7 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

غيوم حياتي متى سوف تمطر

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنت أسير في إحدى الطرقات مستعجلا ولم تكد شمس الصباح إن تنشر كل ضيائها بعد فشاهدت رجل عجوز يجلس ماسك بقوه على  عصا وهو يتحدث لها بصوت يكاد إن يكون صامت شدني هذا المنظر ودفعني فضولي إن أدنو منه سائلا :
يا شيخ هل لي بمساعدتك فنا أراك مهموما ؟
فرد الشيخ وهو يبتسم يأبني إنا انتظر غيوم حياتي إن تمطر منذ أكثر من 70 عاما.
أدهشني المنظر وصدمني الرد !!
يا شيخ أنت تخفي خلف هذا الوجه والعصا حكاية ؟
يا بني حكايتي طويلة وأنت شاب ومستعجل اذهب لعملك .
يا شيخ لا أتصور إني بعد ما حدث ألان انه يمكنني ان اذهب فقص لي ما بداخلك وإنا سوف استمع .
حكايتي يا ولدي إني ومنذ أول يوم خرجت فيه إلى هذه لحياة وإنا أعاني من صبخ ارضي وموت زرعي وأشجاري وجفاف انهر عمري .
كم حاولت وحاولت إن ابحث عن مصدر لماء يعيد الحياة او بعض منها لي لعلي أجد ما أعيش له او منه وكم تصارعت مع الأقدار أملا في التغير 
نعم حطمت أجزاء مني ولكنها لم تكسرني ولم تهدني فانا كنت كالجبال بقائها شامخ وحتى في انهيارها تزرع الخوف والرعب لما حولها
تصارعت معها غلبتها في لحظات وغلبتي في ساعات ولكني لم ارضخ او اصرخ لها مهما جمعت من أداوت حرب لهزيمتي نعم قد دمرت بعضي  بأدواتها لكنها لم تقتلني او تجبرني على إعلان هزيمتي
يا شيخ تقصد الأصدقاء ام الأهل ؟؟
اصبر يا ولدي فانا سوف أخبرك بما يكفي
إن أداوتها كانت تتوزع بين الموت الذي خطف أحباب لي كنت أعيش لهم ومن اجلهم وبين ابتعاد أشخاص كنت أتصور أنهم من يضمد جروحي بعد كل جولة من جولات المعارك الدامية التي فرضت علينا لكي نعيش هذه الحياة مجبرين او راغبين
ابتعد من ابتعد وخان من خان ومات من كان لي سند وعضد وانا ما زلت استند على عصاي هذه ولم افقد الأمل انه لابد لهذه الغيوم التي حجبت عني الدفيء والضوء لابد لها ان تمطر يوما فتزهر ارضي وتمتلئ انهر حياتي وتثمر أشجاري
ياشيخ ومتى هذا اليوم وأنت قد بلغت السبعين من العمر ؟؟
يا ولدي ان قيمت الانتصار في المعارك ليس بسرعة تحقيقها او بساطة خوضها بل بصعوبة خوضها وطول أمدها وقوة خصمها وإنني ان حققت ما انتظر واحلم به قبل موتي بيوم او نصف يوم فهو انتصاري الذي انتظره وسوف أكون سعيد جدا به وهذا يكفيني ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب