18 ديسمبر، 2024 8:17 م

غياب ( زعامة ) السيد أسامة النجيفي عن الساحة السياسية أصابها بأضرار كبيرة

غياب ( زعامة ) السيد أسامة النجيفي عن الساحة السياسية أصابها بأضرار كبيرة

يؤكد رجال سياسة ونواب حاليون وسابقون وأوساط وشخصيات سياسية عربية ودولية مهمة ومتابعون للشأن العراقي ، أن غياب ( زعامة) السيد أسامة النجيفي رئيس جبهة الانقاذ والتنمية عن الحياة السياسية في العراق قد أصابها بأضرار كبيرة، وشكل هذا (الغياب) علامات إستفهام حول حالة (الاعتكاف) التي أعقبت خسارته في الانتخابات المبكرة ، لأسباب لم تكن معروفة ، ربما كان الرجل نفسه أحد اهم أسبابها، في وقت يتحمل مكتبه السياسي ومن كلفهم بمهمة الإستشارات الانتخابية ، بأنهم لايمتلكون الخبرة ( الفنية) في ادارة حملات انتخابية بقانون جديد ، على طريقة نواب التيار الصدري ، الذين أحسنوا اختيار أدواتهم بكفاءة عالية وحققوا نصرهم المبهر بتقوق ، وحصدوا مكانة أصبحت محل حسد ألكثير من زعامات مكونهم ، الذي كان يحسب لنفسه الحساب ، لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر!!

كما أن إنسحاب أغلب قيادات جبهة الانقاذ والتنمية منها ، وتحولهم الى تحالفي عزم وتقدم ، هو أحد أسباب تلك الخسارة الباهضة ، ويلاحظ أن المصالح الشخصية والأنانية الضيقة، هي من تغلبت على كثير من تلك القيادات وأدارت له ظهرها، وحققت الكثير منها مكاسب بفوزها عندما ذهبت لتجد لها مكانا في هذين التحالفين، وهم ( يبررون) حالة إنسحابهم بأنهم لم يجدوا الدعم ، وتعرضوا لحالات إغراء بدعم مادي غير محدود من تحالفات أخرى، وتحقق للكثيرين منهم ما أرادوا، وشكل غيابهم عن جبهة الانقاذ والتنمية (خسارة كبيرة) بل و(صدمة سياسية) ليس لها مايبررهاا!!

ربما كان النائب عن الأنبار وهو من تحالف عزم فارس الفارس ، أكثر شخصية برلمانية أشادت بمسيرة وشخصية السيد النجيفي هذه الايام وفي سنوات سابقة، وتحدثت بإسهاب عن دور السيد النجيفي المهيب في الحياة السياسية العراقية ، وقد أشار في أكثر من حوار تلفزيوني ، ودافع عنه بقوة وبشكل لافت ، وكرر الحديث أكثر من مرة ، مشيرا الى أن السيد أسامة النجيفي هو الوحيد من بين كل رؤساء مجلس النواب في العراق من حفظ للبرلمان هيبته ، ووضع له أسس بناء الدولة ، وكيف يكون له دورا حيويا فاعلا على الصعيدين المحلي والأقليمي والدولي، وكان البرلمان العراقي من وجهة نظر كثيرين ومن كل المكونات في عهد تولي السيد أسامة النجيفي بين أعوام 2010 و 2014 يعيش عهده الذهبي ، لما يمتلكه السيد أسامة النجيفي من إمكانات قيادية وادارية وحتى قانونية ، وكل من جاءوا بعده أفقدوا البرلمان العراقي الكثير من تلك المكانة ، وأحالوا مجلس النواب الى هيئة أو مؤسسة ضعيفة متهالكة ، لم يكن لها أدوار محورية في الثقل والدور والاهتمام والمكانة ، كما تقلد السيد النجيفي منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد حكومة العبادي ، بعد انتخابات 2014 – 2018 ، قد ادى دوره بكفاءة واقتدار ، سواء في رئاسته للبرلمان او ضمن منصب نائب رئيس الجمهورية في الدفاع عن حقوق المكون السني وطرحها على كل المحافل داخليا وخارجيا ، وأسهم في حملة تطوير وتوسيع علاقات العراق العربية والدولية، وكان مكتبه حركة دائبة لاتنقطع من السياسيين والدبلوماسيين الذين يحضرون كل يوم لمقابلته وللاطلاع على مواقفه التي بقيت محل إشادتهم وثناءهم على مدار سنوات طويلة، لما يتمتع به من حكمة ورجاحة عقل ومبدأ !!

بل أن أكثر من أشاد بدور ومكانة السيد أسامة النجيفي هم نواب التيار الصدري وقياديوه، وبخاصة السيد بهاء الأعرجي والنائب عدي عواد ، واخرون من كتل (شيعية) ، كثيرا ما تحسروا هم ونواب مستقلون وقادة سياسيون على تلك الأيام التي قاد فيها السيد أسامة النجيفي رئاسة مجلس النواب، وعدت فترته بـ ( الذهبية ) في تاريخ البرلمان العراقي ، بل والاكثر انتاجا للقوانين وفي فرض هيبة مجلس النواب ورفع شأن نوابه ومكانتهم وادوارهم ، وما يزالون حتى هذه اللحظة يتمنون لو كان السيد أسامة النجيفي على رأس أهم مؤسسة للديمقراطية والرقابة وهو البرلمان العراقي ، وهم يعدون أن غيابه أصاب الحياة البرلمانية بخلل ووهن كبيرين وغياب الدور والمكانة ، وراحت المؤسسة التنفيذية هي المتحكمة بالفاعل السياسي ، وأصيب البرلمان العراقي بإنتكاسات خطيرة، ربما سيبقى العراق يعاني من أضرارها لسنوات طوال!!

لقد أحسن السيد أسامة النجيفي أختيار مدير مكتبه ومستشاره الإعلامي الأستاذ أمجد توفيق وهو إعلامي وروائي وكاتب مرموق ومعروف على صعيد عربي واقليمي ،منذ أن كان السيد النجيفي رئيسا لمجلس النواب ، ويشهد الكثيرون للاستاذ أمجد توفيق بالخبرات والكفاءة المتقدمة ومعه عدد محدود من مخضرمي الصحافة ومن لهم مكانة مرموقة بين الوسط الصحفي ليكونوا أحد من أدوا أدوار المكتب الاعلامي بحرفية ومهارة مهنية ، كان كثير من الساسة وبرلمانيين يتمنون لو أن لديهم مكتبا اعلاميا بتلك الحرفية والمهارة والامكانات، لكن الاعلام ليس وحده من يؤدي الى نجاح السياسي أو إخفاق السياسي ، فلا بد من أن تتوفر مستلزمات دعم مالي وفني لكي يقوم بتلك المهمة، حتى أن هناك من يعد حل مكتبه الاعلامي بأنه” خطوة متسرعة” ، ليس لها مايبررها ، ولا ذنب لهم في كل ماجرى في عدم فوزه، لان تلك المهمة تقع على عاتق من كلفهم بمهمة الاستشارة والتخطيط ( الفني) و (الستراتيجي) لقيادة حملته الانتخابية ، ولا دخل للمكتب الاعلامي في كل ماجرى، بل أن المكتب السياسي لحزبه للعراق متحدون ولجبهته (الانقاذ والتنمية) هم من يتم تحميلهم تلك المسؤولية التي أخفقوا فعلا في أن يصل الرجل الى مبتغاه ، وحطموا أحلامه بفوز كان يتوقع ان يكون كبيرا، لكنهم لم يحسنوا إختيار أساليب حملتهم الانتخابية ، على غرار (خسارة) جماعة الاطار التنسيقي ، ولم يحسنوا توزيع الأسماء على المناطق الإنتخابية، لا في الموصل عقر داره، ولا في المحافظات السنية وبغداد ، التي رشحت فيها شخصيات شبابية كثيرة ، لكنها ، كما يبدو لبعضها غير معروفا ربما ، أو لإنها لم تجد الدعم الكافي لحملاتهم الانتخابية، ولم تجد توزيع أدوارها، وعانت من عدم الاهتمام بها ، وواجهت حيتان من أصحاب المال والثروة التي كان لها الدور في اكتساح ساحتها، وهم من كانوا يحذرون من تلك الحالة قبل الانتخابات المبكرة بأسابيع ، من أنهم لم يجدوا من وسائل الدعم حتى البسيطة ما يكفيهم لإنجاح مهمتهم، كما أن الكثير من ابناء نينوى غرر بهم في حالات دعم مالي من كتل سياسية كانت تمتلك السلطة والمال السياسي ، وحرضوهم على التخلي عنه لصالحهم بعد تقديم مغريات كثيرة ، ربما لم يكن بمقدور السيد النجيفي تقديمها لهم، وقد خسره أهل الموصل قبل غيرهم من أبناء ( المكون السني)، وضاعت على نينوى الحدباء فرصة أن تتصدر زعامتها قيادة المكون كما كانوا يتمنون أو يحلمون!!

كان الشيخ خميس الخنجر قد طرح أكثر من مرة على السيد أسامة النجيفي أن يدخل معه في تحالف انتخابي ، وقد ألح عليه الرجل أكثر من مرة ، وهو يريد له ان يحفظ مكانته ، وكان صادقا فيما يخطط ، لكن السيد النجيفي رفض كل لك العروض ، ولو دخل السيد النجيفي في تحالف انتخابي مع (عزم ) لحصد نوابا وفاز بعدد لايستهان به، لما يشكله الخنجر من أدوار ومكانة هو الآخر ، ويتوافر له الدعم المالي والسياسي ، ولكان السيد النجيفي من تعلق عليه الآمال في أن يبقى الواجهة السنية الكبيرة، وهم الان يتحسرون على ضياع دوره وغيابه اللافت عن الحياة السياسية، وهم يعدونه من أعمدة رجالات السياسة الذين أن كلفوا بمهام فسيعيدون لها الهيبة والمكانة ، بدل تلك الحالة التي أضفت الفرقة والانقسام والتشت في أحوال المكون السني، ولا يعني فوز البعض بأصوت كثيرة أو تقلد مناصب أن البرلمان الجديد ستكون له مكانة أو دور يمكن ان يعول عليه، بل ربما تصيبه حالات تدهور في الدور والمكانة أكثر بكثير من السنوات السابقة ، ما جعل السيد أسامة النجيفي يخسر فرصة أن يتصدر المشهد السياسي (السني) بخاصة والعراقي بعامة ، وهو الزعامة السنية الوحيدة التي يبقى بريقها مشعا، كونه الشخصية البيضاء الوحيدة التي لم تمتد الى فساد من أي نوع، ولم يقبل تمرير مشاريع تحت أية ضغوط مهما بلغت شدتها عليه، وحافظ على مكانته كزعيم سني بلا منازع، ويقترض بالشيخ خميس الخنجر وبقية من يتصدرون المشهد السياسي أن يعوا خطورة (غياب) السيد أسامة النجيفي ، وينبغي منحه دورا سياسيا يليق بمكانة تلك الشخصية القيادية ، إن أرادوا أن يحفظوا لهم ولمكونهم بقية هيبته، التي تعرضت لتمريغ أنفها في الوحل أكثر من مرة!!

ويؤكد سياسيون عراقيون ونواب أنه لاينبغي للسيد أسامة النجيفي، وهو يمتلك مواصفات الزعامة والقيادة والخبرات المتراكمة أن ( يطول غيابه ) فعلا عن الحياة السياسية العراقية ، حتى ولم لم يفز كنائب ، فدوره ومكانته السياسية محفوظة في قلوب العراقيين ، وهم يكنون له كل الإحترام والتقدير، ولا يتمنون حالة الغياب التي لاحظوها هذا الايام، والمطلوب من السيد النجيفي عودته بأسرع ما يمكن ، فدور أي ( زعيم ) بقدر ما تحفظ له من مكانة في الضمائر والقلوب ، وهو ما ينبغي على قادة المكون السني وروموز مكونهم أن يحفظوا للرجل إعتباره، ، وان يتم اختياره في مركز مرموق يليق بتاريخه ودوره ومكانته ، والمؤهلات القيادية للزعامة التي يمتلكها لكي يبقى رصيدهم في الملمات ، ومن يرفع من مكانتهم ودورهم، ويقف حائلا دون أن تسرق الأضواء من مكونهم ، ومن مكانة حتى بقية شخصياتهم التي يرتفع أسهمها، أن حفظت للرجل ما يستحقه من مكانة ، وهذا هو دور القيادات ( السنية ) العيا في الضغط ، لكي تعيد إحياء دورها ومكانتها، لتكون أشبه بـ ( المرشد الروحي ) والقيمي لقيادة المرحلة المقبلة ، في اطارها الستراتيجي ، وهم من يحفظون للقيادات الشابة وتلك التي تعاني من قلة الخبرة والدور والمكانة، أن يغمروها بفيض خبراتهم ومكانتهم لتزداد علوا وشأنا، ولكي لاتخضع لضغوط كتل أخرى (مهيمنة) ربما ستحاول كسر ارادتها، لكي لاتبلغ بعض الأجندات الخارجية ، وما أكثرها ، أهدافها في تحقيق مكاسب سياسية، تستهدف إضعاف دور ومكانة قادة المكون السني ، والهيمنة على مقدرات مكونهم ، وتسجل انجازات على حسابهم!!