23 ديسمبر، 2024 6:24 ص

غيض من ابو الغيظ .!

غيض من ابو الغيظ .!

ابو الغيض كما معروفٌ ومشهورٌ هو السيد احمد ابو الغيظ – أمين عام الجامعة العربية , أما ” الغيض ” الواردة في العنوان , فلا ريب أنّ لا علاقة لها  بالمثل ” غيض من فيض ” الذي يعني قليل من كثير ” بل انها هنا تدلّ على غزارة .

فوجئنا بأمين عام الجامعة العربية يدلي بحديثٍ الى قناة dmcالفضائية المصرية حول سبل إعادة سوريا الى الجامعة العربية , وقبل أن نسجل ايّ تعليق او نقدٍ الى ما جاء في حديثه , فأرتأينا أن نضع القرّاء أمام النصوص الحرفية لما ادلى به ابو الغيظ : –

< لعودة او إعادة سوريا الى الجامعة العربية فينبغي التحقق من أساس الأرضية الداخلية في سوريا التي ستتعامل معنا > , واضاف : < لابد أن نتفهم تحليل وقراءة الأطراف التي ترفض عودة سوريا للجامعة , وأنّ ذه الأطراف لها مصداقيتها وتفسيرها للوضع السوري > ..

وقبل أن ندرج الفقرة الأخيرة من حديث الأمين العام , فأنّ ما ذكره عن التحقق من الأرضية الداخلية في سوريا , فهو تدخّل نصف او شبه سافر ” على الأقل ” في الشأن والسيادة السورية , وهذا حتى لا يدعو للتساؤل !عن الأرضيات الداخلية في مصر والسعودية واليمن والعراق ولبنان ولا نشير لغيرها .! , كما وعمّا اشار اليه بضرورة تفهّم وتحليل الأطراف الرافضة لعودة سوريا للجامعة , وهي اطرافٌ لها مصداقتها وتفسيرها للوضع السوري  , فأنّ السيد ابو الغيظ قد اوقع نفسه في إشكالاتٍ متشابكة دون ان يدرك ذلك ! , فهو كشف أنه لغاية الآن لم يتفهم تحليل وقراءة الأطراف الرافضة ” طوال سنوات الأزمة السورية ” بينما تبرّعَ ومنحَ المصداقية والتفسير لتلك الأطراف مسبقاً قبل أن يقرأها .!

O – ابو الغيظ كرّر كلمة ” الأطراف ” لأربع مرات , دون أن يتمكن من تسميتها بِ ” الجهات او دول او أقطار ” تجنباً للتكرار الممل وغير المرغوب في عالم الكتابة .

  تقتضينا هنا الأمانة الصحفية وغير الصحفية لأن نذكر نصّ الفقرة الأخيرة من حديثه , وهي تحمل طرحاً موضوعياً على صعيد الأمن القومي العربي , حيث أشار امين عام الجامعة : < أنّ اطرافاً عربيةً تطرح سؤالاً : ” ما هي الضمانات بأنّ ما نتحدث به وما يجعلنا سوياً كعرب  لا يصل الى علم خصومنا في حال عودة سوريا .! ” > , وبالطبع فالمقصود بالخصوم هي ايران وليست روسيا في تعاونها ومساعدتها العسكرية مع الحكومة السورية .

وقطعاً فأنّ السيد ابو الغيظ على دراية كاملة بأنّ الدول الرافضة لأعادة سوريا , هي التي خلخلت الأمن والوضع السوري ببذخها الأموال والأسلحة لفصائل المعارضة السورية وبما تضمّه من تشكيلاتٍ ارهابية واسلامية متطرفة , ومرتزقة ايضا وقد القى الجيش السوري على اعدادٍ منهم في السنوات السابقة .

يدرك معظم الراي العام العربي أنّ ابو الغيظ وكافة أمناء الجامعة العربية الذين سبقوه , فأنهم مقيّدين ” وليسوا مكبلين ” بسياسة الدولة المصرية و وفق الرئيس الذي يحكمها .

  نشير بدورنا عمّا دفعَ بعض الدول الخليجية بالأسراع وعلى عجل الى إعادة فتح سفاراتها في دمشق , فور اعلان الرئيس ترامب عن سحب القوات الأمريكية من شرق سوريا , ومن قبل أن تبدأ عملية الأنسحاب .!