ما ان انخرطت الدول العربية الغنية في تحالفها مع الولايات المتحدة ضد داعش الا وبدأت جملة من التداعيات تظهر لتدق ناقوس الخطر في هذه الدول ، مما دعا ضاحي خلفان الى ان يخرج عن طوره ويهاجم الولايات المتحدة ويتهمها بانها تمارس اكبر خديعة ضد العرب في التاريخ .
فلنراجع ما الذي حصل خلال الاشهر الماضي والتي جعلت خلفان يصحى من غفلته ؟
فرحت الدول العربية بهزيمة الاخوان في مصر وتعهدت للسيسي بالدعم الكامل ماليا لينهض ليقف على ساقه ولينفذ بعض وعوده للمصريين ..
ولكن امام هذا الانكسار الاخواني ظهر مارد جديد اسمه داعش فان كان الاخوان تحدثوا في ادبياتهم القديمة عن دولة الخلافة ثم سكتوا عنها خلال العقود الثلاثة الماضية فان داعش اعلنت الخلافة فعلا وطالبت بالبيعة والجزية والغت واقامت حد الردة وشكلت محاكمها الشرعية والغت الحدود بين اكبربلدين عربيين مشرقيين مما ولد تفاعلا وحماسة لدى الشباب الذي سحقه القمع العلماني في كل مكان فوجد في دولة الخلافة امله المفقود .
عندما وجدت امريكا هذا التغيير في المزاج الاسلامي طالبت حكام المنطقة بمزيد دعم لجهودها التي قالت انها ستستمر لسنوات عدة لان الصراع سيكون طويلا وهو ليس نزهة اومجالا لتدريب طواقم الطيارين الخليحيين على القتال فقط
فما معنى ان يكون الصراع طويلا الا الاستنزاف الكامل للموارد العربية ؟
الاموال الخليجية توجهت منذ عقود لشراء سندات الخزينة الامريكية والاستثمارات في الغرب اذا ستتحول في اطار الصراع طويل الامد الى تمويل الحملة الامريكية على داعش والارهاب والتي التزمت ادارتها ان لا ترسل جنودها ولا تنفق من اموالها عليها
كيف نجبر العرب وتركيا معهم على دفع هذه الفاتورة اذا لابد من تحميلهم مسؤولية ما حدث فخرج علينا بايدن في هارفرد فيقول ان داعش وغيرها من المنظمات مولتها السعودية والامارات وقطر وتركيا وانها هي المسؤولة عن وجودها ، اذا على هذه البلدان ان تتحمل مسؤولية القضاء عليها وعليها ان تدفع الفاتورة كاملة.
اردوغان الذي حاول الحصول على اجوبة واضحة والتزامات امريكية لدور تركيا لقي اذانا صماء بل تعذر عليه لقاء اوباما واكتفى بلقاء بايدن ليعلن من نيويورك انخراطه في الحلف .
ومن اجل ان يكون الموقف التركي اكثر حراجة ، ولتتوقف تركيا عن جهودها في توسيع نفوذها في المنطقة كان لابد من تطويقها فكان اول ذلك في كردستان التي اصبح الدور التركي ضعيفا لا يتعدى العلاقات القتصادية بل وصل الامر الى اعتقال بضعة اشخاص في كركوك بحجة نشاطهم مع المخابرات التركية . وازداط الامر سوء بتقدم داعش لتحتل عين العرب وتكون على خط الحدود مع تركيا . اركيا سبق ان صرحت انها لن تسمح لداعش ان تسيطر على عين العرب ثم تراجعت لتقول انها لا يمكن ان تقوم بعمل منفرد . بمعنى اخر تركيا تقول لامريكا انا ساكون في اطار الخطة التي تضعينها . مهما حاولت تركيا ان تقدم نفسها اعلاميا علينا ان ندرك انها لا تستطيع ان تخرج عن السياسات الامركية في المتطقة اطلاقا .
الان اصبحت داعش تهديدا حقيقيا لتركيا .
استطاعت القوات الكردية بدعم جوي امريكي دفع خطر داعش عن كردستان بل استردت مخمور وربيعة وغيرها من المناطق فلماذا لم تستطع الدفاع عن عين العرب وهل كان الجهد الجوي الامريكي متناسبا مع اهمية المعركة ؟ سؤال حائر لا يمكن الاجابة عليه .
ولكي تستكمل حلقات الاستنزاف اذا باسعار النفط تتراجع الى دون ماكانت عليه قبل اربعة سنوات اي تراجعت بمقدار ٢٥٪ الموقف السعودي كان دائما في مثل هذه الحالات يسارع الى تخفيض الانتاج للمحافظة على الاسعار . لكن السعودية هذه المرة زادت من الانتاج بهدف تعويض التراجع في الايرادات النفطية وهذا سوف يعني مزيد تراجع في الاسعار ويستمر المسلسل الى ان تتوقف بعض الحقول عن الانتاج بسبب عدم الجدوى الاقتصادية
في حقل النفط نجحت امريكا في تطوير انتاجها بحيث اصبحت الان مرة اخرى مصدرة للنفط وكانت الاسعار العالية الماضية فرصة لتغطية تكاليف التطوير واستثمار في قطاعها النفطي.
الان لابد للاسعار ان تنخفض لتوجيه ضربة لاقتصاديات روسيا وايران وستنزف العرب وتخفيف فاتورة النفط عن بلدان مستهلكة له حليفة لامريكا
يحق لخلفان ان يخرج عن طوره ويسب امريكا التي ضحكت عليه . وعليه ان يبحث عن حل لاوضاع امارته التي اثقلتها الديون وهي تبني اقتصاد الفقاعة المعرضة للتلاشي في اية لحظة!!