22 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

غيده وحمد

غيده وحمد، اسمان رغم تداولهما السلمي على ألسنة الشعراء والمغنين، إلا انهما مرموز غير عاديتان بالنسبة للشعب العراقي.
حمد؛ اسم لكل ناشط و رمز سياسي فردي أو جماعي. موجود في المظاهرات بعد مروره بالمحطات عن طريق القطارات (مرينه بيكم حمد واحنه بغطار الليل). بهذه المسارة الطويلة، مرورا بمحطات العاطلين والخريجين والمهاجرين وصولا الى ساحة التحرير تحت نصب الحرية وهي محطة الانطلاق الأخيرة نحو التغيير.
القطار(حمد) مرموز الذكورة العاملة على سكة الأنوثة الناضجة ( غيده). هذه المسارة الطويلة من العشق الى إنجاب المناضلين العراقيين، كم تخللها من تضحيات وصولا الى مقار الرفض والاحتجاج..
حيث يغنى أخوة غيده بوجه أخوة يوسف:
(احنه اخوة غيده… ورأس غليص نريده)
أن نبرة منظمة وكلمة مبسطة لا يمنع من أن تكون إيقاعات قابلة للتلحين والى لطافتها الانفعالية. إنها مفارقة يحققها المشاهد لسكة مساره حديدية غير صامتة، يسمع الأصوات، تتوغل فيه أجواء المشاعر. ليست هناك حاجة لفهم الكلمات، الى ضبط مداها ومزاج المتكلم وكآبته. انه شعر ومناظرة، بث من الفم ألحانا تصاحب القدم، الصوت، عندما تضرب الأرض بنفس الإيقاع الصوتي. انها أكثر إخلاصا؛ تترجم بعض المشاعر الجياشة والحبيسة. لدى العراقيين حاجة دائمة الى التجمع لتجنب عزلة رهيبة فيما مضى أو فيما يأتي.
لقد استمع حمد الى أولئك المرغمين على السكوت والعزلة أثناء مروره. سمع صوت فنجان المجتمعين ليلا، لمس التحادث والأفكار حتى من القيل والقال اليومي الى النقاش الرسمي. صوت الفنجان ورائحة القهوة المدعم بالهيل إكسير العراقيين، يضمن لهؤلاء الناس البسطاء أهمية الحفاوة، انها لغة تشهد لصالح علاقة متبادلة بين الشكل والموضوع، لغة تحفظ أصل هذا الشعب.
الجمهور الذي زرع، السنابل المغذية، سمحت له بالبقاء والتطور البشري بالتنبت النباتي الذي تتوقف حياته على صعود النّسخ الدوري الذي يبدو للإنسان وعدا بالأزلية، عند ذلك يعيش الطائر تحت السنابل بسلام العراق المنشود.
غيده وحمد تخصيب انفعالي، تناغمي، اجتماعي، ثوري.

أحدث المقالات