23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

فإن تَكُ الآن أمريكا بها إرماً ~ يوماً ستنقلبُ الدُنيا على إرَمِ

فإن تَكُ الآن أمريكا بها إرماً ~ يوماً ستنقلبُ الدُنيا على إرَمِ

لا يزال العالم يعيش تحت التأثير الصهيوني الاميركي المدعوم بقوة من قبل بريطانيا وفرنسا الدولتين الاستعماريتين العريقتين . العالم ساكت لسببين ألأول الخوف من الدخول في معارضة افعال هذه الدول وتجنباً للمشاكل المتوقعة التي قد تحصل نتيجة ذلك والثاني الحفاض على  مصالحها الاقتصادية المتحققة او التي قد تتحقق في المستقبل . بالامس اصدر مجلس الامن بالاجماع قراراً دولياً تحت البند السابع بمنع  التمويل والدعم المالي لتنظيم داعش والنصرة وأدانة عملياتها الأجرامية  كما يسمونها وواضح ان الداعي لذلك وبقوة هي كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا وبنفس الوقت يصدر الاتحاد الاوربي قراراً ضد داعش والنصرة . بعد شهر من دخول داعش العراق يحدث كل هذا الحشد الدولي وقيام الولايات المتحدة الاميركية بفعاليات جوية ضد داعش . اين كانت اميركا والعالم من داعش عندما كانت ولا تزال تعمل في سوريا ولمدة ثلاث سنوات وهل الاميركان والعالم متألمين لما جرى للمسيحيين والأزيدية دون غيرهم ام لأن داعش بدأت تتجه نحو السيطرة على ابار النفط في كل من سوريا والعراق . اعلن عن قيام جهد عسكري مشترك بين اميركا والبيشمركة وقوات الحكومة لأستعادة سد الموصل  المسيطر عليه من قبل داعش مما سيدفعها لتدميره كونها الغمت السد كما يقولون او القوة المشتركة هي من يقوم بتدمير السد وينسبونه  لداعش . والغاية تدمير البنية التحتية التي يسعى اليها الطرفين . أين مجلس الامن من الارهاب الاسرائيلي اليس الفلسطينين ببشر ام هم ليس كذلك واين كان مجلس الامن من القتل والتهجير الممنهج والمنظم الذي تقوم به الحكومة العراقية وميليشياتها وقوات الحكومة الايرانية ضد  سنة العراق منذ احد عشر عاماً ولحد الآن وكذلك ما يجري للشعب السوري من قبل نظام بشار والمدعوم من قبل ايران وروسيا والصين .

كان على مجلس الامن أدانة اميركا ومن تعاون معها في غزو العراق كونهم السبب الرئيسي لما حدث ويحدث في العراق . لم يكن هذا الحال قبل الاحتلال . على العالم متمثلاً بمجلس الامن أدانة اميركا المجرمة لأحتلالها العراق وما افرزه من تدمير للشعب والبنية التحتية . ماهذا الافتراء والمخادعة والضحك على الذقون يدمرون البلد ذبح وقتل وتدمير ويتباكون على الازيدية والمسيحيين الذين لايشكلون الا 01% من مجموع الشعب العراقي المظلوم والمُضطَهَد ما هذا الاستخفاف بعقول العالم والعراقيين . لا احد يرضى ما يجري على المسيحيين والازيدين من اضطهاد ليس عليهم فقط بل حتى على اي انسان مهما كان معتقده او لونه او قوميته لكن من باب  المنطق لماذا هذا الكيل بمكيالين . نعود للتذكير ببيت الشعر الصادق الصريح .. قتل امرءٍ في غابة جريمة لا تغتفر * وقتل شغبٍ كامل  مسألة فيها نظر ـ ـ لماذا لايدين مجلس الامن المليشيات الشيعية مثل جماعة الخزعلي والبطاط والمالكي والصدر والحكيم وغيرها وحزب الله اللبناني والحوثين في اليمن الذين يقومون بقتل السكان بسبب المعتقد ليس الا والحكومة وميليشياتها التي قامت بالأعتداء على منظمة مجاهدي خلق في العراق وقتلت اعداد منهم بسبب معارضتهم لنظام الحكم الايراني المتخلف . يعيبون على داعش والقاعدة تخلفهم وممارساتهم الخارجة عن المألوف ولا يعيبون ذلك على الحكومة العراقية والايرانية والسورية المغالين في الاجرام والتخلف ضد شعوبهم . ما  قتلوه أكثر بآلآف المرات من داعش وما هجروا من السكان و ما خربوه يفوق كذلك داعش لَستُ بصدد الدفاع عن داعش ولا غيرها من المنظمات المتشددة التي انبثقت للوجود بعد الاحتلال الاميركي للعراق ولا نريد الخوض فيمن خلقها وكيف تكونت المهم في كل الاحوال هي نتيجة للأ حتلال . والمنطق يقول من الأولى ادانة السبب  وليس النتيجة . الاميركان وحلفائهم من الاستعمار الغربي لم تتغير اهدافهم ولا اساليبهم منذ ان عرفهم العالم ولحد الآن ولايعرفون منطق غير منطق القوة , فعلى شعوب العالم ومنها الشعب العربي سواء في العراق وغيره  أستخدام المقاومة بمختلف اشكالها , العسكرية والمقاطعة الاقتصادية وضرب مصالحهم لأنهم من المستحيل ان يعرفوا شيء غير ذلك . ما تفعله هذه الدول الاستعمارية من مغالطات في كل من العراق وليبيا واليمن وسوريا وفلسطين شاهد على اجرامها . تساند اقليم كردستان وتزوده بالسلاح , وتمنع الطيران العراقي والمدني من التحليق في العراق قبل الاحتلال وتساند اسرائيل على فعل المجازر بحق السكان المدنيين يذبحونهم بصمت ولا احد يعترض وكذلك في العراق وسوريا يذبح السكان بمختلف الاسلحة واقواها لا لشيئ الا لكونهم سنة او لمطالبتهم بحقوقهم ولا احد يعترض لكن عند مقتل ثلاثة افراد من الصهاينة مجهول من قتلهم  يقتل بدلهم ثلاثة آلاف ولا احد يعترض . لا حظر جوي لحماية السكان المدنين ولا ادانة دولية تحت البند السابع ولا اعلان عن مقاطعة حقيقية . كل الذي فعلوه ادانات خجولة غير ملزمة . يقتلون القتيل ويمشون في جنازته . اهذا معقول . . ؟ نعم هذا هو المعقول . . ! . السفيرة الاميركية في كلمتها في مجلس الأمن تقول جبهة النصرة وداعش يشكلان تهديد لشعبي سوريا والعراق ومتأسفة لما حدث للمسيحين . وتنسى او تتناسى ما فعلته حكومتها . من تدمير لشعب العراق وكل هذا نتيجة للأجرام الاميركي اميركا مسؤولة عن كل قطرة دم نزفت وعن كل دار هدمت وعن كل عائلة هجرت وكل بناية دُمّرَت وكل طابوقة في العراق تصدعت . اميركا واسرائيل وبريطانيا ارقى نماذج الاجرام في العالم . هم من يفعل كل الخراب الذي يحصل فيه . متآلفين ومتظامنين في ذلك . على العالم الحر المضطَهَد ان يتظامن ايظاً من اجل الوقوف بوجه هؤلاء الشراذم اللصوص صنّاع المشاكل والأزمات جالبي الحزن والقهر والخراب طاردي السعادة و الاستقرار . على كل القوى العالمية محاربتهم ومقاتلتهم لأنهم دول صاحبة مناهج فاسدة حاقدة معتدية مرتكزة على فلسفة همجية غير متحضرة غايتها وهدفها سرقة خيرات شعوب العالم ونهبها وتخريبها واعاقة تطورها وايظاً تجب محاربة كل من يتعاون مع هذه الدول ويدعمها ويتساهل معها . هؤلاء لا يعرفون لغة السلام فقط يعرفون لغة القوة . يستخدمون الشعوب لمقاتلة بعضهم البعض مثل ما يحصل في العراق الاكراد ضد ثوار العشائر والشيعة ضد السنة . هذا هو اسلوبهم منذ القدم . السفير الاردني في كلمته يخشى تمدد داعش الجغرافي وسفير فرنسا وتشاد متفائلين  بالعبادي رئيس وزراء العراق الجديد . لا ادري من اين جاء لهم هذا التفائل واين كانوا زمن المالكي ولماذا لم يدينوأ سياساته أن كانوا يعلمون بأنها خطأ  وهل المالكي كان يعمل خارج منهج وفلسفة وثقافة حزب الدعوة السياسية والعبادي سيعمل بها هذا غير معقول وغير منطقي ( هذا الكعك من ذاك العجين ) . الشعب العراقي والسوري والليبي والفلسطيني ليس بحاجة لمساعداتهم المذلّة فقط يتركونهم لحالهم وسيكونون بأحسن حال . اذا الامور اضحت كذلك فأهلاً  بداعش والبطاط واميريكا و اسرائيل وايران والخزعلي والانكليز وغيرهم خربوا ماشئتم ان تخربوا و احرقوا الزرع والضرع لا تبقوا ولا تذروا وكما  يقول أمرئ القيس ( خلا لكِ الجو فبيضي واصفري ) نرحب بداعش اذا تمكنت من قطع رؤوس المستعمرين الاميركان والاسرائيلين والبريطانيين و الفرنسيين والأيرانين وعملائهم من العراقيين والحكام العرب واذا قطعت ايادي السرّاق وألسِنَة الكذابين . في آخر تصريح لمسؤول بريطاني كبير يقول ( أن داعش ستقاتلنا في شوارعنا اذا ضلت على هذا الحال ) كذب وافتراء نفس الكذبة التي سوّقوها على العالم وعلى شعوبهم لتبرير غزوهم للعراق وتدميره . هوّلوا وضخموا الخطر العراقي لآعطاء المبرر لغزوه . اتمنى ولو لمرة واحدة ان تقوم داعش او  النصرة او القاعدة او أيّن كان بقتل مجاميع من شعوب هذه الدول الاستعمارية وخاصة اميركا وبريطانيا وفي عاصمتي البلدين ويرفعون لافتات تقول هذا نتيجة افعال حكوماتكم الاجرامية وقتلهم لشعوبنا ودعمهم لأسرائيل قاتلة الشعب الفلسطيني ذوقوا مثل ما تفعلهُ حكوماتكم بنا. اتمنى هذا حتى يذوقون اللوعة التي نذوقها يومياً بسببهم . هذه الدول لا تستحق الرحمة ولا الحياة لا هي ولا شعوبها لأنها مجبولة على القتل والاجرام وتدمير الشعوب . يعجبني ما قاله الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ( أذا كانت امريكا أرمٌ * يوماً ستنقلب الدنيا على أرمِ ) . على شعوب العالم واولهم شعوب الدول العربية والاسلامية مقاطعتهم وعدم التعامل معهم حتى يعدّلوا من سلوكهم . لأنهم مجبولين على الشر عليهم اللعنة حكاماً وشعوب . .
* عنوان المقال شعر للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد .