قبل التسرع بالحكم أو الرد بخصوص عنوان المقال أرجو متابعة القراءة ،،
في العراق وبعد عام ٢٠٠٣
سمعنا ورأينا أن هناك عملاء لإيران
سمعنا ورأينا أن هناك عملاء لتركيا
سمعنا عن عملاء للسعودية ( لم نرهم )
سمعنا عن عملاء لقطر ( لم نرهم )
ولكننا لم نسمع أو نر أي عميل للكويت
للمرة الأولى اسمع مصطلح ( عميل للكويت ) هي هذه الأيام والأصابع كانت توجه تحديدا الى فائق الشيخ علي
وبما ان الموضوع قد طرح فيجب المتابعة والبحث والتقصي عنه للوصول الى الحقيقة
ولكن قبل هذا وذاك يجب ان نعرف ماهي طبيعة الشعب العراقي تجاه الكويت وماهو تصوره عنها
والأمر بالطبع غاية في التعقيد
ففتح الملف الإسرائيلي في العراق أهون بكثير من فتح الملف الكويتي
مرت مراحل واحداث في العلاقات العراقية الكويتية كونت أثرا مستمرا في شخصية المواطن في العراق او الكويت
وأصبحت الثقة شبه معدومة بين الطرفين وآلام الماضي تلاحق الفريقين
حاولت جاهدا ان اختصر او ابسط الفكرة لأنها بالفعل معقدة وتحتاج الى فصول وفصول من البحث والدراسة والكتابة وبما ان شعب العراق متعدد القوميات والديانات والثقافات والأعراق والمذاهب والأفكار فإنه من المستحيل أن يتفق على موقف موحد تجاه الكويت
لكني سأحاول وضع وصف فيه نسبة لابأس بها من الدقة ،،
هناك موقف من اغلب مناطق شمال العراق ( بغداد وصعودا ) تجده صلبا جدا ضد الكويت ويحملها مسؤولية قسم كبير مما يحصل في العراق من وضع متردي في جميع المجالات وقسم من أبناء هذه المناطق لازال لايؤمن بأن الكويت دولة مستقلة ولازال يحلم بإعادة ضمها للعراق عندما تحين الفرصة المناسبة
اما مناطق جنوب العراق فنجد ان الموقف فيها أيضا ليس موحدا وإن كان أقل حدة
ويختلف الموقف في جنوب العراق من محافظة الى اخرى فمحافظات كالبصرة وذي قار تجدها اكثر انفتاحا على الكويت واكثر رغبة في تقدم العلاقات وتطويرها
وفي محافظة اخرى كالمثنى مثلا نجد انهم اقل حدة في الموقف تجاه الكويت من المحافظات الشمالية والغربية ولكنها اقل حماسا من البصرة وذي قار
اما محافظات كميسان وكربلاء والنجف فهي غير مهتمة بالموضوع اصلا فلا هي مع ولاضد الكويت
قلت لكم منذ البداية ان الوصف سيكون معقد وماقدمته لكم سابقا بالتأكيد سيحتوي على ثغرات وشواذ هنا وهناك
الآن سنتكلم عن العمالة او العميل وهي غالبا صفة تنسب لجهة ما تضع مصلحة البلد الآخر فوق مصلحة بلدها الأم
وفي عراق اليوم نجد عدد كبير من الاحزاب والشخصيات السياسية وبعض النقابات لديها تواصل مع دول أخرى
وليس كل علاقة مع هذه الدولة او تلك تصل لدرجة العمالة
لكن من يضع مصلحة ايران او تركيا او السعودية او قطر او اي دولة اخرى فوق مصلحة بلده فقد أصبح عميلا واعتقد ان اغلب هذه الدول وغيرها لديها مصالح خاصة في العراق وتريد الحصول عليها بأقل التكاليف فقسم من هذه الدول تريد استقطاع اراض عراقية وضمها الى دولتها او ان تكون هي صاحبة القرار في العراق لتمرير رغباتها ومشاريعها او لسرقة خيراتها او لجعل العراق ورقة ضغط ومفاوضة في المحافل الاقليمية والدولية
وبالنسبة للكويت وحسب معلوماتي المتواضعة فإنها لاتطمح اطلاقا الى جعل العراق ورقة للتفاوض ولا الى الزحف على الأراضي العراقية ولا حتى للتحكم بالقرار العراقي او الحصول على امواله او لنشر افكارها
انا اعرف الكويت جيدا ( حسب ما أزعم )
الكويت لديها عقدة من العراق ( عقدة الضم ) او الاحتلال وتريد التخلص منها
فهي لاتريد الهجوم انما تريد الدفاع
وهذا سيجعل الشعبين العراقي والكويتي يعيشان بسلام بعيدا عن المغامرات السياسية التي بالتأكيد لن تكون في مصلحة الطرفين
ولنعد الى فائق الشيخ علي عنوان مقالنا هذا
هذا الشخص لديه علاقات جيدة مع الكويت وربما ( اقول ربما ) تلقى دعما سياسيا منها وربما تكون هناك صفقة ابرمت بينه وبين الكويت وهذه الصفقة هي ان يتجنب شعبينا العراقي والكويتي عقد الماضي وان لانقلب صفحات التاريخ التي تثير الضغينة والكره
وبالتالي فإن هذه الصفقة ( ان وجدت ) فهي من اجل السلام والمحبة والأمان
فهل من يقوم بهذا العمل يكون عميلا
وهل هذا العمل يصب في مصلحة الشعب ام ضده
لست أهلا كي أجيب على هذا التساؤل الكبير ولكني اظن ان الشعب العراقي هو اكثر شعب بالعالم بحاجة الى الأمن والأمان ونشر ثقافة الحب فيما بينه وبين الآخرين
ان استطاع فائق الشيخ علي القيام بذلك حتى لو كان بمساعدة الكويت فهذا شيء رائع حتى وان تم تصنيفه كعميل فهذا الوصف الكبير والخطير ربما يكون احيانا مفيدا للبلد ولنا في التاريخ عبرة
تصفحوا التاريخ فستجدون شخصيات دينية وسياسية اتصفت بالعمالة ولكنها حققت لشعوبعها الإزدهار والتقدم .