23 ديسمبر، 2024 11:27 ص

فاحت نتانتهم اللهم اضرب الظالمين بالظالمين

فاحت نتانتهم اللهم اضرب الظالمين بالظالمين

للوصول لمشروع منسجم مع الواقع الحالي يُعبر عن تراث العراق العريق وتاريخه المجيد, ويحقق تطلعات شعبه يجب الرجوع الى الشارع الملتهب لان التعبير عن الراي حق شرعي كفله القانون ودافع عنة الدستور والرجوع اليه من اهم الواجبات الملقاة على رقاب من يقود البلد و تكون المطالب وفق الصياغات  القانونية دون إثارة الشارع المحتقن اصلاً و الظروف الامنية الشائكة التي تستوجب الحيطة والحذرعند التصرف ، لان المتربصين يتأبطون شراً بألشعب دون استثاء . البلد منكوب، بكل جراثيم الزيف، والفتنة، والتزوير، لا يحتاج إلى رغيف الخبز، بقدر ما يحتاج إلى اجتثاث جذور الكذب، ولا يفكر بحقوق الإنسان كما يعيش العالم ، فحقوقه مرهونة بالقضاء على أصحاب الاطماع والمتزلفين ، ويؤلمه  سرقة ثرواته ، والسارقين يتبخترون بين كواليس مجلس نوابه دون حياء، ومن يريد للعراق خيراً، ومن يبتغي مرضاة ضميره، عليه أن يشحذ الهمم ويتوسل ، ويشمر عن ساعديه، ليحارب به الكذب وأهله، والنفاق وأصحابه، الفساد في العراق لم يعد مخجلاً فقد بات يشرعن ويقنن والذين يمارسونه لا يرمش لهم طرفٌ حياءً ، بعد أن بات الأمر مغانما بدلا من أن يكون تفانيا . فقد فضحوا امرهم فيما بينهم اخيراً
الحكومات المتعاقبة التي مرت تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية عن كل ما يحدث في العراق . فبعض المسؤولين والسياسيين في الحكومات التي تعاقبة بعد عام 2003  وقبل مجيئهم لسلطة الحكم و سقوط النظام البعثي البائد قد شجعوا على أزاحة هذا النظام وواعدوا على  بناء عراقاً ديمقراطياً افضل حالاً مما كان عليه . وعاهدوا على خلق  نظاماً و مؤسسات دستورية تعمل وفق الاطر السليمة والعادلة و تبني اسلوب التوزيع العادل للثروة على ابناء المجتمع وبالتساوي في ظل دستور حديث. فلماذا كل هذه القرارات والوعود التي لم تنفذ وتوريط الشعب بهذه الشعارات ولكن ماذا بعد؟ وقد تبين اليوم بأن الحكومات عجزت في خدمة شعبها وتوفير ابسط الحقوق و الامن والامان لهم و كيف يمكن من ان نسميهم مسؤولين .ان ما يجري الان في العراق من المشاكل والاجرام والكوارث الواحدة تلو الاخرى دون حلول عار في جبين المتصدين والتاريخ سوف يحاسبهم.  اين المدافع عن هذا الوطن الذي اصبح ساحة للوحوش المفترسة والارهاب الداعشي واعدائه يسرحون ويمرحون فيه بكامل حريتهم و هم يهددون حياة المواطنين الابرياء في كافة المناطق تخف مرة وتلتهب مرة . هؤلاء يفعلون كلّ ذلك ليترجموا عملياً ما تعلّموه من فتاوى الضلالة وفقهم الشاذ يبرر باغتيال الدنيا والدين معاً، ليقترب من ذلك المعين الزائف الذى تعلّم وتدرب فيه تنظيم داعش وأخواتها من تنظيمات الفكرالتكفيري المجرم، يبقى الإرهاب ظاهرة ومنتجا مركبا، من عوامل متصلة بالبيئة الداخلية ، أو بتدخل من عوامل خارجية، أو بخليط منهما معاً.
فاذا كان المتصدين غير قادرين على اعادة اهم الامور وهو الامان والحفاظ على كرامة الناس وارجاعهم الى مدنهم وقراهم ومجتمعاتهم حتى يتمكنوا بالعيش بطمأنينة وسلام وأمان في وطنهم اذاً ماهي مسؤوليتكم  غير خدمة الناس وتلبية مطالبهم ومن لا يصلح للمسؤولية تجاه هذا الشعب ومن لا يقدرعلى ادارة البلاد وزمام الامور فليس عيباً ان يترك السلطة لغيره ولا نشك بان هناك اناس وطنيين في كفائاتهم لاخراج هذا البلد مما هو فيه  من المأزق الخطيرالى بر الامان و تخليص الشعب من الواقع المؤلم والظلم الذي يمر به الان وتوحيد صفوف العراقيين للقضاء على الارهاب وبناء وطنهم  . كفى استنزاف طاقات العراق ، كفى الحرب ، الدمار والقتل والعنف وسلب اموال الفقراء ، كفى تهجير الناس من اراضيهم و خلق الفوضى فما يجري على ارض الرافدين مهبط الحضارة والانسانية عار على جبين الانسانية وعار على الاسرة الدولية والعربية وعلى من يحمل اعباء تاريخ العصر الحديث . نقول بان حلم المواطن العراقي من الصعب تحقيقها ما دام  هناك فساد وكان في مقدمة الأسباب التي أفضت إلى سقوط ثلث العراق بيد داعش وسرقة اموال الفقراء من قبل سراقها ومن الصعب ان يعيش المواطن العراقي في وطنه اذ لم يكن هناك أمن وأمان وبصراحة واقع مرير يعيشه العراقيون بكل اطيافه ومكوناته وقومياته في بلاد الرافدين بلاد مهد الحضارات كسومر وأكد وبابل وأشور وفي بلد قد منحه الله سبحانه وتعالى كل هذه الثروات الهائلة والخيرات التي لا تعد ولا تحصى ومع الاسف الشديد تسلط عليه أناس بلا رحمة وبلا شفقة فلماذا لا يفكرون بهذا الشعب فقد اصبح يعيش الضيم والحرمان  والخراب ويسعون الى تفكيك البلد على اسس عرقية وطائفية والدماء التي سالت فيه شملت كل اجناسه ودياناته وقومياته ومذاهبه فاي فئة من الناس هؤلاء الذين لايفكرون سوى بانفسهم  و قد تركوا الناس تغرق بدمائها في كافة المناطق . ابنائه يعذبون يوميا فكيف يعيش ابناء البلد في ظلام وهو بلد الثروات والخيرات و تراجعه عن مساراته المتقدمة واصبح هذا البلد في الخطوط الخلفية والاخيرة بعد كل هذه المآسي والحروب الدائرة التي حصلت في العراق وفقد كل ثقله التأريخي والحضاري حتى اصبح في هذا الوقت وهذا القرن المتطور تحت سيوف الشرك والظلال  واصبح تقطيع الرؤوس عادة يومية واصبح الهواء الي يستنشقه ملوثاً ولقمة العيش الذي يأكله اصبح مسموماً و انسانه بلا قيمة ويحاول بعض الساسة سلب كرامته .إن الحرية التي سعى لأجلها العراقيون منذ زمن طويل، هي ليست تلك التي يريد من خلالها الشعب التعبير عن رأيه أو ممارسة معتقده وطقوسه بحرية تامة فقط ، وإنما هي تلك التي يريد من خلالها فرض إرادته وخياراته السياسية في صناعة حاضره ومستقبله وبسط أمنه وتعزيز استقراره، وتنمية بلده والحفاظ على دماء الناس وكرامتهم. وهذا لن يتم إلا من خلال حكومة وطنية مسؤولة وفاعلة يشارك فيها الشعب مشاركة حقيقية وليست صورية، ليعالج من خلالها كل أشكال الفساد التي فاحت نتانته فيما بينهم ” اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين “ويضع حدا للإرهاب ومسلسل الدمار وإيقاف نزف شلالات الدماء ولا خلاص إلا بحركة الإنسان الإيجابية لمجابهة الظالمين والفاسدين وأن الخنوع لن يكون نتيجته إلا المزيد من الظلم والحرمان والمعاناة والاستبداد ولن يكون الإنسان على خير بموقفه المهادن للظلم والظالمين .