23 ديسمبر، 2024 2:05 م

غينيس و زيارة الأربعين.

غينيس و زيارة الأربعين.

قال تعالى “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”
العشرين من صفر الخير، اليوم الذي قدم فيه الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري، إلى كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، وكان أول من زار قبر الإمام الحسين من الناس، كما صادف رجوع سبايا آل البيت، من الشام إلى كربلاء.

من هنا بدأت زيارة الأربعين، واليوم عادت الرؤوس المقطوعة لأهل البيت عليهم السلام، ومن معهم إلى أجسادهم الطاهرة، في كربلاء.

عندما امسك العالم بين يدي، وأتصفحه بأناملي، وابحث في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، أجدها تحوي تسجيلات دنيوية، لا يخلوا بعضها من التفاهات.. و الأشياء البذيئة، مثل أطول أظافر بالعالم، أو نملة تحمل عدة قطع من البسكويت، أو امرأة مغروزة بجسدها عدد من الدبابيس، وكثير من الأشياء، التي ليس بالصعب على قدرة الإنسان فعل ذلك، أو يفعلها بتكلفة بسيطة، ولوقت قصير ينتهي كل شيء.

“غينيس” هو كتاب مرجعي يصدر سنويًا، يحتوي الأرقام القياسية العالمية المعروفة، وحقق هذا الكتاب رقماً قياسياً، حيث كان الأكثر بيعاً على الإطلاق، في عام 1955 تم إصدار أول نسخة من الموسوعة، بواسطة شركة “غينيس”، وتعد هذه الموسوعة، من أدق المراجع التي يتم الإعتماد عليها، في معرفة الأرقام القياسية.

الموسوعة التي تسجل الأرقام القياسية، أفقدت محتواها أمام أعظم شخصية بالتاريخ، الأمام الحسين عليه السلام؛ حطم جميع الأرقام التي تسجلها الموسوعة، لا يوجد نظير له على مر العصور، أول رجل ضحي بنفسه، وال بيته وأصحابه، في سبيل أعلاء كلمة الإسلام.

قبل أيام خلت، شهد العراق اكبر مسيرة في العالم، وهذه المسيرة المليونية تتجدد كل عام، حيث شهد هذا العام أطول مائدة طعام امتدت، طوال 20 كيلو متر، وقامت أكبر صلاة جماعة للمسلمين بلغت العشرات من الكيلو مترات، كما هي اكبر مظاهرة سلمية على وجه الأرض، ومن مختلف الجنسيات في العالم.

العالم اليوم، ووكالات الإنباء العالمية، و من جميع الأطراف، لم تنصف هذه الأرقام القياسية الإلهية؛ والسبب معروف، أذا ذكر كل شيء من هذا الكرنفال الرباني الذي سخر كل إمكانيات البشرية في خدمة الملايين الزاحفة الى كعبة الأحرار يكشف ظلمهم وتظليلهم للحقيقة.

اليوم على “غينيس” أن ينحني هو و كتابه أمام اكبر موسوعة وأرقام في العالم وهذه الأرقام تتجدد وتزداد كل عام ومن أراد تسجيل رقما قياسيا، فعليه أن يسجلها بسجل زيارة الأربعين.