بتلويحة مصحوبة بأمنية الشفاء التام، والعمر المديد؛ ودعنا فخامة الرئيس جلال طالباني، لِيحل محلهُ فؤاد معصوم، في تولي منصب رئاسة الجمهورية، بعد عملية الإنتخاب التي جرت داخل مجلس النواب، وفوزه بإكتساب رقماً قياسياً من أصوات النواب.
رغم أن عدد المرشحين لمنصبِ رئاسة الجمهورية، تجاوزوا عددهم(100) مرشح، ألأ أن فوز” معصوم” كان بأرجحية مطلقة، لربما قد يعود السبب الى التحاصص الطائفي في الرئاسات الثلاث، الذي جعل النظام السياسي يخضع إليه، بالتوافق مع الديمقراطية الجديدة.
لم يكن هنالك عُسر في ولادة رئيس جمهورية جديد، فهل هنالك يُسر في العلاقات المتوترة بين الأقليم والحكومة المركزية ؟ وهل يستطيع” معصوم” أن يكون كالجسر؛ يربط جميع المكونات والطوائف؟ هل يستطيع جمع أجزاء العراق التي بعثرها الإرهاب؟ هل يُكونُ وحدة الصف لوطنٍ مُهشم؟
هذه التساؤلات، كثير منا يراقب إجابتها بشغفُ من قبلِ فخامة الرئيس الجديد، بأعتبارها حواجز لم تستطيع الحكومة إجتيازها طيلة سنوات ما بعد 2003، وظلت عاجزة حتى تمددت العاهات، وإستطال الخراب في أرضٍ تُركت فيها الخوازيق تنفذ حيث تشاء..!
قد يكون “فؤاد” ليس معصوماً في مرحلته القادمة؛ فالأحداث من حيث الزمان والمكان، مرتبكة، ومتشعبة الأزمات؛ فهناك حرب دامية مع الإرهاب، وعُزلة طائفية أدت الى زعزعة وحدة الصف العراقي، وكذلك سخونة القضية الجدلية بين الإقليم والمركز بعد إحتلال داعش للموصل، مما جعل العملية السياسية متخبطة بشكل موتور، ومفضوح؛ لذا سيواجه” معصوم” صعوبة في إدارة المنصب، و جعل أجزاء العراق متماسكة غير مُنقسمة.
يترقب جميع العراقيين الحدث المهم في العملية السياسية، ألأ وهو منصب رئاسة الوزراء؛ وما وراءه من مسائل عالقة في وحل السلطة، كالتشبث بها دون النظر لما تقتضيه المصلحة الوطنية، ومبدأ التداول السلمي الذي لم نشهده ما بعد 2003. والديمقراطية الجديدة!، لكن عسى أن يكون تولى منصب رئاسة الجمهورية؛ بشارة خير في كسر قيود التغيير.
وداعا” إمام جلال” فكنت صمام أمان وجسراً متيناً لوحدة الصف، وخاصة بين الأقليم والمركز، ونتمنى أن يكون بيتك الشعري( الدارمي) غير صادقاً هذه المرة في حقبة” معصوم” والذي يقول: ” لا كَصب لاعودان لا عدنا بردي.. فوكَ القهر والضيم ريسنا كردي”..!