجاز يذكر في أي محفل خارج العراق.
وحتى سفارة العراق في بلجيكا لم تتحمل دورها البروتكولي وترسل مندوب عنها أو حتى برسالة تقدير وتبارك هذا الأنجاز لفنان عراقي له قيمته الأكاديمة والفنية في بلجيكا.
لكنها في حضور دائم يومي لمجالس عاشوراء!!!!
ولم يتطرق الى فوزه الأخير الى القليل من الكُتاب لما بداخلهم محبة وأحترام للأبداع والمبدعين وبما يستحقونه من رفعة وتتميز.
هذا العَلم الفني والأكاديمي.
هو الدكتور(حازم كمال الدين)يستحق أن يُكتب ويُكتب عنه الكثير لما يحمله من طروحات وأفكار للمسرح يفتقر لها الكثيرمن كتاب المسرح ويكفيه أن بعض مسرحياته عرضت على مسارح لندن وكندا وهولندا وبلجيكا وكذلك مشاركاته في مهرجانات مسرحية عالمية.
يعمل الأن مدير لفرقة(زهرة الصبار المسرحية البلجيكية)
تم تكريمه من قبل ملك بلجيكا مع نخبة من المبدعين البلاجكة بأستقبالهم شخصياً في أحدى حدائق قصر الملك..
ألف تحية وتقدير للدكتور حازم كمال الدين ومبارك له فوزه الأخير بجائزة الهيئة العربية للمسرح التي سيتم تسليم جائزتها له وتكريمه ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته السابعة التي ستعقد في الرباط في يناير من العام المقبل..

أحدث المقالات

أحدث المقالات