23 نوفمبر، 2024 2:24 ص
Search
Close this search box.

غيرة الخنازير!

قال تعالى في سورة النور (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 0 وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
عذراً للعنوان القاسي بعض الشيء وعذراَ مقدماً لما سأقول ولكنها ظاهرة تجاوزت اطار الحالات المتفرقة واخذت تطغى على مجتمع يقال انه اسلامي او انه يدين الله بدين الاسلام على الاقل (وان كانت بقية الاديان ايضاً لا تشجع قلة الحياء وقلة غيرة الرجال على اعراضهم ولكن من يطبق!؟) فما سأقول حشرجة في صدري آلمتني كثيرة واريد ان اشارككم بها احبتي.
الخنزير مخلوق نتن الرائحة كريه المنظر مستقبح الافعال محرم اللحم والدم والمنفحة وكل شيء فيه حرام ونجس! ولكن لماذا؟ ما الذي يميز هذا الحيوان عن غيره من الحيوانات الاخرى ليتصف بهكذا صفات وهكذا احكام؟
طبعاً الجواب الذي يعرفه كلنا انه يتناول القذارات والفضلات والاوحال ولا يغار على زوجته بل انه يتركها بين الذكور البقية حتى يتفرغ للطعام!
ولكن اذا كان هذا حكمه وهو حيوان فما حكم من يعمل عمله وهو من البشر المكرم بالعقل والسمع والبصر والفؤاد والنطق والتفكير والتدبير والدين والرسل والكتب السماوية وما لا يعد من النعم !!؟؟
اقصد بقولي من لا يغار على عرضه ويرضى ان تتكشف نساؤه على الرجال وان تخرج متبرجة من بيتها غير ساترة لما امر الله بستره خاضعة بالقول متعطره بعطور تجلب الانتباه غير محتشمة عن الاعين والالسن وللأسف فأن اعدادهن تزداد يوماً بعد يوم فما السبب برأيكم احبتي؟
هل لأننا لم نعد نكترث لحلال او حرام ؟
ام بسبب كثرة الناعقين بالتحرر حولنا وبما لا يرضي الله؟
ام لأن الكثيرين لم يعودوا يكترثون لطيب الطعام وحليته ويأكلون مما لا يعلمون مصدره؟
ام ان هناك منتجات كثيرة نستخدمها يومياً تحمل اثار الخنزير بين طياتها من قبيل فرشة الصمون ومنفحة الحيوانات الغير مذكاة في الاجبان والالبان والجلاتين ومنتجات الدول التي لا تراعي حرمة ولا خبائث في ما تصنع وتصدرام غيرها؟ام بسبب ماذا ؟

ماتت الغيرة فأنتحر الحياء.
قيل قديماً انه حين تموت الغيرة عند الرجال ينتحر الحياء عند النساء فلم ماتت الغيرة في رجالنا؟ مع انها صفة الهية يؤكد عليها رسولنا الكريم وسنته المباركة وال بيته الكرام في كل ما روي عنهم فقد جاء انه (ص) قال (اني غيور و الله تعالى أغير مني ومن اجل غيرة الله تعالى حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) (اني لغيور والله أغير مني وان الله يحب من عباده الغيور) وقال الامام الصادق (ع): (ان الله تبارك وتعالى غيور ويحب كل غيور ولغيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وطبعاُ فأن الغيرة المقصودة هنا هي الغيرة على العرض والغيرة على الدين حين يرى المسلم دينه يهان ويستهان به ولا يطبق بشكل صحيح فتأخذه الغيرة والحمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اعيد صياغة سؤالي واقول: لم يرضى الرجل ان تخرج زوجته واخته وبنته وامه وعمته وخالته وكل امرأة منتسبة اليه نسبياً من بيتها الى مواطن الاختلاط بالرجال الاجانب في المدرسة والكلية والدائرة والسوق بلا حجاب شرعي يستر البدن ونحن نعرف ان ما يجوز للمرأة ان تخرجه هو فقط الوجه والكفين؟ وان حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة؟ وان ما يحاول الغرب اشاعته فينا من تهاون في الدين وتطبيقه هو فقط ليتحكم فينا ثقافياً ويجعلنا سوقاً لتصريف منتجاته الماجنة والفاحشة والغير انسانية واللا اسلامية والتي لا تتلاءم مع ديننا وفطرتنا السليمة كبشر مسلمين؟
الغريب في الامر ان ما ننكره الان ليس جديداً علينا بل ان له جذوراً في التاريخ الى عهد صدر الاسلام ولكنه كان ولا يزال مستهجناً مستقبحاً عند العقلاء والمؤمنين يقول امير المؤمنين (ع): ( بلغني ان نساءكم ليزاحمن العلوج في الاسواق اما تغارون؟ انه لا خير فيمن لا يغار) ويا له من تقريع وتوبيخ لو كانوا يعقلون!؟
ارجو ان يجيبني احد بجواب يشفي الغليل علماً اني لم اورد الادلة على حرمة التبرج والتعطر والاختلاط والخضوع بالقول والظرب بالأرجل مع الاجانب (كل الرجال عدا الزوج والاب والابن وابن الزوج وابو الزوج واصناف معدودة قررها الشرع) واللبس الحاصر والشفاف والمثير لكثرتها ولمعرفة الكل لها ولم اناقش من يقولون بالتحرر فهؤلاء لا دين لهم وهم ابواق شيطانية تنعق بما لا يرضي الله ولا يجلب للناس الا الدمار والخراب والى المجتمعات الا مزيداً من الانحلال والشذوذ والتفكك والى الله المشتكى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات