19 ديسمبر، 2024 11:13 م

غيِّروا كل مناهج التربية الان !!

غيِّروا كل مناهج التربية الان !!

يكفي ان تطالع عدداً من الصحف العراقية الورقية او المواقع الالكترونية لتكتشف حجم الماساة التي وصل اليها المجتمع العراقي من التحلل والعنف والسوداوية ، وتاسيساً على ذلك سنصل الى نتيجة مفادها ان المستقبل مظلم واسود مهما خدعونا وقالوا ان مستقبل العراقيين وردي وجميل و.. و ..

كم نقرا عن جرائم القتل اليومية لاتفه الاسباب .. خلاف على عركة اطفال بكرة القدم ، او خلاف على حصة زراعية مائية اوبقرة دخلت حقل بيت فلان او القتل وتقطيع الجثث لمجرد السرقة او الشك ؟ كم نقرا عن حالات الطلاق في المحاكم لاتفه الاسباب وبعض هذه الزيجات لم يتعد عمرها أياماً او اسابيع ؟ ، كم نقرا عن حالات الانتحار ومحاولات الانتحار .. وكم نقرأ ان الشرطة افشلت محاولة انتحار من اعلى جسر او شرب سموم او موت تحت المركبات او القطار ؟؟ كم نسمع يومياً من اخبار عناعتقال الشاذين الذين يبتزون النساء والعوائل : اما الدفع بالدفاتر الخضراء او التشهير بوسائل التناطح الاجتماعي .. كم نقرا عن هذا الولد العاق او البنت ناكرة الجميل وهم يرمون ابآءهم وامهاتهم في قارعة الطريق او على ابواب دور العجزة لان الزوجة ( الاميرة المصون ) لا تطيقهم ؟؟

كم نسمع او نقرأ عن ظاهرة تسرب الاطفال المرعبة وعزوفهم عن الدراسة وتحصيل العلم وتوجههم الى العمل باقسى الاعمال واصعبها وبابخس الاجور ؟؟ كم نرى من عائلات باكملها وهي تعمل في مقالب القمامة التي لا تصلح لمعيشة اقذر الحيوانات يجمعون القناني والمخلفات البلاستيكية والورقية وغيرها ؟؟ كم نرى من الناس من مختلف الاعمار وهم يشحذون عواطف الناس ويتسولون في الساحات العامة والتقاطعات وهم يتوسلون بهذا وذاك من اجل الف دينار ؟

الم تقرأوا احصائيات وزارة التخطيط عن عدد الاميين المخيف في العراق ، بعد ان خلا العراق قبل اربعين عاماً من الامية؟؟

هل قراتم الارقام المخيفة عن اعداد الشهادات المزورة التي تمنحها جامعات وهمية هنا وهناك ، والطامة الكبرى انها لبعض قادة القوم والمسؤولين في الدولة من اجل مزيد من الوجاهة والنهب ، واخرها ازمة شهادات الجامعات اللبنانية التي سارعوا الى ( طمطمتها ) لانها مست اغلبهم وفضحتهم ؟

هل رايتم كيف تتقاتل بعش العشائر والعوائل بالاسلحة المتطورة الخفيفة والمتوسطة على اتفه الاسباب ؟ اضيفوا الى كل ذلك تفشي الرشوة على نطاق واسع وعلني في دوائر الدولة والبطالة المقنعة والاسماء الفضائية التي تحلل الحرام باخذ مال الناس بدون وجه حق ؟ وأخيراً توقفوا عند تبدل شخصية غالبية ابناء الشعب والنزوع نحو العصبية والنرفزة من ادنى شيء والتشاؤم والتفكك الاسري وقطع صلة الرحم ودعاة المثلية الجنسية والى اخره من الظواهر التي باتت تنذر بعواقب وخيمة .

ساتفق مسبقاً مع من سيقول ان هذه الظواهر موجودة في العراق منذ ايام الحروب والحصار المقيت والاحتلال الغاشم وهي من اثارها ، وساتفق ايضاً مع من يقول ان تلك الظواهر ليست مقتصرة على العراق فقط بل هي موجودة في بعضالاقطار المجاورة ، وساتفق أيضاً مع من يقول ان الدولة تبذل جهوداً للحد من هذه الظواهر المؤسفة والمرعبة ..وساتفق واتفق واتفق ..

ولكن هل وضعت حكومات ما بعد الاحتلال ستراتيجيات محددة لعلاج هذه الامراض التي تنذر بتفكك المجتمع وانهياره .. هل اعددنا البرامج الكفيلة بعلاجات مستندة الى الدراسات البحثية الرصينة لننقذ المجتع مما هو فيه ؟ هل يتطرق رجالالدين الى هذه الافات التي تنتهك كرامة الانسان وتحط من قدره ؟ هل جرى توجيه الجامعات والمعاهد العليا لوضع خطط ودراسات ومقترحات للحد من التدهور على الاقل وانقاذ ما يمكن انقاذه ؟

علينا اولاً ان ندق ناقوس الخطر ونشخص هذه الظواهر بشكل ادق ونضع خططًا خمسية وعاجلة للمعالجات تبدأ اولاً بالتربية والتعليم وتغيير المناهج البائسة البالية والتلقينية .. لندرّس اولاً حقوق الانسان وواجباته وحب الحياة والوالدين والاخرين والوطن منذ رياض الاطفال .. لندرس اطفالنا كيفية السّكّر واحترام الاخرين قبل ان نعلمهم دار دور وجدول الضرب .. لنعلمهم ان الوطن ليس مجرد بقعة الارض وحدودها وتاريخها بل هي الحب اولاً وصدق الانتماء لهذا الوطن .. لنعلمهم ان الدفاع عن الوطن هو اقدس الاقداس وليس الهزيمة وخلع الرتبة ولبس الدشاديش عند اول هجمة للعدو ، اي عدو كان!! اجلوا الجغرافية والتاريخ والعلوم واللغات والرياضيات الى مراحل متقدمة من العملية التربوية ولنركز على بناءالانسان وتحصينه وحب الوطن وان التضحية له واجب كما هو تنفس الهواء وشرب الماء ..

والاهم من هذا هو ان نحشد علماء النفس والتربية واصحاب الخبرات والتجارب ونشرك الناس المخلصين من وجوهالمجتمع ورجال الدين ونستفيد من خبرات وتجارب شعوب مرت بنفس الظروف ، في تشخيص كل حالة ووضع الحلول والمعالجات قبل فوات الاوان ، والا فان مستقبل الوطن واجياله اللاحقة سوف لن يكون وردياً .. بل سيكون بامتياز .. اكثرمما نحن فيه الان : اسوداً ومصخماً !

أحدث المقالات

أحدث المقالات