23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

فاجعة الكرادة بين داعش وأخواتها والعبادي ..!        

فاجعة الكرادة بين داعش وأخواتها والعبادي ..!        

تعد فاجعة الكرادة من ابشع الجرائم التي شهدها العراق بعد الاحتلال الامريكي، لبشاعة الفعل الاجرامي وشناعته ، بغض النظر عن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء هذا الفعل الاجرامي، وعن الفاعل الذي قام بالجريمة ، فهي قيامة العراق بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وقلنا سابقا ،ان ايران من يخطط والميليشيات من ينفذ وداعش من يعلن المسؤولية عن الجريمة، حتى ان داعش يعلن عن مسؤليته عن اية جريمة تحصل في العالم حتى وان كانت اخلاقية..؟ فقط لالفات نظر العالم له ولجرائمه المتواصلة ضد الابرياء، والكرادة مثالا صارخا ،حيث الجريمة المروعة راح ضحيتها النساء والاطفال والشباب المتواجد في المنطقة ،دون ان يكون هناك هدف امني او عسكري، ولكي نضع الحدث المأساوي في سياقه الصحيح ونفضح الجهة التي خططت ونفذت ، لابد لنا من قراءة ما قبل الحدث، فكانت انتصارات الجيش في الفلوجة وطرد داعش منها ، وحصول انتهاكات وابادة جماعية طائفية لاهل الفلوجة قامت بها ميليشيات ايران ، فتم قتل وحرق وتفجير جوامع وبيوت اهلها بشكل انتقامي ثأري منظم مسبقا ، وحين انتهاء عمليات تحرير الفلوجة، وعدم السماح للحشد الشعبي من الدخول في باديء الامر،مما ازعج قادة الحشد وميليشياته المهندس والعامري والخفاجي والخزعلي رموز الاجرام الطائفي في العراق، وهكذا تم دخول الميليشيات بعد جريمة الصقلاوية التي نفذتها قبل تحرير الفلوجة،واستكمالا لها ،فقد دخلت بعد افتضاح امرها وهيجان الشارع العراقي لبشاعتها ،واصرت على اكمال جرائمها في داخل الفلوجة ،
وهكذا تمت عملية دخول الميليشيات وتدمير الفلوجة رغم انف حيدر العبادي والتحالف الامريكي الدولي ، فماذا حصل، حصل ان توجهت القوات العسكرية لاستكمال التحرير في معقل داعش، في جزيرة الخالدية العاصية على الجيش منذ عامين، لشدة التحصينات وتداخل الخنادق والبساتين والغابات والاحراش، وبطيران كثيف من التحالف الدولي وربما تواطؤ بينهما بصفقة ،تم هروب ارتال داعش وعوائلهم بليلة ظلماء باتجاه عامرية الفلوجة نحو الصحراء، وحينما علم الطيران العراقي شن هجمات جوية تعرضية لارتال داعش ،بعد ان اشتبكت مع الارتال عشائر البوعيسى ودارت معركة بينهما ،تم تعويق الرتل لساعة او اكثر ،فكانت كافية لاستمكان الطيران العراقي والامريكي ،لابادة الرتل بالكامل مع عوائلهم ، الامر الذي اثارة حنق الامريكان الذين اردوا تهريب داعش الى خارج العراق باتجاه سوريا وليبيا ، فكانت ردة الفعل الاعنف بعد يومين ،قيام داعش (حسب بيانها بغزوة الكرادة )
كما تسميها ، ففي الفلوجة تدمير وقتل وتفجير جوامع وبيوت وابادة لمدينة (محررة)، يتزامن معها تفجير وحشي في الكرادة ،فأي تناغم هذا وتنسيق لابادة الشعب العراقي وجميع الضحايا ابرياء لاذنب لهم سوى انهم عراقيون ، اليس هذا تواطؤ وتوافق منظم لقتل الشعب العراقي ايس هذا تطبيقا لشعار ايران تخطط والميليشيات تنفذ وداعش يعلن مسؤوليته ، هكذا تمت جريمة وقيامة العراق في الكرادة وهي شاهد تاريخي على جرائم ايران واذرعها في العراق ، أيا كان المنفذ،فهو ينفذ اوامر حكام طهران بشكل علني ومباشر، ولدينا ادلة كثيرة ، منها ان جميع قادة الميليشيات زارت موقع الفاجعة، وشجبت وهددت وتوعدت ، ونسيت أو تناست انها هي من نفذ الجريمة ، وان حكومة العبادي شاركت بتنفيذها ،وذلك بفشلها الامني،وبالسماح للميليشيات بالتجول ببغداد ومسك ملفها الامني والعبث بامن المواطنين ، وحينما زار العبادي موقع الفاجعة استقبله الناس بالحجارة والهتاف ضده وتم طرده من المكان فورا،وهذا دليل اخر على ان المسؤولية الاولى تقع على الحكومة وان الشارع يعلم ان العبادي مسؤول عن جريمة الكرادة ، وهناك دليل اخر انتبهوا له ،ان زيارة قادة الميليشيات لموقع الجريمة ،وعدم التعرض لهم كما تعرض العبادي للطرد ،معناه ان الشارع العراقي يدرك تماما ان هؤلاء هم من نفذ الجريمة وجاؤوا للتشفي والتخويف ان من يتكلم سيكون مصيره هذا، وهناك رسالة اخرى