22 نوفمبر، 2024 7:07 ص
Search
Close this search box.

غياب التوفيق الاداري

غياب التوفيق الاداري

دائما ما تخطأ الحكومات العراقية التي تشكلت بعد عام 2003 في اختيار الوزراء والمدراء التنفيذيين تماما كما يخطأ الشعب في منح صوته لمن يستحق ، ومع سواء الاختيار وغياب التوفيق نعيش مرحلة التراجع في كل شيء ، الخدامات تتراجع ، مثل الصحة والتعليم وحتى سيادة العراق لم تكن منتهكة هكذا مطلقا، غير ان هذا السوء في الاختيار لا يعني خلو البلد من قامات علمية وادارية رفيعة كانت لتقدم للبلد الكثير لو تم وضعها في ما تستحقه من منصب وليس سيد فياض الوحيد من هؤلاء الثلة الطيبة ، ففي كل وزارة وكل مؤسسة هناك من تمت تحييدهم لدوافع سياسية او ادارية ، مثلا سيد فياض حسن نعمة حين كان مديرا عاما لشركة نفط الجنوب(نفط البصرة حاليا ) تم محاربته واقصائه من منصبه برغم النجاح الذي حققه في مدى 3 اشهر حتى ان موظفي الشركة طالبوا باعادته علنا لما لمسوه منه من روح متعاونة تحس بمعاناتهم ، غير انه دفع ثمن موقفه الصريح والمعلن من عقود جولات التراخيص وابدى ملاحظاته عليها قبل انعقادها مما دفع الحكومة انذاك لابعاده عن منصبه ، ورغم انه عاد لمنصب اعلى واقوى فانه لم يتنازل عن مبادئه وتصريحاته السابقة ولكن يبدوا ان الحكومة العراقية تحمل في بطنها جنين دكتاتورية ترفض من ينتقدها او يمس سياستها وان كانت فاشلة ، وقد اثبتت اراء السيد فياض حسن نعمة صحتها حين تبين لاحقا ان عقود جولات التراخيص سيئة في عدة جوانب منها وكان يمكن صياغتها بشكل افضل مما هي عليه ،لم يقم فياض حسن نعمة بعرقلة تسمية اي مدير عام لنفط البصرة فهو من الرجال الذين يقدمون ما لديهم دون ان يتلفت الى الماضي او يحن للعودة اليه كما هو ديدن الكثير من قادتنا الجدد، وهو ان كان قد نجح في كسب ود الاف العاملين في قطاع الطاقة فقد كسب احترام الطبقة الحاكمة مهما تغيرت فعاد وكيلا لوزير النفط ويمكن القول انه صمام امان الوزارة ، حيث يمكن القول انه العقل المحرك لكل مفاصل الادارة الفنية والادارية في الوزارة ، وان كان وكيل الوزير في اي وزارة اخرى مما يصعب الوصول اليه فان ابواب سيد فياض مشرعة لمن يلجأ اليه دون قيود او تحفظات الا ان يتعارض لقائه مع مواعيده التي تزدحم نتيجة ممارسته عمله ، حقيقة ادعو كل رؤساء الكتل السياسية وزعماء الاحزاب ان يتحروا عن مثل هذه الشخصيات الايجابية ووضعها حيث يجب ان تكون ان ارادوا تجميل صورة احزابهم بعدما وصل الشعب لقناعة ان اختياراتهم تتم وفق معايير القرابة والولاء بعيدا عن الوطن والمواطنة والسلام

أحدث المقالات