18 ديسمبر، 2024 11:13 م

غياب الوعي العراقي عن التاريخ الثقافي للحضارة الأشورية

غياب الوعي العراقي عن التاريخ الثقافي للحضارة الأشورية

تشهد المحافل الفكرية والثقافية في مختلف دول العالم وخاصة في وقتنا الحاضر اهتمامات غير مسبوقة بتاريخ (الحضارة الأشورية)، حضارة وادي الرافدين (العراق الحالي)، حيث يسلط ضوء وبشكل واعد عن حجم الوعي والتطور الفكري والازدهار الثقافي والعلمي وتنوعه عند (الأشوريين)، لنشاهد اليوم بان هناك حملة ثقافية وتوعية في توسيع دائرة المعرفة العلمية لدى شعوب العالم عن واقع الحضاري التي كانت تتميز بها (الحضارة الأشورية)، لنلاحظ من خلال المؤسسات الإعلامية والثقافية لمختلف دول العالم؛ تكثيف من برامج الثقافية والفكرية والتوعية المتنوعة في كبرى عواصم دول العالم كـ(فرنسا وبرلين وأمريكا و لندن)، وجلها تسلط الضوء عن تاريخ (الحضارة الأشورية) في وادي الرافدين (العراق الحالي)، ومن تلك البرامج نذكر ما قدمه المؤرخ والباحث البريطاني (مايكل وود) في بداية التسعينيات القرن الماضي – وفي عدة حلقات – أكد فيها بان الحضارة الغربية أصلها يعود إلى حضارة (الأشوريين) والتي انتقلت إلى (اليونان) ومنها إلى (الرومان) ثم عادت إلى الشرق الأوسط عبر (الحضارة العربية – الإسلامية) لتعود مرة أخرى إلى أوربا في عصر النهضة، وفي إحدى مداخلات الدكتور( فاروق الراوي) يؤكد بان تطور الحضارة في بلاد النهرين يعود بسبب كونها كانت مركز لتعدد الأقوام؛ وهذا ما جعل تتنوع عقائديا وفكريا واثنيا لتتداخل المرجعية الدينية بالمرجعية الاثنية؛ حيث نلاحظ بان الكثير من قصص الأديان السماوية وتراثها الثقافي والفكري قد نبعت وترعرعت من الثقافات (الأشورية) القديمة، كـقصص التكوين والخلق والطوفان وغيرها، وهذا ما وسع دائرة الاهتمام بالحضارة (الأشورية) في المحافل العالمية وتحديدا في مؤوسساتها الأكاديمية والثقافية، ومن تلك ما يتم في هذه الأيام من إعداد معرض كبير في (المتحف البريطاني) في مدينة (لندن) عاصمة أنكترى للفترة 8- 11 – 2018 ولغاية 8- 11 – 2019 يحمل عنوان (( انا اشور بانيبال.. ملك العالم، ملك اشور))، لتسليط الضوء عن أعظم ملك في العالم وهو الملك (اشور بانيبال) من أشهر ملوك الإمبراطورية (الأشورية) في القرن السابع قبل الميلاد في العراق؛ وأقوى شخصية على وجه الأرض في المطلق؛ وعن هذا المعرض صرح منسق العام للمعرض (غاريث بريريتون)، بان الملك (اشور بانيبال) الذي حكم بلاد (أشور) بين عامي 668 و 631 قبل الميلاد، وهي الفترة التي كانت فيها الإمبراطورية (الأشورية) الأكبر والأقوى في العالم، امتاز بشخصية فريدة؛ إضافة على ما عرف عنه كملك قوي استطاع إن يؤسس إمبراطورية حقيقية امتدت شرقا وغرب وشمالا وجنوبا وسمى بـ(ملك الجهات الأربع) ككل أسلافه من ملوك (الأشوريين)، فقد أضيفت إلى قوته وقوة شخصيته صفة الهيبة والعظمة؛ لأنه كان يسيطر على آلة حرب مرعبة، لدرجة التي أدرك حجم قوته فوصف نفسه بأنه (ملك العالم).

وعرف الملك (اشور بانيبال) بحملاته الشرسة ضد كل الذين تحدوا حكمه؛ وبقدر ما كان يقود جيوشه بعزم وصبر وقوة، إلا انه في كثير منها كان يفضل البقاء والإشراف على المعارك وهو في مكتبته داخل قصره العظيم في (نينوى) ويؤكل من قادته من هو جدير في تولي زمام المعارك؛ بكونه كان يولي للكتابة والقراءة جل أوقاته؛ لأنه كان عالما ومفكرا متمكنا؛ ما كان يتخلى عن قلمه وكتباته لدرجة التي كان يضع قلمه في حزامه كما يؤرخ (بريريتون)؛ بكونه كان ينظر إليه بكونه كان مولعا بالكتب والكتابة لدرجة اقرب ما يكون مدمنا بهذا العالم؛ حيث قام بتجميع كل ما أمكن جمعه من كتابات رقمية تتناول شتى علوم المعرفة وتصنيفها في أروقة مكتبته في أقسام متنوعة؛ لتحتوي مكتبته بالكم الهائل من الرقم الطينية لتكون أكبر مكتبة وجدت وعرفت خلال فترة حكمه في المنطقة؛ في جزء منها كان غرضه منها هو التفاخر بقدرته على القراءة والكتابة؛ وهي مهارات التي كانت نادرة بين ملوك ذلك العصر؛ بكونه جمع كل ما تمكن من جمعه من الكتب الموجودة في عصره لتكون مكتبته أول مكتبة في عالم، وليكون (الأشوريين) هم من أول من اوجدوا الكتابة ونشروها؛ فهم من كتبوا القانون المكتوب؛ وكذلك كان هم أول من أنجزوا في بدايات التخطيط البشري كيفية السيطرة على الفيضانات؛ وإنشاء السدود؛ وقد قاموا بحفر القنوات والجداول والتي عدت من معجزات المشاريع الاروائية؛ وهم كانوا أيضا من أوائل من انشئوا الجامعات والمستشفيات إن لم يكن أولها في العالم اجمع .

فالملك ( اشور بانيبال 685 – 626 ق.م) هو من ملوك العراق القديم والملقب بـ(ملك العالم)؛ والذي جمع بين القوة العسكرية وحب المعرفة، هو ابن الملك ( آسرحدون بن الملك سنحاريب) والذي اتخذ من مدينة (نينوى) عاصمة للإمبراطورية (الآشورية)، فـ(اشور بانيبال) المحب للعلم والمعرفة؛ طمح لتحقيق هذا الهدف السامي بروح وطاقة وفعالية عالية في البحث والى كل ما يثري ويجمع ويدعم علوم المعرفة الإنسانية بشكل نظامي؛ ليحقق هدفه بتأسيس (مكتبة) عظيمة تكون داخل قصره الملكي؛ وقد كتب (اشور بانيبال) لوحة تعريفة لمكتبته – وقد ذكرها المؤرخ (البرتو م نغويل) في كتبه – قال فيها:

(( أن الملك آشور بانيبال ملك العالم، ملك الآشوريين، الذي يؤمن بآشور وانليل، والذي أعطاه نابو تاشميتو آذانا صاغية، والذي وهب نفاذ البصيرة… حكمة نابو، إشارات الكتابة، مهما كانت أعدادها المبتكرة، قد كتبتُها على الألواح، ورتبت الألواح في سلاسل، وجمعتها، ولأجل تأملاتي وتلاواتي الملكية وضعتها في قصري)) .

وقد جمع الملك (اشور بانيبال) عدد ضخم من الألواح والرقم الطينية تقدر بعدة الإلف فمن يقدرها بنحو (خمسة وعشرون ألف) لوح، والقسم الأخر يقدرها بأكثر من هذا العدد؛ لان اعتقادهم بان ما ليس مكتشف منها يفوق كثيرا عما هو مكتشف لحد الآن، وهذه الألواح مكتوبة بالخط المسماري (الآشوري) وهي تتناول في شتى مواضيع العلم والمعرفة، من الطب والفلك والري والهندسة وغيرها .

وقد اكتشفت مكتبة (اشور بانيبال)، هذه المكتبة العظيمة إثناء عمليات التنقيب والبحث عن الآثار الذي كان يقوم بها ألآثاري البريطاني المشهور (اوستن هنري لايارد 1817- 1894 م) ومساعده ألآثاري العراقي بريطاني الجنسية الأشوري ( هرمز رسام 1826 – 1910 م) عن طريق المصادفة، فإثناء تنقيبهم في مواقع عده من إطراف مدينة (موصل) وجدوا هذه الألواح قرب مدخل قصر( آشور بانيبال) تحت حطام سلسلة من غرف التخزين كانت مرتبطة بالقصر؛ يعتقد بأنها كانت أجزاء من بناية المكتبة التي احتوت على الكثير مما يخص حضارة وادي الرافدين القديمة ولعصور مختلفة من حضارة (سومر) و(أكد) و(آشور)، حيث تم جمع كنوز المعرفة المتداولة آنذاك من ملحمة قصة الخلق (إينوما إليش) المكتوب بالخط المسماري على سبعة ألواح؛ والتي تتطرق إلى سبعة أجيال حول خلق الكون والبشر؛ والتي يتطابق الكثير من أحداثها مع الأيام السبعة في سفر التكوين (التوراة)، وتم اكتشافها عام (1849 م)، وكذلك تم اكتشاف في هذا الموقع ألواح من (اثني عشر) رقما من ملحمة (كلكامش) والتي تم اكتشافها عام (1853م)، والتي اليوم تتواجد في (المتحف البريطاني)، تلك الملحمة الخالدة التي تعد أقدم قصة كتبها الإنسان، وكتبت بخط مسماري باللغة الأكادية – الأشورية القديمة – وحملت توقيعا باسم (شين ئيقي ئونيني)، ومن ملاحظ من خلال هذه الرقم بان (الكُتاب) أو (المؤلفون) آنذاك كانوا يذيلون النصوص بالتواقيع؛ وكانت هذه العادة متعارف عليها في (بلاد الرافدين) وتعد هذه الظاهرة الفنية المكتشفة متواجدة في جميع الآداب المكتوبة والتي مازال متعارفا عليها حتى يومنا هذا بعد انقضاء آلاف السنين؛ بفضل حضارة وثقافة (الأشورية) في بلاد الرافدين .

ولهذا تعد مكتبة (اشور بانيبال) من أعظم كنوز المعرفة المكتشفة في بلاد الرافدين (العراق الحالي) والتي لا تقدر بثمن والتي كانت هدف الأكبر للملك (أشور بانيبال) والتي تحفظ له هذه المكانة في عالم المعرفة.

ولهذا يأتي هذا المعرض الذي سيقام في (لندن) باعتباره ضوء مشرق على الحضارة (الأشورية)، بكون المعرض سيسلط ضوء عن قيمة الإبداعات الفكرية والعلمية والثقافية بما أنجزه (الأشوريين) في بلاد الرافدين (العراق)؛ فان عرض مكتبة الملك (اشور بانيبال)، والتي كان يعتقد بأنها فقدت منذ مئات السنين بعد أن تم تدمير (نينوى) من قبل الغزاة في 627 قبل الميلاد، وان مكتبته تم إحراقها بعد وفاته؛ تلك الوفاة التي لا تزال لغزا. وكما هو معروف بان خلال عقدين من وفاة ( اشور بانيبال)، انهارت الإمبراطورية (الأشورية) حيث أشعل (البابليون) بالتعاون مع الغرباء؛ النار في مدينة (نينوى) واحرقوها، ولكن لان المكتبة كانت مدوناتها مكتوبة على رقم طينية فإنها بقيت سليمة؛ لتكشف لنا ما كان مدون عليها؛ ليمكننا اليوم من سرد الكثير من القصص تلك الحضارة التي أرخوها لنا. وسيعرض هذا المعرض قرابة ( 30000 ) لوح طيني وأجزاء من الألواح الطينية هشمت ثناء التنقيب والنقل، والتي ستستخدم لإعادة إنشاء مكتبة (اشور بانيبال) الرائعة، قدم مكتبة ملكية في العالم، وسيكون هناك استعارة للمعروضات من المتاحف العالمية وتحديدا من متحف (اللوفر)، ومتحف (الارميتاج) في (سان بطرس بيرغ)، ومتحف (برلين)، ومتحف (الفاتيكان) وغيرها .

وكما سيعرض هذا المعرض – إضافة إلى ما ذكرناه – أكثر من 200 قطعة أثرية، تم جمع الكثير منها من مواقع نهبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابية؛ وتشمل تماثيل وجداريات من منحوتات قصر (اشور بانيبال) الحجري، ومئات النصوص المسمارية التي بقيت من مكتبته، ومجموعة كبيرة من الأشياء الأخرى التي اكتشفها علماء الآثار الذين عملوا في المنطقة المحيطة بـ(نينوى) مؤخرا، بما في ذلك المنحوتات العاجية المحفور بدقة، وقطع أثاث من الإعمال البرونز، وأوعية جماليه وحلي ذهبية، تبين كيف كانت نخب المدينة تعيش متأنقة في إظهار مظاهرهم بأبهى هيئة وصورة و جمال، وكذلك سيعرض المعرض عدد من شغف خشبية متشابكة، ولوحات جداريه فخمة ونادرة، وتماثيل حجرية ضخمة، كما و سيشمل المتحف على نماذج من الكنوز (الأشورية) التي لا تعرض عادة في الأماكن العامة، مثل النقوش المذهلة من قصر (اشور بانيبال) التي تم الاحتفاظ بهذه الكنوز في قبو متحف (لندن) والذي تم إيقاف عرضه منذ أكثر من عشرين عاما.

ويقول منسق المعرض (بريريتون) عن هذا المعرض بكونه سيحكي قصة الإمبراطورية (الأشورية) من خلال عدسة (اشور بانيبال) الذي عدا حقيقة بكونه (ملك العالم, وملك أشور)، والمعرض يسلط الضوء عن إن الإمبراطورية (الأشورية) كانت أول إمبراطورية حقيقية في العالم، وكانت بمثابة نموذج للإمبراطوريات الأخرى التي تبعت.

وقال (غاريث بريريتون) أمين المعرض:

(( بالنسبة لنا هو (ملك) لا يمكن نسيانه، ولكن بالنسبة إلى عامة الناس لم يسمع احد عن (اشور بانيبال)، إلا عدد قليل من الناس سمعوا عن (الإمبراطورية الأشورية)، لان الإعلام لم يسلط الضوء بما فيه الكفاية عن هذه الإمبراطورية، لان جل اهتمامهم كان يتوجه إلى اثأر الفراعنة في (مصر) التي حصلت على اهتمام الإعلاميين، والجميع قد سمع عن (اليونان) و(رومان) ولكن هناك هذا التاريخ لحضارة عظيمة والتي تسمى بحضارة (أشور) الذي لا يدرس عنه في المدارس، والناس اليوم ليس لديهم أية معرفة بهذا الملك العظيم))، فهذا العرض الذي سيقام في (لندن) إنما يأتي لقيمة (الحضارة الأشورية) في العلوم والمعرفة والتي غيرت مجرى التاريخ نحو الوعي والتطور والتقدم، ففي وقت الذي تُقيم الحضارة (الأشورية) في المحافل الدولية ومراكز البحوث والدراسات الأكاديمية والجامعات المختصة؛ يثير فينا التساؤل الأتي :

لماذا الدولة (العراقية) بمختلف حكوماتها ومؤسساتها ومنذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي لم تسلط الضوء عن الحضارة (الأشورية)، في وقت الذي يعود أصول وجذور كل العراقيين إليها؛ بغض النظر عن عقائدهم ودياناتهم التي هي وليدة العصور اللاحقة …………؟

فاليوم؛ ليس هناك من دولة في العالم لا تكترث بإرث حضارتها تثمينا وافتخار بحضارتها القديمة باعتباره جزا لا يتجزأ من تاريخها؛ مهما كان مستوى الإبداعي لهذه الحضارة وتراثها؛ باعتباره رمزا طبيعيا لمسيرة حياة البشرية و جزءا أصيلا من نسيج المجتمع ومرآة يعكس الانجاز الاجتماعي المنسوب إلى ماضيهم بشتى صوره؛ والتي لا يمكن بأي شكل من الإشكال تجاوزه، ولكن أمر هذه الحقائق تشذ قاعدته عند (العراقيين) لدرجة التي يتجاهلون ويهمشون ويغضون الطرف عن هذا التراث ليس تجاهلا بهذا الإرث وقيمته بل بمخطط مقصود ومتعمد من اجل طوي هذه الصفحة من تاريخ (العراق)، وكأنما يريدون القفز من فوقه؛ وكأنه لا وجود له وليس له علاقة بجذورهم وبأصولهم الفكرية والثقافية والاجتماعية، وهذا الأمر لا نقوله جزافية؛ بل إن كل معطيات على ارض الواقع توحي بذلك؛ فتهميش المتعمد وتجاهل أصول المجتمع المتجذر في أعماق (وادي الرافدين – العراق الحالي) والذي يعود إلى صلب الحضارة (الأشورية)، نلاحظه ليس على مستوى الإعلامي، بل على كل المستويات و مؤوسسات الدولة (العراقية)، من مؤوسسات التربية والتعليم العالي ومؤسسات الثقافية والسياسية والاجتماعية، في وقت الذي يعتبر الإرث الحضاري للحضارة (الأشورية) في وادي الرافدين من ارقي مستويات الإرث والتراث الفكري والمعرفي والثقافي والفني المكتشف ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم اجمع.

ففي وقت الذي يدرس تاريخ (الأشوري) في وادي الرافدين في ارقي جامعات العالم لدرجة التي استحدثوا علما جديدا سموه بـ(علم الأشوريات)، فان جامعات العراقية وأكاديمياتها تتجاهل هذا العلم ولا تعير له أية أهمية؛ بل تكاد تخلوا مناهج التربية والتعليم من تخصيص منهج خاص يخصص إلى تاريخ العراق القديم ودور الحضارة (الأشورية) في العلم والمعرفة أو حتى إشارة إلى الحضارة (الأشورية)، وان وردت فهي لا تورد ألا كإشارة موجزه وعابرة ومختصره لا ترتقي إلى مستوى تاريخ الحضارة (الأشورية) التي قوامها يتجاوز عن سبعة ألاف سنة قبل الميلاد، حيث رقي مستوى المعرفي والثقافي للحضارة (الأشورية) في تاريخ العراق القديم، حضارة وتاريخ وادي الرافدين؛ ودور ملوك الذين يتجاوز عددهم عن 116 ملكا أشوريا حكموا في بلاد الرافدين؛ وهو أمر لم يحدث في تاريخ أية إمبراطورية ظهرت على هذا الوجود.

ومن ثم هناك أكثر من مؤشر يوحي بتجاهل مؤوسسات الدولة بقيمة ومكانة (الآثار) وأهميتها، فلم تخصص مناهج وبحوث وفرق تنقيب للبحث عن الآثار وترميم ما هو مكتشف أو العناية بمواقعها ومحاولة جمع الآثار العراقية التي تتواجد في شتى متاحف العالم والتي تولي لها مكانة وقيمة لا يمكن بأي شكل من الإشكال مقارنتها بما تتعامل الدولة العراقية مع آثار الحضارة (الأشورية)، ففي وقت الذي نجد في كثير من مواقع مدن العالم يتم نصب تماثيل لتعظيم مكانة ملوك (الأشوريين)، فان في العراق يتم تجاهل هذا الأمر؛ بل لا يتم إقامة أي نصب أو تمثال في الساحات والأماكن العامة؛ كرموز من رموز تاريخ العراق المتعلق بقيمته الحضارية للحضارة (الأشورية)، ففي وقت الذي كانت حضارة (الأشورية) في وادي الرافدين تهتم بالنحت والتماثيل التعبيرية التي اليوم يقف العالم والمدرس الفنية مذهلا بقيمتها الفنية وبطريقة وأسلوب نحتها وأحجامها الضخمة المعبرة؛ ومن أبرزها التماثيل الضخمة والمعروفة باسم (الثور المجنح)، وما تم اكتشافه من هذه التماثيل الضخمة – لحد ألان – يتجاوز عن (مائتين) من منحوتات الضخمة لهذا المنحت المسمى بـ(الثور المجنح) والتي اغلبها اليوم تتواجد في متاحف دول العالم وتضعها في أماكن متميزة لحجم قيمتها التاريخية والفنية؛ والتي نحتها الفنان (الأشوري) آنذاك بتقنية وتعبير متناهي في الدقة والجمالية؛ والتي لو عدنا مجددا إلى الأكاديميات والجامعات لوجدنا بان اغلب أكاديميات وكليات الفنون الجميلة في العالم تدرس أساليب النحات (الأشوري) وطريقة تعبيره في النحت البارز والمجسم، بينما تفتقر معاهد وجامعات (العراقية) الفنية لتدريس أسس النحت (الأشوري)، وبشكل ملفت إلا ما ندر، إضافة إلى عدم إقامة نصب لهذا التمثال أي (الثور المجنح) في ساحات ومحافظات الوطن؛ الذي هو من ابرز معالم حضارة (الأشوريين) في وادي الرافدين (العراق)، والتي اليوم في (أنكترى) وضعوا تمثال (الثور المجنح) في ميدان) ترافالغار) في مركز مدينة (لندن( وهي من أشهر ساحات (لندن) ليشاهده ألاف الزوار، لا وبل فان في (أمريكا) أقاموا نصب تمثالي كبير في غاية الجمالية والروعة للملك الأشوري (اشور بانيبال) وهو يمسك رقما طينيا والقلم في حزامه ويحمل أسدا؛ واقفا بشموخ وكبرياء، وقد وضع هذا التمثال الضخم إمام مدخل باب مكتبة المدينة في (سان فرنسيسكو)، لتعريف الشعب الأمريكي بان الملك (اشور بانيبال) هو أول من أسس (المكتبة) في العالم .

وهذه اللامبالاة بالقيمة الفنية لمعالم الآثار (الأشورية) العراقية والصمت وعدم حماية وصيانة مواقع الآثار؛ لتكون عرضة لنهب والسلب والعبث والتدمير من قبل فرق ألصوص ومنظمات تهريب الآثار اللذين رافقوا تنظيمات الدولة الإسلامية (الدواعش) الإرهابية؛ الذين احتلوا اغلب مواقع الآثار في مدينة (نينوى) العراقية؛ وتم العبث بها وتهريبها بشكل لا يصدق، في وقت الذي وقفت الجهات المعنية في الدولة العراقية تتفرج عن هذا المشهد بدم بارد ولم تفعل شيئا إزاء مهربي الآثار بما يتناسب وحجم الجريمة المرتكبة بحق الآثار العراقية، فتم نهب وتدمر آثار الحضارة (الأشورية) في مدينة (نينوى) العراقية في مشهد استفز مشاعر العالم اجمع، ولم يستفز مشاعر الساسة والجهات المعنية في الدولة العراقية، وبعد أن أوغل (الدواعش) وآلة الإجرام في قتل وحرق مئات وآلاف الأبرياء لم يتوانوا في تدمير تلك الآثار للحضارة (الأشورية) حضارة وادي الرافدين؛ وهي اثأر الوطن والشعب برمته والإنسانية بصورة عامة؛ كونها تحكي قصص التاريخ والحضارة والشعوب الحية التي أبدعت في رسم ملامح المراحل مهمة من التاريخ البشري، فما كان من هذا الفعل الإجرامي الذي ارتكب بحق الآثار (الأشورية) ومواقعها إلا تأكيدا على حجم العنف والإجرام واللامبالاة وإلغاء الآخر حتى لو كان مجرد تمثال أو آثار لحضارات وشواهد تاريخ امة ما زال العالم يتعلم منها، ويفتخر بكل انجازاتها الإبداعية والمعرفية والعملية والفنية والتاريخية.

فالدولة العراقية، رغم أهمية (الآثار) في استقصاء تاريخ الشعوب وقيمتها التي لا تقدر بثمن، لم تعطي أي اهتمام بهذا الجانب الحيوي من معالم التاريخ للدولة، ولم تنشأ متاحف مناسبة للآثار العراقية بما يناسب قيمتها الحضارية والفنية؛ وان اغلب متاحف الآثار العراقية أقيمت في بنايات قديمه متهرئة لا ترتقي إلى مستوى الشروط الفنية لتحف النادرة من اثأر العراق، بل إن اغلب مواقع الآثار ومعالمها البارزة تعاني الإهمال بشكل ملفت؛ ولم تحاول الدولة العراقية عبر كل الحكومات المتعاقبة في إدارة ملفات الدولة منذ قيام الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي والى يومنا هذا على الاهتمام بالآثار، ولهذا تعرضت الآثار العراقية إلى حملة منظمة لتهريبها إلى الخارج، وهذا ما نلاحظه؛ بان جل الآثار العراقية ذات القيمة الفنية والحضارية العالية تتواجد في متاحف العالم؛ والقليل منها اليوم تتواجد في العراق، وفي الوقت الذي تؤشر كل الدراسات الأكاديمية وبحوثها بان ما يتواجد من الآثار (الأشورية) التي لم يتم تنقيب عنها يفوق ما تم اكتشافها لحد ألان بعشرات الإضعاف، ولكن عدم وجود هدف ورؤية واعية واهتمام من قبل مؤوسسات الدولة الرسمية بهذا الشأن؛ بقى هذا الجانب الثري بالعلم والمعرفة مدفون تحت التراب؛ لان قدر (العراقيين) هو عدم قدرة الإنسان العراقي بناء شخصيته الوطنية القائمة على المواطنة؛ ومواصلة بناء حضارته مع حضارة أجدادهم وإبائهم (الأشوريين) أصحاب ارض العراق وينبوعها البشري الذين بنوى مجدا عظيما على كافة مستويات الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية و الزراعية و العمرانية والصناعية والأدبية والفنية والتربوية والتعليمة والصحية والى أخره في وادي الرافدين (العراق الحالي) وبما يشرف من ينتسب إلى هذه الحضارة (حضارة الأشوريين) في وادي الرافدين؛ ليتم له مواصلة وبناء قيمه وفق الموروث الحضاري لحضارة (الأشوريين) التي عبرت بقيمها وفنونها ومعارفها على قدرة الإنسان لبناء الحضارة كما فعلوا (الأشوريين) واثروا التراث الإنساني عملا وإبداعا وفكرا، فالتهميش السائد في عموم الدولة العراقية – على سوءا – هو قائم على مستوى الشعبي والجماهير والأكاديمي والسياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي؛ واللامبالاة وعدم العمل الجاد واستغلال مكاسب الحضارية والموروث الحضاري في سبيل ارتقاء بالحاضر أكثر إيجابا وإشراقا؛ يسهم في رسم صورة مشرقة لحضارتهم وبيان مساهمتهم في أغناء حاضرهم بكل ما هو يغني القيم الإنسانية؛ وهو لا شك يتبع عن مدى إيمان الإنسان بالقيم العليا التي تبوأتها عناصر التاريخ الحضارية في الرقي والازدهار؛ ولكن للأسف لا شيء من ذلك؛ إلا في حدود تجارب محدودة وإسهامات فردية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب اتجاه ما هو قائم، لان الواقع الآثار في العراق لها من أهمية ليس على صعيد المحلي فحسب بل على صعيد العالمي، وعلينا الاهتمام بهذا الجانب المهم من تاريخ العراق؛ لان الآثار (الأشورية) تزخر وتفيض بالسمو والرقي والمجد والتي تعد موردا للمعرفة والعلم ورافدا للسياحة والثقافة، لان السياحة اليوم أصبحت رافدا لعلاقات الإستراتيجية بين الثقافات والتراث والحضارة العالمية؛ والتي تحتمها الضرورة إلى إعادة استغلال أماكن (الآثار) بشكل سليم وحضاري يتناسب مع معطيات المرحلة التي نعيشها عبر تفعيل مؤوسسات ومراكز البحثية التي تعنى بالآثار، من خلال ترميم، وصيانة المواقع والمباني الآثار والمتاحف التاريخية بما تليق بأهميتها؛ لان وجود (العراق) لم يكن وليد اليوم أو قبل مائة أو مائتين عام، انه تاريخ يعود إلى أكثر من سبعة ألاف سنة قبل الميلاد، وهذا التاريخ عبر جداوله وأيامه بنيت ارقي حضارة عرفتها البشرية بصورة عامة، وهذا البناء لم يأتي إلا بعد إن سقوا أجدادنا (الأشوريين) هذه الأرض؛ ارض وادي الرافدين؛ الأرض الطيبة المعطاءة التي سقت بدمائهم، وعرق جبينهم، وأصبحت شاهدة على أصالتهم وأصالة الحضارة (الأشورية)، وهذا التجديد في بناء الشخصية العراقية المعاصرة لا يكون على مستواه الوطني ما لم نستنطق الوثائق والإرث ومراكز البحوث، لتكون لنا وللأجيال القادمة فرصة لاكتساب المعارف والمهارات الإدارية والفنية لبناء مؤسساتنا بناءا حضاريا نرتقي إلى مستوى تقبل الأخر والتعاون والاندماج المعرفي والعلمي لنتجاوز الحدود المحلية بما تشف عن حقيقة ذواتنا وتواصلنا الحضاري مع الآخرين؛ لان أصول الوطن؛ هذا الوطن (العراق)، هو من أصول (أشورية) وهم أصل هذا (العراق)، وان أصول أجداد وإباء العراقيين بكل مكونات المجتمع العراقي الأصيل يعود إليهم؛ وهم من سقوا هذه الأرض، ارض العراق بعرقهم وبدمائهم الطاهرة؛ وغدت شاهدة على أصالتهم، فتوثيق مواقع الآثار لحضارة (الأشورية) في الوطن العراق من ضروريات ليس على مستوى الوطن بل على مستوى الحضارة الإنسانية؛ ولن يكون ذلك إلا بوجود وعي جماعي يستنطق الوثائق والبحوث وكل مرتكزات إثبات الوجود الحضاري لدولة العراق وعن طريق التنشئة والممارسة الفعلية واقعيا وعمليا وليس تنظيرا فحسب؛ ليتم التفاعل الحضاري بين الماضي والحاضر لبناء مستقبل مشرق لأجيال القادمة عبر التراكم المعرفي في الحضارة البشرية لتبقى مشرقة بكل جوانبها كتعبير عن أصالة هذا الشعب وجذوره وعمقه وامتداده لتستقي أفكارهم ومعرفتهم بهذا التراث المعرفي الهائل الذي تركه (الأشوريين) على ارض العراق؛ والتي بعلومهم نشئت الأجيال، جيلا بعد جيل.

إذا فلنكن فخورين بحضارة (الأشوريين)، حضارة العراق؛ وكما يقال: ( من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل)، هذه هي حقيقة وليس قول إنشائي، فالآثار الخالدة وتراث (الأشوري) على ارض العراق حقيقة وليس خيال أو وهم، وهذه الآثار تقول لنا بان حضارة عريقة كانت هنا، وان أثارهم تحكي لنا قصتهم بتاريخ مفتوح، فعلينا كعراقيين إن نقرا هذه الحضارة بكل جوانبها الفكرية والمعرفية والعلمية والفنية بإمعان؛ لان فيه رائحة عبقة نشم منه عطره الفواح بخصوصية المكان والإنسان المتجذر في أصوله على تربة هذا الوطن في (العراق)؛ والذي هو مرجعية أساسية لأمة العراق؛ يقدم صورة كاملة للتطورات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في التاريخ، تاريخ العراق، ولكن لحقبة ليست بالقصيرة همش هذا التراث لأسباب عقائدية التي أعطيت لها الأفضلية والأسبقية في البحث؛ وان تصاعد العداء بين الشرق والغرب زاد من عدم الاهتمام بالآثار وحمايتها، وأصبح الاهتمام بالبحث عن الهوية الثقافية الإسلامية هو مدار البحث فحسب؛ لذلك ومنذ القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين تدفقت بعثات الغربية لتنقيب عن الآثار للحضارات القديمة في الشرق؛ وقد أخذت الحضارة (الأشورية) في بلاد الرافدين حصتها الأكبر بعد إن أصبحت هدفا تجاريا؛ قادها تجار الغرب، فتم تهرب أثمن الآثار وأعظمها؛ لان تجارتها كانت تستقطب مؤرخي الفنون وتجارها الذين كانوا يقدرون الجماليات أكثر من قيمتها التاريخية؛ فتم تهريبها كل ما تم اكتشافه و بشكل منظم دون إن تبالي أنظمة المنطقة ورجال السلطة على ما يجري، لأسباب كثيرة من جملتها إن المنطقة كانت تشهد صراعات سياسية وتدخلات أجنبية واحتلال؛ وان اهتمام أنظمة المنطقة كان منشغلا بفرض سلطاتهم والهيمنة على مقدرات الدول وهو حال القائم آنذاك في الدولة العراقية؛ فلم يعطى أي اهتمام بالبحوث الفكرية عن الحضارة (الأشورية) ولم يحافظوا على مواقع الآثار في وادي الرافدين الذي هو منبع حضارة الدولة العراقية التي قوامها أكثر من سبعة ألاف سنه؛ بما في هذه الحقبة الطويلة والعميقة في عمق تاريخ الوطن من علوم ومعرفة وتراث وآثار وفنون واقتصاد وشواخص تراثية وحضارية وآثار لا تعد ولا تحصى، وللأسف ضل هذا الفهم الخاطئ سائدا في مجتمعاتنا بحق قيمة الإرث الحضاري للآثار إلى وقنا الحاضر، ولذلك لابد من تقيم موضوعي لهذه المشكلة بحق الاكتشافات السابقة والحالية التي من شانها إن توفر رؤية متفتحة وأكثر توازنا للتاريخ الحضاري للحضارة (الأشورية)، حضارة العراق القديم.

ليأتي معرض (لندن) الذي يسلط الضوء عن تاريخ (الأشوريين) وحضارتهم في العراق نقطة مضيئة في تاريخ علاقات بين الشرق والغرب؛ والذي يسلط الضوء عن تاريخ الملك (اشور انيبال) العظم، ملك العالم، في وقت الذي لم تسمع عنه الكثير من الشعوب العالم؛ بل لم يسمع عنه أغلبية الشعب العراقي للأسف؛ وهذه هي كارثة المجتمع العراقي حينما يجهل تاريخه؛ بما تم إخفاءه عنهم عن قصد والأسباب عقائدية وربما تداخلت المواقف السياسية في ذلك إلى حد كبير، ليتم إخفاء و تجاهل وعدم التسليط الضوء وإصدار منشورات وكتب ومؤلفات ومجلات لتعريف المواطن عن معالم تاريخ الحضارة (الأشورية) لا على مستوى الثقافي، و لا على مستوى إعلامي، ولا على مستوى وزارة التربية والتعليم، و لا على مستوى الإرشاد السياحي لدولة العراق، ولا على مستوى الأكاديمي، ولأسباب كثيرة – كما قلنا – منها سياسية ودينية.

فالمعرض الذي يقام في اكبر عواصم الأوربية (لندن) في (أنكترى) بكل تأكيد سيثير انتباه العلماء والأكاديميين والطلبة والمؤوسسات الإعلامية والتربوية والثقافية بما يوسع معرفتهم بقيم الحضارة (الأشورية) في العراق، ولعلا إقامة هذا المعرض بعيدا عن وطنه الأصلي في (العراق) سيضع مسؤولين في الدولة العراقية إمام أمر الواقع؛ وعسى إن يعود بهم الوعي لإعادة قراءة التاريخ برؤية واقعية بعيدا عن إي تسييس؛ فيعيدوا مواقفهم عبر قراءة واقعية للتاريخ؛ لنعيد وضع ألنقاط على الحروف بما ينير عقول ومدركات الوعي الثقافي لأبناء المجتمع العراقي؛ بالعمل على تغير مناهج التربية والتعليم وحث المؤوسسات الإعلامية في العراق إلى إعطاء دور اكبر في تغير المفاهيم السائدة في الدولة العراقية بحق حضارة أجدادهم (الأشوريين) ليطلعوا وليكونوا على بينة بما سيتناقله (الإعلام البريطاني) عن عظمة الحضارة (الأشورية) وعظمة ملك الملوك العالم (اشور بانيبال) احد من أشهر ملوك هذه الحضارة التي قام فيها 116 ملكا، والذي لحد يومنا هذا لم يسمى أي معلم من معالم العراق باسمه أو باسم إي من هؤلاء الملوك العظام؛ لا متحف، ولا جامعة، ولا مكتبة، ولا سوق، ولا معلم من معالم مدن العراق، ولا مدينة، ولا حي، ولا شارع باسمه أو بأسمائهم ………….!

في وقت الذي اليوم العالم اجمع عبر معرض (لندن) والمحاضرات التي سيتخلله المعرض؛ سيتطلع وسيشاهد وسيسمع عن قصص أسوار نينوى القديمة وروعة معالم ما أنجزه ملك (الأشوريين) والحضارة العراق القديمة الملك (اشور بانيبال)، وان المعرض (لندن) سيتيح لنا ولكل العالم تقدير وإحياء الإنجازات العظيمة للحضارة (الأشورية) والاحتفال بإرثه؛ لان هذا المعرض كما قال منسقه (غاريث بريريتون) والكثير من خبراء الآثار، سيساعد في إلقاء الضوء على أهمية مناطق الآثار في مدينة (نينوى) العراقية القديمة التي دمرت أو تم نهبها على نطاق واسع من قبل مسلحي الدولة الإسلامية (الدواعش) في عام 2014، ولا محال فان المعرض سيرفع الوعي حول التاريخ الثقافي العراقيين وعسى إن تبادر مؤسسات الدولة العراقية باستضافة هذا المعرض إلى ارض الوطن، المكان الحقيقي له، أو المبادرة في إقامة مثل هكذا معارض على ارض الوطن .

نتمنى ذلك، ليعود الوعي التربوي والأخلاقي لمؤوسسات المجتمع والدولة العراقية بأهمية التاريخ الثقافي للحضارة الأشورية تاريخ الدولة و تاريخ حضارة المجتمع .