15 نوفمبر، 2024 9:52 ص
Search
Close this search box.

غياب ثقافة الأعتذار والأستقالة عند المسؤول العراقي

غياب ثقافة الأعتذار والأستقالة عند المسؤول العراقي

فيما تعم مدن جنوب العراق والعاصمة بغداد تظاهرات تطالب بالخدمات وايقاف الفساد الأداري المستشري في كل مؤسسات الدولة .لم نرى مسؤول واحد في المجالس المحلية أو في الحكومة المركزية أو في البرلمان العراقي أن قدم اعتذاراً للشعب العراقي عن المرحلة السابقة بعد 2003 أو أن قدم أستقالته حفظاً لماء وجهه أو لسمعة عائلته أو مبادئه .

هؤلاء المسؤولين بعد أن أستغلوا كل شيء في العراق يرى كل واحد منهم شيء ممكن الأستفادة منه في هذه التظاهرات .السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي يرى أو خيل له من بعض الأعلام و المتملقين أنها مؤيدة  له وبالتالي قد يتخذها ورقة للضغط على الكتل من أجل بقائة
.
أما سياسيين الأحزاب الأسلامية الشيعية التي تحاول خطف هذه التظاهرات وتحديداً الموالية جداً لأيران وهذا واضح من ظهور واثق البطاط  في هذه التظاهرات وقد رأى البعض من المدنيين باصات تحمل شباب من أتباع هذه الأحزاب من أجل زجها في التظاهرات ورفع شعارات تختلف عن الشعارات التي رفعها الشباب المدني الذي تختلف رؤيته لأدارة الدولة عن رؤية هذه الأحزاب .ترى هذه الأحزاب فرصة لزج مطالب أهمها مطلب تحويل الحكم الى رئاسي وهي فكرة أيرانية ليبقى الحكم بيد القيادات الشيعية الموالية لهم الى أبد الأبدين وربما يؤسس مجلس لتشخيص مصلحة النظام كالذي موجود في ايران وهو من يشرف على الحكم ويكون مجلس النواب وجوده شكلي لايقدم ولايؤخر .

وبالنسبة الى سياسيين الأكراد يروها تهدد بقاء الأحزاب الأسلامية الشيعية التي تحكم البلد والتي تسمح لهم بحرية التصرف والأستيلاء على المناطق السنية المحاذية للأقليم كردستان لذلك هي تبقى صامتة ولا تتدخل .

أما سياسيين السنة يروها فرصة للأضعاف الأحزاب الأسلامية الشيعية المنضوية في التحالف الوطني الشيعي وهي موجهه ضدهم وبالتالي ربما أنهاء سيطرة التحالف الوطني على الحكم في العراق وتحويله الى شخصية مدنية أقل طائفية وأكثر أنصافا لهم .

أما بالنسبة للشعب فهو خائف من أزالة هذه الطبقة السياسية رغم عجزها وفسادها ويخشى من الفوضى التي قد تخلقها خطوة كهذه خصوصاً وأن تنظيم داعش يحتل ثلث مساحة الأراضي العراقية لذلك هو يتمنى أو يأمل نفسه بأصلاح هذه الطبقة السياسية وهو يعلم أنها ميؤوس منها .

مشكلة هذه التظاهرات هو غياب الهدف والعشوائية بالخروج وعدم التنسيق فيما بينها وتناقض الشعارات فبعضهم يهتف بأبعاد العمائم عن العملية السياسية  وفصل الدين عن سياسة الدولة والبعض الأخر يطالب بتدخل المرجعية والبعض الأخر يطالب بتغير الدستور  والحكم بالشريعة الأسلامية . لايوجد هدف واضح لهذه التظاهرات كما كان في مصر أو تونس وهو أسقاط النظام بل يوجد حتى أختلاف في المطالب من محافظة الى أخرى وبالتالي أعتقد أنها لن تحقق شيء مع طبقة سياسية حاكمة لاتخجل ولاتستحي وربما تكون كفقاعة الغربية التي بسببها سقطت خمسة محافظات عراقية بيد تنظيم داعش لكن هذه الفقاعة الجنوبية قد تسقط تسعة محافظات بيد المليشيات المختلفة فيما بينها .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات