23 ديسمبر، 2024 5:09 م

فإنهم ماضون لها بإذن الله

فإنهم ماضون لها بإذن الله

وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
وجاءت الأحداث التي نجم عنها سقوط الرمادي نذير شؤم وناقوس خطر طارق ليهدد المناطق الحيوية الخاصة بالمناطق الأسيتراتيجية للشيعة في سامراء وبغداد وكربلاء والنجف.
وبذلك برزت ضرورة أخرى من ضرورات لي الذراع فيما بين “عصابات داعش حزب الشيطان”، ومجاهدي الحشد الشعبي حزب الرحمن”، بعد تلاشي أطراف الصراع الاخرى من الجيش والشرطة وقوات العشائر التي تنازلت وللأسف الشديد عن حقها الطبيعي في الدفاع عن مدينة الرمادي من السقوط، ماأدى إلى سقوطها بيد عصابات داعش في هذا اليوم العصيب بشكل مريب ومذهل، وبهذا فقد تكررت سيناريو سقوط الموصل، بعد انهيار المدينة ومدن أخرى وسط تقدم سريع لداعش، وكان تسارع الأحداث بهذا الشكل ضرب عرض الحائط التعهدات التي الزمت بها نفسها امريكا لحكومة الأنبار بعدم السماح لداعش بالتقدم نحو مدينة الرمادي في حال اخراج فصائل الحشد الشعبي من منطقة العمليات، وبذلك تكون تعهدات الجانب الأمريكي كاذبة كما أثبتتها الأحداث.

وبعد حدوث هذا التدهور الأمني الخطير الذي عم محافظة الأنبار بعد اغتصاب مدينة الرمادي، خرست الأصوات المبحوحة التي كان يطلقها سياسيوا الصدفة للتشهير بسمعة قوات الحشد الشعبي والنيل من سمعتها والتشكيك بنزاهتها، وتقزيم دورها ووصفها بأبشع واخس الأوصاف نتيجة لمجموعة عقد كانوا يعانون منها، كما وكانوا في كل عملية يجدون أنفسهم انهم بأمس الحاجة لإنجازات الحشد البطولية، وكانوا كلما تبرز على الأفق شروط الطرف الآخرعلى لسان سياسيهم أوعلماء دينهم كلما تبرز تنازلات أخرى من الحكومة كتقديم السلاح وبقية الامكانيات الحربية واللوجستية الاخرى للعشائر وتسليح أبناء المنطقة وخرطهم في سلك الشرطة والجيش والعفو عن جرائمهم، وبالتالي إستثمرت في منفعة وخدمة داعش التي تمثل الطيف السني في الأنبار كما وصفها الشيخ السني عبد الملك السعدي أحد اقطاب علماء السنة الذي يحضى بتأييد بعض من المغلوب على أمرهم من السنة، هذا التأييد هو الذي ساهم مساهمة فعالة في سقوط هذه المدينة.
وما أن سقطت الرمادي حتى سارعوا للتصريح وعلى لسان أحد علمائهم المتلفز بأنهم سينالون من مدن الأغلبية الشيعية في بغداد وكربلاء النجف.

وكان أحد أسباب سقوط الرمادي هو فشل خطة وزارة الدفاع بالدفاع عن المدينة رغم القدرات التسليحية التي وفرتها الحكومة لدى الشرطة والجيش وأبناء العشائر، كما ويعزى هذا التداعي والتدهور بين صفوف القوات المدافعة بسبب فشل الخطة العسكرية بالدفاع عن مدن الأنبار التي استفردت بها حكومة الانبار دون وعي مهني وتنسيق مع المركز, وبسبب خيانة تلك القطعات وتواطؤها مع داعش، اضافة لتوافر مجموعة أسباب كان من أهمها:

*الحاح السياسيين في ابعاد فصائل الحشد الشعبي من مسارح العمليات ووصفهم بالمليشيات الايرانية، وبالمليشيات المارقة، ، ، وهكذا.

*عدم محاسبة السياسيين والأعضاء والوزراء وبعض من رجال الدين الذين صرحوا علنا بسباب وتشويه سمعة قطعات الحشد الشعبي، ويفترض أن يلقى القبض عليهم بشكل فوري وإحالة أوراقهم إلى القضاء والمحاكم بتهمة القذف والتشهير بمجمل الفصائل العسكرية الوطنية المسلحة التي حررت معظم المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش، لثني عزيمتهم وتثبيط معنوياتهم حسدا وحقدا منهم بسبب تلك الانجازات الشريفة، والحاق القصاص العادل بحق هؤلاء ليصيروا عبرة لغيرهم ليحترموا أنفسهم والآخرين صار مطلبا جماهيريا وشعبيا، وتصرفهم هذا لاينحصر بالسباب والشتائم والتشهير وتشويه السمعة فقط بل كان الغاية منه الترويج للخيانة العظمى التي أسست لإسقاط الرمادي بأيدي عصابات داعش المتوحشة والتي راح ضحيتها قتل أكثر من 500 شخص من النساء والأطفال وعزل الناس من عشيرة البو علوان داخل المدينة وبدم بارد، وتهجير القسم الأكبر من الناس عن مساكنهم بعد إرغامهم على ترك ممتلكاتهم.

*فتاوى بعض علماء الدين المغرضة القاضية بأن عصابات داعش يمثلون أبناء السنة بزعمهم، وان تأييدهم لهم هذا بسبب التهميش الذي لحق بأبناء السنة من قبل الحكومات الشيعية المتعاقبة بدعواهم الباطلة وزعمهم الوقح.

*تنامي انحدار القطعات العسكرية والشرطوية المخترقة من قبل داعش والمستوطنة من قبل الخلايا النائمة نحو الهاوية، ومن اعلى المستويات والمناصب إلى أدناها، وعلى أوسع مساحة، بحيث وبعد تواترالساعات والأيام أصبحت تلك القطعات مغلقة بتأييد داعش في السر لصالح التنظيم الارهابي القذر.

*عدم تنظيف وتنقية “فلترة” القوات المسلحة من العناصر السيئة، والعناصر الموالية لداعش، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، رغم صيحات معظم الكتاب والمحللين، ومن ضمنهم المتكلم في مقالات متكررة وسابقة، ولكن لاأذن تسمع ولا قلب يخشع.

*عدم مكافحة ومعالجة الفساد المستشري في القوات المسلحة بجميع انواعه ومحاصرة المفسدين وتشخيصهم، ماجعل القوات المسلحة عبارة عن قطعات خاوية وهزيلة غير صالحة للقتال والصمود، وتحولت عقيدتها من الحفاظ على الوطن إلى الحفاظ على الاسترزاق وتحين الفرص الشائكة عندما يشتد الوطيس للتملص والهروب من أرض المعركة الى الملاذات الآمنة في داخل وخارج العراق.
“وكيف يقاتلون وأخطر أنواع الفساد وصلت إلي النخاع حيث تباع المناصب القيادية بالعملة الصعبة بدءا من منصب قائد فرقة نزولأ لجميع المناصب الاخرى بسابقة خطيرة يراد منها تحطيم قدرات الجيش العراقي من الناحية المهنية والقتالية، والتفريط بشرف الجندية التي تؤدي إلى كسر معنويات الجيش وانزال مستواها إلى الحضيض وهذا الشيئ جرب في الجيش السابق في عهد نظام الصنم حيث كانت المناصب تباع وتشترى مما ادى لتلك النتائج المعروفة بالانكسار والتخاذل في بعض المعارك؟!!”.

*الخيانات العظمى التي يمارسها كبار القادة والضباط والأمرين إلى مستوى أمر الحضيرة بسبب المحاصصات الحزبية والطائفية والمحسوبية والمنسوبية، كان لها الدور الأكبر في صنع الهزيمة ونكبة الاحتلال.
“ومما زاد في تفاقم تلكم الحالة عدم إحالة الخونة والمتآمرين الذين تسببوا في احتلال الموصل وتكريت وكركوك وبقية المناطق التي احتلت من قبل داعش إلى القضاء وعلى العلن لينالوا جزاءهم العادل امام اعين وانظار العسكر والناس للأعتبار!!”.

*ضعف الاعلام وضعف خطة مكافحة الاعلام المعادي.

*غياب التنسيق بين حكومة المحافظة وحكومة المركز بصدد تحرير الأراضي المحتلة قبل سقوط عاصمة المحافظة.

*الفرق الشاسع بين موقف القوة القتالية -الموجود الفعلي للمقاتلين في الميدان- وموقف القوة العمومية -الموجود الافتراضي على الورق- وهذا الفرق بجعل التشكيلات والوحدات المقاتلة عبارة عن رموز وهياكل خاوية غير صالحة للمواحهة والدفاع وغير مستجيبة للقتال والتعرض ولمباديء القيادة والسيطرة، وهذا التداعي الخطير لم يصنع من لاشيء، بل تداخلت عدة عناصر ساهمت مجتمعة لصناعته، كان من أهمها:
“ضعف مهنية وعدم كفاءة المرجعية العسكرية، الاختراق المستشري بين صفوف المقاتلين، استشراء الفساد بجميع انواعه في التشكيلات العسكرية والوحدات، استمرار ظاهرة الفضائيين، تفشي ظاهرة تغيب الجنود والهروب من الخدمة وترك مواقعهم وثكناتهم العسكرية لأسباب معروفة”.

*الضعف والضمور الواضح في رئاسة أركان الجيش وغياب دورها المحوري في صنع أداة الحرب والسيطرة على القطعات وتنسيق أعمالها، ووضع الخطط، ورفع المعنويات، وو،،،، الكثير الكثير.
وفي حال عودة الحياة لرئاسة أركان الجيش فإن الحياة ستدب في جميع مؤسسات الجيش وأفراده بشكل تلقائي ويتعزز النصر والصمود والعكس صحيح، وحينذاك ينحصر دور منصب وزير الدفاع بالشرفي أو السياسي، وينحسر دوره تماما بالجانب المهني.
يتعين على من يمارس هذا المنصب الرفيع -اي منصب رئيس أركان الجيش ومنصب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة- وضباط ركنه كذلك على الخصال التالية:
‘*’أن يكون “مهنيا” و”حاذقا”، وله مواصفات خاصة موضحة بالتفصيل الممل في الاكاديميات العسكرية.
‘*’أن يكون “أمينا”، و”مثالا رائعا للنزاهة والاخلاص”، وبعيد كل البعد عن مقتربات “الخيانة والجبن والطائفية”.
‘*’أن تكون “استمالته للوطن، وللعلم، وللجيش، وللقائد العام للقوات المسلحة، وللحكومة التي أمنته على هذا المنصب الرفيع”.

وأخيرا استغاثت الأنبار بالوسط والجنوب، وبقطعات الحشد الشعبي الباسلة حصرا لتحرير الأراضي التي احتلت من قبل عصابات داعش، ولكن “بعد خراب الرمادي”!! وقد صوت مجلس المحافظة بالسماح بمشاركة قوات الحشد الشعبي بتحرير مدن محافظة الأنبار بما فيها العاصمة مدينة الرمادي.

ولكن وبعدما يحرز النصر الناجز على أيادي ابطال الحشد الشعبي إن شاء الله بتحرير كامل تراب محافظة الأنبار من براثن عصابات داعش الإرهابية، هنالك ستعود”حليمة لعادتها القديمة” من حيث أن بعض السياسيين الذين يمثلون الجناح السياسي لداعش في الحكومات العراقية سيدفعهم حسدهم وحنقهم وحقدهم بإفتعال التباكي والصراخ والتظلم والعويل من خلال مختلف القنوات القضائية المأجورة والمشبوهة، على ان منتسبي قطعات الحشد الشعبي قاموا بارتكاب معظم الجرائم المتعلقة بالسرقات والنهب والقتل والتعذيب،،،، الخ -وحاشاهم بل غيرهم من يفعل ذلك-.

اننا على ثقة تامة من أن هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم للموت تلبية لنداء الجهاد لم يكن فيهم من يتسافل إلى هذا المستوى الضحل الذي لايمارسه الا غيرهم من نهلوا من دين آلحزب الأموي حزب الشيطان الطلقاء، وذلك لأنهم صدقوا ماعاهدوا الله عليه، ونهلوا من حزب الرحمن وتربوا بتربية مدرسة الامام علي والحسن والحسين واولادهم المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين.

فسيروا والله معكم ورسوله(ص) والمؤمنون، وجميع الشرفاء في العالم والوطن، والتاريخ سيكتب اسماءكم بحروف بماء من الذهب يارجال الله يارجال الحشد الشعبي المقدس، فأنتم والله في عين الله.
وليبشر العراقيون جميعا وأبناء الأنبار خاصة بالنصر المؤزر وتحرير كامل التراب بأيدي هذه الثلة المؤمنة بقيادة جنود الله، العامري والخزعلي والمهندس فإنهم ماضون لها بإذن الله. لتحريرها من داعش إن شاء الله، فالسلام عليهم حين يمسون وحين يصبحون، وحين يقومون وحين يقعدون.
 “إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”