ارسلها الميليشياويون للعبادي، ان بغداد لايمكن ان يستتب الامن فيها ،الا بمسك الملف الامني في بغداد ،من قبل الميليشيات الايرانية وهذا هو اهم اسباب تنفيذ فاجعة الكرادة ، في هذا الوقت لاحراج العبادي، واستثمار عمملية تحرير الفلوجة ، واستكمال عملية استعادة الموصل ،وانشغال الحكومة والبرلمان حسب زعمهم بالمعارك ،فتريد ايران السيطرة كاملة على بغداد بانتشار الميليشيات فيها وتكون هي صاحبة القرار العسكري والامني في العراق باحراج العبادي وحكومته ،فافتعلت فاجعة الكرادة، لاعلان بغداد امبراطورية فارسية(خسئوا)، هذا هو مغزى تنفيذ فاجعة الكرادة الاجرامي من قبل ايران، واعلان الحرس الثوري العراقي بعدها، شوفوا تصريح نوري سبايكر المالكي، الذي قال يوما(انه هو صاحب فكرة الحشد الشعبي ويقصد الميليشيات)، 
وانه هو وراء مشروع الحرس الثوري العراقي على غرار الثوري الايراني،والذي ترتبط جميع الميليشيات الايرانية بدر والعصائب وحزب الله العراقي و40 ميليشيا اخرى ،بالحرس الثوري الايراني مباشرة وتتلقى اوامرها منه، فخرج نوري المالكي ممنيا نفسه بالعودة الى رئاسة الوزراء، وهذا ايضا سببا لاحداث المزيد من الفوضى ، بتوجيهه للميليشيات لتنفيذ تفجيرات اخرى في بغداد، وهو ما حصل بعد جريمة الكرادة،للقفز ثانية لرئاسة الوزراء، ثم الان يرشح ابنه لوزارة الداخلية بعد استقالة الغبان ، اذن المخطط انفضح في فاجعة الكرادة، ويبقى المغفل حيدر العبادي ، والمنبطح سليم الجبوري رئيس مجلس النواب، كالاطرش في الزفة ، او هم يدركون ويعلمون بماهية المشروع الايراني ،وهم جزء اساسي في تنفيذه، فالجميع يلعم علم اليقين، ان داعش هي الان تتقهقر وتتقلص وفي ورطة من امرها ،وتخسر مواقعها بسرعة البرق، فكيف تفكر بتفجير في بغداد وهي مشغولة بمعارك قاسية ، وكيف يحصل هذا الخرق الكبير الفاضح ،وكل الطرق مقفلة بوجهه في بغداد، والسيطرات تملأ شوارع العاصمة ،حتى يظهر لنا الدليل ،ان عنصرا تابعا لوزارة الداخلية ويحمل باج رئاسة الوزراء والداتلية من نفذ الجريمة ، وانه من محافظة واسط ووو ، وتطلع داعش وتعلن مسؤوليتها لرفع معنويات عناصرها المنهارة، ان الصراع الذي نراهعلى السلطة بين الميليشيات بوحي ايراني وتوجيه ودعمها، واضح جدان وتصريحات السيد مقتدى الصدر فضحت الحشد الشعبي(قال لايشرفني الانتساب له)، 
وفضح ايضا الميليشيات(وسماها الوقحة) وفضح ايران(وحملها مايجري في العراق) ودعم للميليشيات ، وهكذا يدفع العراقيون في كل مكان ،ضريبة انتمائهم للعراق،ورفضهم المشروع الايراني ، وان الصراع والحرب الشيعية-الشيعية قائمة، وانشقاق التحالف الوطني يلقي بظلاله على الشارع العراقي تفجيرات واغتيالات واعتقالات وتطهير طائفي وانفلات امني غير مسبوق، وفوضى طائفية عارمة ، وتوحش ميليشياوي يهدد كل من يعارضه، في خضم فشل حكومي وغياب برلماني ،هزيل وضعيف وتابع ذليل لايران، وحكومة معطلة ناقصة وبرلمان منقسم عاطل وفاسد، وووزراء وبرلمانيين في سفرات خارج العراق، والمواطن العراقي يستقبل التفجيرات في كل مكان ، ان تأجل الازمات ونقلها خارج العاصمة كما يفعل العبادي والبرلمان الان بحجة تحرير المدن ، لاينقذ العراق من الغرق في وحل الحرب الاهلية الطائفية، التي تسعى لها ايران وميليشياتها بقوة، ويقودها نوري المالكي وقادة الميليشيات ،وصولا لاهداف واجندة ايران ومشروعها التدميري في العراق، لابد من وقفة لاسقاط الحكومة ،بتظاهرات غاضبة مليونية تدك اوكار الشر في المنطقة الخضراء، وتعيد الامور الى نصابها وتوقف الميليشيات عند حدها، وتسقط المشروع الايراني الى الابد ،وتحقن الدم العراق المراق، وتفشل حربا طائفية اهلية تصر عليها ايران ،وتسكت عنها ادارة اوباما ، نعم التظاهرات فرصة للتغيير الجماهيري، واحراج امريكا وفرض الامر الواقع ،لارادة الشعب العراقي الذي مل التصرفات الامريكية ،وسكوتها عن جرائم الميليشيات وايران في العراق ،واطلاق يدها في القتل والتهجير والتطهير الطائفي ، نحو وقفة جادة لاعادة العراق الى حاضنته العربية قبل ان تبتلعه ايران الى الابد………….داعش زائلة ،وستزول الميليشيات ويبقى العراق العظيم،رغم انف امريكا وايران وعملائهما واقزامهما في العراق……