23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

فائق الشيخ علي رد فعل لا فعل

فائق الشيخ علي رد فعل لا فعل

فجأة و بدون مقدمات أو تمهيد تحول النائب فائق الشيخ علي الى رجل المرحلة و القائد الوطني و منقذ العراق المؤمل به أصلاح ما خرب في العراق خلال 100 عام من تاريخ العراق الحديث و تحول الى صنم جديد يضاف الى مجموعة الاصنام اتي تحتويها الذهنية العراقية الممسوخة و المتطرفة في الحب و الكره و العبودية بسرعة الضوء ليتحول النائب فائق دعبول الى ظاهرة غريبة في المنطق العقلائي و لكنه ليس بغريب على النمطية العراقية في خلق الاصنام و تمجيدها ليتحول الى خط أحمر أخر ,و السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا هو مالذي يميز فائق دعبول عن غيره من الساسة العراقيين الأخرين الذين غرقوا في بحيرة الفشل السياسي في قيادة البلد خلال المرحلة السابقة حتى يتبناه الكثير من المتظاهرين بشكل خاص و يطرحوه كممثل لهم و خيارهم الوحيد بعد رفض الاسماء الكثيرة التي طرحت من تحت قبة البرلمان ؟

قبل الاجابة على هذا السؤال لنتذكر المواصفات التي تبناها المتظاهرون لرئيس الوزراء القادم وهي :

1- أن يكون مستقلا و غير منتمي لأي حزب أو تيار و من غير مزدوجي الجنسية .

2 – لم يكن وزير أو بدرجة وزير أو برلماني أو محافظ

3 – أن يكون نزيه و شجاع و لم يؤشر عليه أي قضية فساد

4 – أن يكون شاب و لا يتجاوز عمره ال 55 سنة

لن نحتاج الى جهد كبير لنرى الفارق الشاسع بين شروط ساحات التظاهر و مدى أنطباقها على النائب فائق دعبول و هنا يكون الاستغراب في تخلي المتظاهرين عن شروطهم للمرشح لمنصب رئاسة الوزراء ؟

نعود لسؤالنا السابق الذي يمكن أعادة صياغته بما هي منجزات النائب فائق دعبول بأستثاء البذاءة السياسية التي رشحته ليكون ظاهرة صوتية كما وصفه غالب الشابندر و هذه البذائة التي تميز بها التي هي أقرب الى منطق الشارع بمستواه المنحط و الاستثنائي لا مستواه العادي حتى وصلت بذائته رمي أعراض الناس و أستخدام الألفاظ النابية التي يترفع عنها الانسان السوي البسيط ناهيك عن سياسي و نائب في البرلمان فهو سليط اللسان و هذه الوقاحة هي سبب شهرته و لهذا هو لجأ الى شريحة (العركجية) ليتسول أصواتهم في الانتخابات السابقة لأنه يأس من عامة الناخبين أن ينتخبوه فكان يعرف جيداً أنه بدوره البرلماني ليس له منجز فلم يساهم في أقرار قانون ذو فائدة و لم يكن له موقف أمام قانون سيء بأستثناء موقفه أمام فقرة تقنين دخول الكحول في الموازنة و طالب المستفيدين منها و هم ( العركجية ) بثمن موقفه كما أسلفنا و لم يقم بمحاربة فساد أو محاسبة مسؤول فاسد طيلة عمره النيابي , أذن مالذي جعل منه مرشحاً يأخذ هذه المساحة من الجمهور و خاصة من المتظاهرين الجواب ببساطة أنه كان ذكياً أو قل ماكراً ليطرح نفسه كضد نوعي للحكام (الأسلاميين ) فكان نقيضهم في كل شيء في الظاهر و بما أن التيار هو ضد هؤلاء فأكيد من ينفر منهم يلجأ الى الطرح المقابل أو بالضد منه فكان دعبول هو الشاطيء الذي رست عليه مخلفات حكم هذه الاحزاب طيلة الفترة السابقة رغم أن فائق و كل الاحزاب السياسية بكل متبنياتها الاسلامية و العلمانية واللبرالية و اليسارية و الوانها الشيعية و السنية و الكردية هم مشتركون في الخراب و الدمار الذي طال العراق منذ 2003 و الى اليوم , و لهذا كله يكون فائق دعبول ليس فعل له منجز و أنما هو رد فعل على منجزات الاخرين الفاشلة والذين فشلوا في تحقيق منجز ناجح يحسب لهم و نجحوا في تهديم كل قيم جميلة و مباديء حقة و أهداف سامية كنا نتأملها بعد التغيير كما نجحوا في أن يكون مثل فائق دعبول خياراً لشعب مثل العراق .