19 ديسمبر، 2024 2:07 ص

غَيِّروا تفكيركم تغيِّروا واقعكم !

غَيِّروا تفكيركم تغيِّروا واقعكم !

“هناك قانون في علم النفس يقول: بأنه اذا شكل المرء في ذهنه صورة لما يود ان يفعله, ثم احتفظ بهذه الصورة وتعلق بها لفترة طويله بما يكفي, فانه يتحول الى ما تخيله تماما”
نعيش نحن العراقيون غالبا مع كثير من الانطباعات التي صارت وكأنها قدرنا المكتوب, فكثير ما نردد كلمات مثل “هي خربانه”, “بقت عليه”, “السمجه خايسه من راسها” وغيرها كثير من هذه الإيحاءات السلبية, التي جعلت من العراقي فردا قانطا آيسا غير مبادر للتغيير.
لعبت السياسات والحكومات دورا في ترسيخ هذه الثقافة لدى العراقيين, إبتداءا بالحكم الأموي, الذي اشاع فكرة كاذبة ومغلوطة بإن أهل الكوفة هم من قتل الإمام علي عليه السلام, وإنهم –اهل الكوفة- أهل الشقاق والنفاق, وكذلك اشاعة الفكرة السلبية بأن العراقيين هم من قتل الحسين عليه السلام وعادوا ليبكوا عليه, وقد اثبت المحققون كذب وبطلان هذه الاتهامات.
استمر مسلسل ترسيخ هذه الفكرة مع الحكومات المتعاقبة, وقد عمل صدام وحزب البعث ونظامه على ترسيخ هذه الفكرة أكثر, فصارت السلبية شعارا لأغلبنا كعراقيين.
الحقيقة إن هذا التفكير مخطوء جدا, وإن تغيير نمط التفكير بمقدوره أن يغير الواقع, وكذلك فإن تغيير التفكير يؤدي إلى تغيير السلوك, مما يجعل الإنسان ينتج ويبدع, وهذا ما حصل في الثورة الصناعية حينما تحول الأوربيين من النظام الإقطاعي إلى القيام بانتقاله تكنلوجية عملاقة.
لقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بالقول “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”(الرعد:11) وهو المنطق السليم, فالفرد يجب أن يعمل على تغيير نمط تفكيره ليأتي بأفكار مبدعة.
نعيش كعراقيين أزمة مستحكمة, ومنزلق وصلنا معه إلى حافة اليأس والقنوط, ولا يمكننا أن نخرج منه إلا بتغيير نمط تفكيرنا, فبدلا من القول إني لا أذهب للانتخاب لأن الأحزاب سيعودون أنفسهم, أعمل العكس فأذهب لأنتخب الأصلح والأفضل, وحينما أنتخب لا أنتخب لأجل إن المرشح من حزبي أو من أقاربي بل يجب ان يكون المدار هو انتخاب الأقدر على خدمة البلد.
التفكير في مصلحة البلد دون المصلحة الشخصية, هو ما سيمكننا من بناء وطننا.
ينقل لي الأستاذ الباحث جسام السعيدي مسؤول الإعلام الدولي في العتبة العباسية المقدسة, أن وفدا يابانيا زار العتبات المقدسة في كربلاء, برئاسة السفير الياباني في العراق, وقد سال الاستاذ جسام بروفيسورا ضمن الوفد قائلا: “كيف استطعتم أن تنهضوا باليابان بعد كل هذا الدمار والحرب” فأجاب البروفيسور الياباني “لقد غيرنا تفكيرنا! فبدلا من اننا كنا نضع الامبراطور في الاولوية, جعلنا اليابان بلدنا هي الأولوية, فعملنا من أجل تطويرها”
يقول الفيلسوف الألماني ايمانويل كانت ” اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم, ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب, تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر”
نعم نحتاج هكذا تغيير لنمط التفكير, نفكر بالعراق وببنائه, وإن كانت الحكومة سيئة, فسيأتي اليوم الذي نصنع فيه الأفضل, ونزيح الفاسدين, وحين نترك مقولة “اني شلي غرض” و”وبقت عليه” عندها سنبني وطننا ولنجعل قول الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (الرعد11)دستورنا

أحدث المقالات

أحدث المقالات